عندما يصبح المضاف إليك مضافًا عليك وعبئًا كبيرًا وإنذارًا خطيرًا، فعليك أن تقف مع نفسك كثيرًا. لقد كانت كلمة (مصر مبارك) و(حكومة الحزب الوطني) سببًا كبيرًا من أسباب نجاح ثورة 25 يناير لماذا؟ لأنها تركت انطباعًا عند الناس بأن هذه البلاد ليست بلادهم وعندما جد الجد ترك الجميع مبارك وأعوانه أمام مصيرهم لأنهم لم يصبحوا منهم. ومثل هذه الكلمة كلمة (مصر مرسي) و(بلد الإخوان) وقول بعض الإخوان (مرسي رئيسنا) و( رئيس الإخوان) و(الحرب على مرسي والإخوان) و(وزير الإخوان) مثل هذا الفخ أتمنى ألا يقع فيه الرئيس محمد مرسي، لأنه طريق الهلاك، وأتمنى أن يحاربه الرئيس شخصيًا عملًا لا قولًا، وأن يحاربه مكتب الإرشاد عملًا لا قولًا، وبخاصة بعد انتشار هذا المصطلح على نطاق واسع وصار بعض الإخوان عن غفلة منهم يرددونه في فخر وهو أمر مهلك لو كانوا يعلمون. هذه النصيحة موجهة للإخوان حاليًا ولكل رئيس قادم بل ولكل من وضعه القدر في أي موقع قيادة لماذا؟ هناك عدة أسباب هي: 1- أن هذه الطريقة في نسبة المنشأة أو البلاد لشخص - دون حاجة وإنما من أجل الفخر والنفاق - لم يتبعها القرآن الكريم مع الأنبياء مع علو مكانتهم فنجد أننا لا نجد في القرآن الكريم (مكة إبراهيم ولا مدينة محمد ولا مسجد داود) عليهم السلام جميعًا بل نجد (مكة – أم القرى – بكة – البلد الحرام – المدينة – يثرب – المسجد الأقصى)، ولم يرد لفظ (مدينة محمد) في كتب السيرة والمستعمل هو المدينة أو المدينةالمنورة أحيانًا. 2- هذه الكلمات تصنع حاجزًا نفسيًا بين المجتمع وبين القائد، لأن فيها تشخيصًا في غير موضعه وتخصيصًا أقرب للسرقة منه للفخر. 3- لا يوجد قائد صنع المجد بنفسه فقط دون مساعدة من الناس على اختلاف طوائفهم، وفي الإضافة للرئيس حرمان لكل من ساعد في نجاحه. 4- الثورة المصرية شارك فيها كل الطوائف وبالتالي فمن حق الجميع أن يشاركوا في بناء مصر المصريين دون حساسيات ودون نسبة إنجاز لجماعة أو شخص. 5- تخيل أن هناك عالمًا من الكفاءات عرض عليه موقعًا وزاريًا فقلت له: (نريدك وزيرًا في حكومة مصر)، وقال آخر له (نريدك وزيرًا في حكومة الإخوان) أيهما سيختار؟ 6- أن مثل هذه الكلمات تتحول إلى سلوكيات حيث يمتنع الغير عن مد يد المساعدة لمن تملك البلاد لنفسه ونسبها له وأيضًا يمتنع عن تقديم أي فكرة من شأنها رفع شان البلاد, وتصبح اللامبالاة هي السائدة بين الجميع، ومن مظاهر ذلك حاليًا أن أغلب مظاهرات الإخوان يحضرونها هم فقط دون سائر القوى الثورية ومثال ذلك قصر الاتحادية والقضاء وغيرها، وكأن الدفاع عن الرئيس أصبح مسئولية الإخوان بينما بقية الشعب تتفرج في انتظار المنتصر وهذه من نتائج انتشار تلك الكلمة البغيضة (رئيس الإخوان) والتي شارك في صنعها هم أحيانًا. 7- أن مثل تلك الكلمات تفتح الباب للغير في إخفاء كل خير في من يتملك البلاد أو المنشأة لاسمه وإظهار السيئ وبخاصة إذا كان هناك تنافسًا على مغانم الدنيا. 8- هناك رد فعل طبيعي ومنطقي في حالة زوال الرئيس أو القيادي وهو إزالة اسم هذا الشخص فورًا عن كل شيء كما حدث مع المخلوع مبارك، ويصبح نسب الشيء إليه وصمة عار تلاحق المنشأة نفسها. 9- لو أتى رئيس أو قيادي جديد فمن الطبيعي أن يقصي رجال القديم كلهم كما أقصوا من كانوا في زمنهم وبذلك يكسب الإخوان لمدة أربع سنوات ويخسرون عشرات السنوات. 10- إن تلك الكلمة (مدرستي – شركتي – دولتي) فيها معنى السيادة أكثر من معنى القيادة مما يعطي انطباعًا أن الآخرين عبيد وأتباع. إن التمالك في غير تملك هو طريق الهلاك الذي ليس منه مهرب ولا فكاك.