السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاما, المشكلة أني أعاني من حالة اكتئاب حادة وذلك بسبب أهلي، حيث لي من الأخوة 5 إخوة ولكن للأسف، هم إخوة اسما فقط فمنذ فترة قصيرة حدثت مشاكل كبيرة بينهم أدت إلى أن البعض منهم قاطع البعض الآخر والبعض منهم يتعامل وهو يرتدي قناعا أو بمعنى آخر يتعامل ظاهريا كالأخ في حين أنه يحمل من داخله سوادا كبيرا. لقد حاولت أن أصلح بينهم بعدة طرق، مرة بالحكمة والصبر ومرة بالشدة ومرة بتذكيرهم بتعاليم دين الله ومرة بمحاولة إفهامهم أن ما يقومون به له آثار كبيرة نفسية عليّ وعلى أمي ولكن كل هذا ذهب دون جدوى فكل واحد منهم لا يريد أبدا التنازل أو حتى مراعاة الشعور.
لدرجة أن هذه المشاكل كان لها أثر نفسي كبير على حياتي، فأنا في بعض الأحيان أنهض مفزوعة من نومي وأحيانا لا أنام من الأساس حتى إن الطعام لا أعرف له مذاقا، إنني متعَبة، متعَبة ولو كتبت هذه الكلمة ألف مرة لن يدرك أي شخص مدى تعبي, حتى أن الأمور وصلت إلى أن إحدى أخواتي البنات تقاطع أمي ولا تريد أن تتحدث معها إلا بشروطها, حيث إن سبب المشاكل هو زوج أختي وشرط أختي في العودة إلى أمي هي أن تقوم أمي بدعوتها هي وزوجها على الطعام وتدعو زوجها شخصيا، وبالطبع هذا الأمر فيه مذلة وإهانة لكرامة أمي, أنا لا أعلم كيف أجمع شمل هذه العائلة والتي لا تبالي بأي شيء ولا حتى بتعاليم دين الله, أفيدوني ولكن أرجو ألا تقولوا لي اصبري لأن هذه الكلمة قد محيت من قاموسي, حتى أنني بدأ يخالجني شعور باللامبالاة وبرود غير طبيعي ولهذا أتمنى أن أجد الحل عندكم والسلام عليكم. somayya صديقة "بص وطل" العزيزة.. لابد من النظر لمشكلتك ومشكلة أهلك بعين العقل بعيدا عن العواطف والآلام وما وصلت إليه من حالة نفسية قد تنقلب (لا قدر الله) إلى مرض نفسي ومشاكل قد تؤثر على حياتك في الحاضر وفي المستقبل. والمشكلة -على ما فهمت من كلامك- أن عقدة الحب والتعاطف والرحمة والحنان الذي يمشي على الأرض وهي أمك لها دور سلبي في حياتكم ولا تنظر للمصلحة العامة قدر ما تنظر للكبرياء وللكرامة ولمسميات نظرية في مقابل سلوك حياة واقعي يجب أن يكون في المقام الأول وفوق كل اعتبار. ولنأخذ قصة أختك وزوجها وشرطها لتكلم أمك أن تدعوها أمها للطعام هي وزوجها على أن توجه دعوة شخصية لزوج الأخت..... وطلب أختك طلب عادل يعيد صلة الرحم بين أمك وابنتها الكبرى وبالتالي بين ابنتها وزوج ابنتها وأولاهما أحفادها. ورد أمك رد سلبي فالمصلحة العامة أهم من مسميات الكرامة والذل و... إلخ. وستسألين كيف هذا؟؟ وأقول لك.... أختك هذه في عصمة زوج غريب له عليها سلطة منع أختك من أمها والسماح لأختك بزيارة وودّ أمها، يعني هو الذي يملك الصلة بين أمك وابنتها فهل لا نتهادن مع من في يده قطع أو وصل صلة رحم بين أم وابنتها ولو على طريقة لو كان لك عند "غير السيد" حاجة قل له يا سيدي؟!!! أيضاً زوج أختك الغريب هذا معه قلب أمك ولحمها وحبها وهي أختك يعني لو علاقة أمك به على خير ستكون علاقته بأختك على خير، فعلاقة أهل الزوجة بزوج ابنتهم مرآة يرى فيها الزوج تصرفاته نحو زوجته؛ بمعنى لو أهل زوجته تعاملوا معه على أنه ابن وله ما للابن من صفح وغفران وعفا الله عما سلف لتعلم هو هذه الخصال مع زوجته ولم يعاملها على الواحدة ويبقى أهلها هم السبب في شقائها وربما خراب بيتها. وتلومين -يا صديقتي- أختك التي يحكمها زوج على مقاطعة أمها ونسيت أن أمك التي تملك العقل والحكمة والرحمة والتي قال عنها الحكماء: الجنة تحت أقدام الأمهات لم تحاول أن تنسى كبرياءها وتجمع كل أفراد أسرتها على طعام أول يوم رمضان مثلا.. وتستقبل الجميع بابتسامة صفح وقلب متسامح فتكون من الذي قال الله فيهم: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ}. وشح النفس هنا ليس معناه النقود، والطعام إنما معناه السماح، والمغفرة والرحمة. صديقتي: أدرك تماما ما تعانيه وليس لك فيه يد إلا أنك تحكمين على الأشياء بعواطفك وتتركين نفسك للحزن والألم.. ونصيحتي لك هي أن تحاولي أن تناقشي الأمور حولك بعقلك وعلمك وخبرتك فالعقل هو المميز الوحيد للإنسان على سائر مخلوقات الله، وما يمكنك التغلب عليه من مشاكل فبها ونعمت وما يستعصي فما خاب من استشار. أما ما حولك من مشاكل مع أخوتك وبينهم وبين أنفسهم فسببه هو أن الكبار لا يستوعبون الصغار ولا يجمعونهم على هدف هو حب الوالدين الذي يجمع حب الإخوة. انصحي أمك أنه لا كرامة مع رجل يملك قلبها في بيته ولو أصاب هذا القلب مكروه لا قدر الله فلن تنفع الكرامة مع جرح قلب البنت، وأمها وربما أخواتها.