شبّه مسلسلات الست كوم بطبق السلطة، وأبدى موافقته على تقديم شخصية الرئيس المخلوع إذا كانت مكتوبة بصدق وأمانة، وأكد أن هناك من لا يريد استقرار مصر.. إنه الفنان سامح الصريطي، ذلك الفنان ملتزم أخلاقيًّا وفنيًّا، فعلاوة على كونه وكيلًا أول بنقابة المهن التمثيلية فقد استطاع خلال مشواره الفني أن يجعل لنفسه شخصية مميزة بأعماله المتنوعة بين التليفزيون والسينما والمسرح. من أهم أعماله: الحب بعد المداولة, عطشان يا صبايا, تذكرة للجنة, زي ما تحب, نجوم الظهر، نابليون والمحروسة، رمضان والناس، هي والمستحيل، حتى لا يختنق الحب، ليالي الحلمية، أميرة في عابدين, يتربى في عزو, المنتقم, مطلوب رجال, الدالي , نابليون والمحروسة. وفي السينما: ملاكي إسكندرية, خيانة مشروعة, حين ميسرة, أدرنالين. كان ل"المصريون" معه هذا الحوار.. ماذا عن دورك في مسلسل "خيبر"؟ مسلسل "خيبر" عمل ديني تاريخي تأليف يسري الجندي وإخراج محمد عزيزية، وبطولة نخبة من نجوم الفن الكبار مثل الفنان أحمد ماهر وأيمن زيدان وسولاف فواخرجي وخليل مرسي وعايدة عبد العزيز. وأجسد شخصية محمد بن مسلمة حارس الرسول الذي ينقل آراء الرسول الكريم إلى القادة. وكيف تم اختيارك؟ المسلسلات الدينية لا تنال النجاح المعروف مقارنة بالمسلسلات الاجتماعية، وخصوصا لتوقيت عرضها، ولكنها تنجح على المدى البعيد بعد أن تعاد أكثر من مرة، لأنها أعمال ترصد حقائق، فلا يمكن أن تنتهي مع الزمن. والدليل على ذلك مسلسل "سقوط الخلافة" الذي نجح على مستوى النخبة، وعندما تم إعادته لقي نجاحًا كبيرًا على المستوى الجماهيري, بالإضافة إلى أن الأحداث التي تمر بها البلاد أثرت بالسلب، لذلك فضلت هذا العمل واعتذرت عن بقية الأعمال التي عرضت عليّ. ما الصعوبات التي واجهتها في التصوير؟ لا توجد صعوبات واجهتها، فلدينا مكان يوفر لنا كل ما نحتاجه من معدات وأجهزة وأماكن تصوير جيدة، فأعتقد أن الإنتاج يوفر كل شيء، بالإضافة إلى الروح الجماعية والجميلة من "كاست" العمل, وأيضا وجود نخبة كبيرة من الفنانين العرب، وهذا ما يثبت أن الفنانين يصلحون ما يفسده السياسيون، في وقت تبث السياسة الفرقة بين العرب. ما سبب قلة الأعمال التاريخية في تاريخ السينما المصرية؟ توجد ندرة واضحة، سببها أصحاب رأس المال الخاص الذين لا يُقبلون على مثل هذه الأعمال، لأنها مكلفة ولا تحقق الإيرادات التي تعوض المصاريف، ولذلك لا بد من وجود الدولة كداعم لهذه الأعمال التاريخية، فمؤسسات السينما تفككت منذ زمن ولا توجد مؤسسات تدعم هذه الصناعة. هل ترى أن الأحداث بعد الثورة أثّرت على التليفزيون والمسرح؟ بالتأكيد، أثرت على كل المجالات، ليست الثورة بل النظام، فأنا أرى أن الثورة لم تحقق كامل أهدافها التي نادت بها من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية، فهي فقط حققت نصف ما طمح إليه الشعب من إسقاط نظام مبارك الفاسد، أما مجال الفن فتأثر نتيجة تأثر السياحة والاقتصاد, فالفن جزء من الكل. وهل تعتقد أن هناك أيادي خفية وراء ما يحدث الآن؟ مصر دولة مهمة موقعًا وتاريخًا، فإذا كانت مصر قوية انعكس ذلك على الوطن العربي بأكمله، والعكس صحيح، وبالتالي مصر مرصودة، ولها أعداء من الداخل والخارج. يقال إن مسلسل "المنتقم" هو رد على نجاح المسلسلات التركية في مصر، فهل كنت توافق على العمل في مثله؟ لا نقول إنه رد، لكن لعدم ترك المسلسل التركي يسبح بمفرده طوال العام، فأنا أرى أن المسلسل التركي لا يجرؤ أن يعرض في رمضان وينافس المسلسل المصري أو العربي، فنتيجة كثافة المسلسلات وزيادة الإعلانات جعلت معظم المنتجين يقومون بعمل كم ضخم من المسلسلات لتعرض في شهر واحد، فإما أن يرى المشاهد "مسلسل بايت" تم عرضه من قبل أو يتجه للمسلسل التركي، لذلك قررنا أن نقوم بعمل درامي مطول يشاهد بعد رمضان، وهذا ينطبق على مسلسل "مطلوب رجال". ماذا لو عرض عليك تجسيد شخصية المخلوع مبارك؟ أنا فنان سوف أجسد أي شخصية مهما كانت، ولكن المهم الموضوع، فإذا كان الموضوع في اتجاه فكري فسوف أجسده، فمثلًا إذا عرض عليّ نص يجسد شخصية الرئيس المخلوع مبارك على أنه أعظم رئيس فالطبع لن أوافق، وإذا عرض عليّ نص يظهر سلبياته فقط فأيضًا لن أوافق أيضا، ولكنني سأقدمه بكل سلبياته وإيجابياته وحياته كإنسان، قبل أن يكون رئيسًا مخلوعًا. ما رأيك في موضة الست كوم؟ مسلسلات الست كوم مثل طبق السلطة، فمن الصعب أن تجلس على مائدة كلها سلطة بدون وجبة رئيسية أو العكس، فمسلسلات الست كوم هي فواتح شهية وليست وجبة رئيسية، فإذا تم تقديم مسلسلات ست كوم بشكل مكثف حتى مختلف، فسيخسر التليفزيون كثيرًا. .. وبرامج التوك شو، خاصة التي تتناول فكرة السخرية من سياسة الدولة والرئيس؟ لو أن هناك منطقًا في القرارات أو التصرفات، فأعتقد أن هذه البرامج لن تجد مجالًا للمشاهدة والنجاح، ولكن هذه البرامج نجحت لوجود متناقضات في وجود نظام قراراته غير منطقية، كذلك لعدم احترام القوانين، فسلوكيات النظام نفسها هي التي نجّحت هذه البرامج، لأن هذا النظام لو كان يعبر عن الناس لكانت الناس هي التي تصدت لهذه البرامج وأي إهانة للنظام, لكن سلوكيات النظام أوجدت المادة الخام التي أدت إلى نجاح هذه البرامج, فأنا لست مع أو ضد هذه البرامج، ولكني مع تغيير النظام من نفسه. بعد مرور أكثر من عامين على الثورة، لم نر عملًا سينمائيًّا يجسدها.. ما السبب من وجهة نظرك؟ نحن ما زلنا نعيش الثورة، فهي ما زلت قائمة ولا بد أن يمر عليها وقت كاف كي تظهر ملامحها، فمن الصعب جدًّا في هذا الوقت أن تقوم بعمل يستطيع أن يجسدها وهي ما زالت قائمة ولم تكتمل ولم تحقق أهدافها.