عزيزتى الأستاذة أميمة... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا شاب أبلغ من العمر 29 عاماً مشكلتى فى أخى الأكبر فأنا منذ الطفولة وحتى الآن أشعر بعدم التقارب معه والاختلاف الشديد فى الطباع. نعيش ببيت واحد ومعنا والدتنا أطال الله فى عمرها كل واحد منا يعيش فى شقة منفصلة. المشكلة عزيزتى ...أن زوجة أخى لا تحترم أحدًا وهى بنت خالتى, كثيرة الخطأ ودائمًا ما تقف والدتى فى صفها لأنها بنت أختها من ناحية ومن ناحية أخرى من باب المحافظة على البيوت. لكن أخى دائمًا ما أجد منه السلبية فى حل المشكلات وأجد دائمًا الحرج فى نصحه لكن أخشى ما أخشاه من الصدام المتوقع مستقبلا معه بسبب زوجته, هو لا يضع لزوجته أى خطوط لا تتعداها وهى تتصرف معنا على ما تهوى وكثيرًا ما أتغاضى عن المشكلات التى تثيرها كى لا أقف أمام أخى ونخسر حتى الود الذى لا يوجد غيره بيننا.. فماذا أفعل ؟. (الحل) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أيها الأخ المحترم النبيل كريم الأخلاق... وأبدأ بوصفك بهذه الصفات لأننى سررت جداً من رسالتك, حيث أنى اطمأننت للخير الباقى فى شباب الأمة, وشممت فيها رائحة أصلك الطيب الذى يظل متأصلا فى كل من تربى ونشأ نشأة طيبة حسنة, مهما اختلفت آراءه أو تصرفاته مع أقرب الناس له, ولولا أنك تحمل تلك الصفات الكريمة والأصل الطيب والتربية الحسنة ولا أزكيك على الله , ما كنت راعيت مشاعر أمك ورضاها ولا مشاعر أخيك الأكبر وعلاقة الود المتبادلة بينك وبينه رغم اختلافكما وعدم توافقكما معاً كما ذكرت, والتى ما هى إلا خلافات طبيعية بالإخوة وفى معظم الأسر وتتكون معهم منذ الصغر, ولكن يكون أساسها الحب وعدم تحمل أى نسمة هواء يمكن أن تضر بالطرف الآخر. واعتقد والله أعلم أن خوفك ليس على المرحلة الحالية, بل أرى أنك قلق على المرحلة المقبلة فى عمرك وبعد ارتباطك بزوجة تعيش معكم وربما تختلف مع أخيك أو زوجته كاختلافك معهم.. ولكن ...تعال معى نفكر سوياً ونضع محتوى آخر للتعامل معهم يكون أساسه نظرة مختلفة للأمور كلها تكون أكثر قرباً من تفكير ووجهات نظر أخوك وزوجته... فبدايةً..لو لاحظت معى, تجد أن معظم المشكلات العائلية وخاصةً إذا كان الزوجان فى بيت عائلة كوضع أخيك الكبير, تكون بين الزوجة وأم الزوج, وغالباً ومع اختلاف الآراء والأجيال نجدهم غير متفقتان تماماً, مهما كانت تتمنى الأم الاستقرار لابنها أو كانت زوجة الابن من أقربائها كابنة أخ أو أخت مثلاً,, وكون أن والدتك تدافع عن زوجة أخيك ودائماً هى المنصف لها, فهذا لا يعنى بالضرورة أن موقفها هذا يأتى نتيجة أنها ابنة أختها, ولكن ربما أخى الفاضل هى ترى أن معها الحق بالفعل, وتراعى الله فيها, وربما أنت ترى لها عيوباً ليست بحجم ما تتصور, وإلا كانت والدتك هى أول النافرين منها, فأنت ابنها الصغير وحبها لك أكبر بكثير من زوجة الابن مهما كانت درجة قرابتها منها, هذا أمر... الأمر الثانى .. زوجة أخيك هى ابنة خالتك فى نفس الوقت, أى هى بمثابة أختك, فلماذا لا تحاول أن تتفهم لوجهة نظرها بدلاً من أن تختلف معها؟؟ حاول أن تعاملها على أنها أختك وتبدأ أنت وتضع نفسك مكانها فى المواقف الخلافية بينكما وتحاول إقناعها بوجهة نظرك, حتى تصلا إلى حل يرضى جميع الأطراف, فمن المحتمل أن تكون أنت من لا يسمح بالحوار مع أخيك وزوجته وتتكتم فقط على الشىء السلبى لكل موقف إلى أن يضيق به صدرك وتحتقن من جميع تصرفاتهم, وصدقنى فى كل مرة تطرح الموضوع لتقريب وجهات النظر بينكم ستجد أنكم فى النهاية تعودتم على الأسلوب المتوافق الذى يرضيكم جميعاً حتى مجرد المعاملات اليومية, ويوماً بعد يوم, ستذوب الفوارق وأوجه الخلافات بينكم, وبعدها سيكون من اليسير عليك أن تلفت نظرها لأخطائها ومعاملاتها التى يمكن أن تضايقك منها أنت أو خالتها التى هى أمك, ووقتها صدقنى أخى الكريم ستصغى هى لكلامك ونصائحك بعد ذلك وتثق بأرائك حتى ولو كنت أصغر منها سناً.. وستجد بذلك أنك مهدت حياة سوية دون خلافات لزوجة المستقبل لك, ولأبناء عمومة ليس لديهم نواة لخلافات تزرع الكره فيما بينهم فيما بعد, أرجوك أخى الكريم ..أن تظل متمسكاً بعلاقتك الطيبة بأخيك وأبنائه والتى سرها وبدايتها من زوجته التى هى ابنة خالتك والخالة تعنى الأم . ليس لكما غير بعضكما كأخوة, وأنتما قوة ببعضكما فالتزيد من تلك القوة وإياك أن تضعفها بقطع الرحم بينكما, وأتمنى ألا تضع أخاك أو أمك الطيبة الرحيمة فى حيرة بينك وبين زوجة أخيك, فهى أم أبناؤه ولا يمكنه الاستغناء عنها, وأنت فى يومٍ ما ستتزوج إن شاء الله وستشعر بمدى ارتباط الزوجين, فبالتأكيد هو يراها بنظرة مختلفة عنك فهو يرى إيجابياتها أما أنت فربما ترى أكثر الجوانب السلبية فى شخصيتها وهذا ما يضايقك منها بعض الأوقات, كما أن الأحوال تتغير والأوضاع تتبدل ولا تعلم ما الذى يحمله القدر لكم فى طيات الأيام, فدوام الحال من المحال.. أسأل الله العلى القدير أن يؤلف بين قلوبكم جميعاً بالخير والوئام وأن يكون قدركم كله خير وأن يرزقك الزوجة الصالحة والذرية الصالحة مثلك. لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد [email protected]