أعلنت “جبهة الصحوة الحرة” وهو أول حزب سلفي في طور التأسيس بالجزائر أن محافظ الجزائر العاصمة سيصدر اليوم الأحد قرارا بشأن طلب تقدمت به لعقد الجلسة التأسيسية الأولى للتنظيم. وقال بيان للحزب أصدره الناطق الرسمي باسم الجبهة عبد الفتاح زراوي حمداش إن “جبهة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية الجزائرية تترقب الجواب الرسمي من والي ولاية الجزائر العاصمة اليوم الأحد فيما يتعلق بالرخصة لعقد جلسة تأسيسية لإنشاء الحزب”. وكانت “جبهة الصحوة الحرة” قد أودعت نهاية يناير الماضي طلب اعتماد لحزب سلفي هو الأول من نوعه في الجزائر. وانبثق الحزب الجديد من حركة لنشطاء من التيار السلفي بالجزائر تدعى “الصحوة الحرة لأبناء المساجد في الجزائر” والتي كانت تنشط دون إطار قانوني وكانت وراء تنظيم عدة مسيرات ومظاهرات في البلاد سابقا لدعم قضايا إسلامية في مقدمتها القضية الفلسطينية والتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على غزة، وأيضا قضية مسلمي ميانمار. واستبق حمداش، زعيم جبهة الصحوة الحرة، قرار الحكومة الجزائرية بشأن طلب اعتماد حزبه بالتحذير من مغبة رفض الترخيص لهذا التنظيم بالنشاط حيث قال إن “التغيير قادم في الجزائر بنا أو بغيرنا”. وينص قانون الأحزاب في الجزائر على منع تسمية أو تأسيس حزب على أساس ديني أو عرقي لذلك فقد اختار أصحاب مشروع الحزب السلفي اختصار اسمه في “جبهة الصحوة الحرة” لتفادي مقص الرقابة. ويعد الشيخ عبد الفتاح زراوي حمداش أحد المناضلين السابقين في حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ الإسلامي والذي حله القضاء الجزائري في التسعينيات بعد صدام بين قياداته والسلطة أدخل البلاد موجة عنف مستمرة. وعن دوافع إنشاء هذا الحزب، قال حمداش في تصريحات إعلامية سابقة بحسب الأناضول إن الهدف “لملمة الصفوف السلفية الجزائرية، في وعاء يعمل في الضوء والعلانية، وبكل طلاقة وحرية وفق قناعته الشرعية ورؤيته الإسلامية السياسية”. وأضاف “ولو لم نقتنع قناعة صادقة وواقعية بأننا سنحدث نقلة سياسية نوعية للمجتمع الجزائري في الخطاب والمواقف والتوازن السياسي والعمل الإصلاحي لبقينا في بيوتنا مع عوائلنا، ولما احتجنا إلى إنشاء الحزب السلفي”. وعن مرجعيات هذه الحزب السلفي يقول زعيمه أن امتداداته تعود لأفكار رائد التيار الإصلاحي في الجزائر الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي أسس جمعية العلماء المسلمين في ثلاثينيات القرن الماضي لمواجهة حملة طمس الهوية الإسلامية للجزائريين من قبل الاستعمار الفرنسي. وعرفت علاقة هذا الحزب السلفي قيد التأسيس مع الحكومة الحالية توترا مؤخرا بعد تصريحات لوزير الشؤون الدينية أبو عبد الله غلام الله قال فيها إن الفكر السلفي دخيل على المجتمع الجزائري وأنه “ضد تأسيس أحزاب على أساس ديني”. ورد زعيم حزب الصحوة السلفي على هذه التصريحات “نقول لوزير الشؤون الدينية بو عبد الله غلام الله بالقول: “نحن السلفيون نمارس الدعوة والسياسة وسنبقى بإذن الله نمارس هذه الشرائع الإسلامية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين”.