10 سنوات ظل فيها صديقى محمد سعد خطاب – الذى كان مهندساً فى وزارة الاسكان وتحول لصحفي تخصص ابراهيم سليمان – يقاتل بالكلمة ويكشف بالمستندات والأوراق فساد محمد ابراهيم سليمان وزير الإسكان السابق . 10 سنوات جاب فيها مصر كلها، دفع من جيبه للحصول على وثائق وأواق تدين سليمان، ودفع من جيبه لبعض الذين يرتزقون من الكلمة لنشر الحقائق . 10 سنوات لم يستجب أحد له، لم يسأله أحد إن كان على حق أو على باطل، ظل الدكتور ابراهيم سليمان بسطوته وأساطيله، يوزع بيمنته ويسرته ما أراد وما لم يرد النظام، لم يقل له أحد " بم " ..! 10 سنوات كتب فيها ملايين الكلمات ومئات الصفحات عن فساد وزارة الإسكان فى عهد محمد ابراهيم سليمان ولم يتحرك أحد، ولا قال له مسئول فى الدولة كان صغيراً أو كبيراً " أنت رايح على فين " ، بل وجمعها فى كتابه الشهير " الكتاب الأسود" ..! 10 سنوات من الفساد كافأه النظام بعدها براتب لا يحلم به أى مسئول فى الدولة حتى انتبه فجأة وأوقفه وحوله إلى التحقيق ومنعه من السفر . الذى يجب التحقيق معه ومنعه من السفر وإحالته إلى المعاش هو النظام الذى ترك ابراهيم سليمان يرتع فى البلد أينما شاء وكيفما شاء، فما حدث يشبه الأعمال السينمائية التى تتناول حياة تجار المخدرات ؛ حيث يعيش طوال حياته فى سعادة وراحة ومتعة ثم يموت فى آخر مشهد من الفيلم . المشهد الأخير فى قضية ابراهيم سليمان جاء متأخراً 10 سنوات ليثبت نظامنا الموقر أن أى مسئول يستطيع أن يمرح فى الأرض فساداً حتى يتم تكريمه ثم يؤخذ إلى عدم حسن الختام . يتم الآن إعداد تقرير حول ممتلكات الوزير وفحص المستندات المقدمة منه – من قبل خبراء وزارة العدل – وذلك لمعرفة إن كان قد تربح من أعمال وظيفته من عدمه، وكذلك حول تخصيصه 3 فيلات متلاصقة فى مارينا لأبنائه الثلاثة وعدد من الفيلات لأقارب زوجته ومجموعة من رجال الأعمال . ترى إذا ثبت هذا الأمر لدى الخبراء، فماذا سيتم ، ازاء عشرات الفيلات الأخرى التى منحها سليمان للوزراء والمسئولين فى مارينا بأبخس الأسعار . لازالت دموع المهندس ممدوح حمزة ترتسم أمامى مع صوته المبحوح فى الحوار الوحيد الذى أجرى معه حين ألقت شرطة اسكوتلانديارد القبض عليه، وقد طلب منى شقيق زوجته وقتها الدكتور أسامة الغزالى حرب شريط التسجيل الذى استعانت المحكمة البريطانية به . قال لى ممدوح حمزة بالحرف " محمد ابراهيم سليمان أفشل كل مشروعاتى فى مصر، أفشل كل المشروعات الحقيقية لتطوير مصر، ويجب محاكمته، وطالما لا يوجد من يقول لسليمان " لا " فسوف أهاجر من وطنى، سأبحث عن وطنٍ آخر أحقق من خلاله مشروعاتى ". بعد أن نشرت جريدة الأهرام حوارى مع الدكتور ممدوح حمزة لم يهتم أحد سوى أقلام شريفة مثل مجدى مهنا، عبد الله السناوى، عبد الحليم قنديل، تناول مقال كل كاتب منهم الحوار وما فيه والذى يعتبر إدانة واضحة لمحمد ابراهيم سليمان، لكن لم يتحرك أحد .. لماذا ؟ لأن النظام الميمون اعتاد تثبيت ورفع كل من تهاجمه الصحافة وتكشف فساده، كلما نشرت الصحف عن فسادك كلما ترقيت فى المناصب، فعيب كبير أن يتم الكشف عن فساد وزير حالى، لابد أن يحمل سابق حتى يستطيع محاكمته أو إلقاء أوراقه على قارعة الطريق . وكما يقولون عندنا فى الصعيد " بعد ما خربها ". لقد خربت مالطة لكننا لن نكف عن الآذان ..!! [email protected]