وزير الخارجية: التعاون الاقتصادي بين مصر ودول التعاون الخليجي ركيزة لتعزيز الأمن القومي العربي    رويترز: من المقرر أن يغادر الرئيس الفرنسي الأسبق السجن في وقت لاحق من اليوم    لقاء الشرع بأشد الداعمين للكيان الإسرائيلي في واشنطن يثير الجدل، والنشطاء: بداية تنفيذ مطالب أمريكا    انطلاق معسكر منتخب مصر الثاني لمواجهتي الجزائر استعدادا لكأس العرب    أيمن يونس يطالب بعودة اللجنة الفنية في الزمالك    بسبب الإصابة.. رينارد يستبعد مدافع المنتخب السعودي    الأمن يكشف ملابسات فيديو عامل يصفع سيدة فى الشرقية بعد مشادة بين والدته والمجنى عليها    «غير مستقرة».. آخر تطورات الحالة الصحية ل محمد صبحي بعد نقله للعناية المركزة    بلاغ للنائب العام ضد ياسر جلال بسبب تصريحات مهرجان وهران    احذرى، النوم بعد 1 منتصف الليل هو القاتل الصامت    رئيس جامعة قناة السويس يواصل أعمال تطوير سور الحرم الجامعي تمهيدًا للانتهاء نهاية الشهر الجاري    بعد 3 ساعات.. أهالي الشلاتين أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم    بعد 40 يوما.. تصويت حاسم بمجلس الشيوخ الأمريكي لإنهاء أطول إغلاق حكومي (تقرير)    تليجراف: دعوات لBBC بالاعتراف بالتحيز المؤسسى بعد تلاعبها بخطاب ترامب    بث فيديو الاحتفال بالعيد القومي وذكرى المعركة الجوية بالمنصورة في جميع مدارس الدقهلية    انقطاع التيار الكهربائي عن 19 قرية و 7 مراكز بكفر الشيخ    سعر الذهب اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025.. عيار 24 ب6194 جنيها    انطلاق برنامج «مشواري» لتنمية مهارات الشباب في الشرقية    مصدر من اتحاد اليد ل في الجول: تأجيل السوبر المصري في الإمارات    «تطوير التعليم» يطلق مبادرة «شتاء رقمي» لمضاعفة فرص الحصول على الرخص الدولية لطلاب المدارس    تشييع جثماني شقيقين توفيا في حادث تصادم سيارتين بطريق خط 12 بالقناطر الخيرية    كشف هوية الصياد الغريق في حادث مركب بورسعيد    مصابان وتحطيم محل.. ماذا حدث في سموحة؟| فيديو    سحب 837 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    رغم مزاعم حكومة الانقلاب حول التعافى الاقتصادى..ارتفاع معدل التضخم الشهري 1.3%    البنك المركزي المصري يطرح عطاء أذون خزانة بقيمة 1.5 مليار دولار    تحت شعار «مصر تتحدث عن نفسها».. تفاصيل مشاركة الأوبرا في احتفالات اليوم العالمي للطفولة    طرح تريلر وبوستر فيلم صف تاني المشارك فى مهرجان القاهرة السينمائى    المتحف المصري الكبير يعلن القواعد المنظمة لزيارات المدارس الحكومية والخاصة    من المتحف الكبير لمعرض فى روما.. كنوز الفراعنة تهيمن على العالم    المفتي: الشائعة زلزال يهز الثقة وواجبنا بناء وعي راسخ يحصن المجتمع من الاضطراب    فى أول أيام الاقتراع ..عزوف الناخبين وعمليات تزوير وتصويت بالوكالة بانتخابات مجلس نواب السيسي    وزير الصحة يلتقي وزيرة الشؤون المدنية في البوسنة والهرسك    عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وينفذون جولات استفزازية    حالة الطقس اليوم الاثنين 10-11-2025 وتوقعات درجات الحرارة في القاهرة والمحافظات    تأجيل محاكمة «المتهمان» بقتل تاجر ذهب برشيد لجلسة 16 ديسمبر    وزير النقل التركي: نعمل على استعادة وتشغيل خطوط النقل الرورو بين مصر وتركيا    ماذا يحتاج منتخب مصر للناشئين للتأهل إلى الدور القادم من كأس العالم    الزمالك يترقب القرار الرسمي من فيفا لإيقاف القيد بسبب قضية ساسي    الرعاية الصحية: لدينا فرصة للاستفادة من 11 مليون وافد في توسيع التأمين الطبي الخاص    وزارة الصحة: تدريبات لتعزيز خدمات برنامج الشباك الواحد لمرضى الإدمان والفيروسات    التعليم: تغيير موعد امتحانات شهر نوفمبر في 13 محافظة بسبب انتخابات مجلس النواب    لماذا استعان محمد رمضان بكرفان في عزاء والده؟ اعرف التفاصيل .. فيديو وصور    تنوع الإقبال بين لجان الهرم والعمرانية والطالبية.. والسيدات يتصدرن المشهد الانتخابي    وزير الزراعة: بدء الموسم الشتوى وإجراءات مشددة لوصول الأسمدة لمستحقيها    جامعة قناة السويس تحصد 3 برونزيات في رفع الأثقال بمسابقة التضامن الإسلامي بالرياض    تعزيز الشراكة الاستراتيجية تتصدر المباحثات المصرية الروسية اليوم بالقاهرة    مشاركة نسائية ب«لجان 6 أكتوبر» مع انطلاق انتخابات مجلس النواب 2025    السكة الحديد تعلن متوسط تأخيرات القطارات على الوجهين القبلي والبحري    انطلاق أعمال التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025 بالمهندسين    رئيس الوزراء يدلي بصوته في انتخابات مجلس النواب 2025 بالمدرسة اليابانية بالجيزة    اتصال هاتفي بين وزير الخارجية ونظيره المالي    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    «الصحة»: التحول الرقمي محور النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان    «أنا مش بخاف ومش هسكت على الغلط».. رسائل نارية من مصطفى يونس بعد انتهاء إيقافه    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كان الله في عون المصريين بسياسية حزب يجذب مصر إلى الخلف ولا يسعي إلا للحفاظ على مصالح قياداته والتجديد للرئيس وتوريث الابن.. الدعوة إلى جاموسة لكل وزير كي يتم تغييره! جوهر المشكلة أن البيروقراطية المصرية اختزلت علاقات مصر بإثيوبيا في قضية المياه
نشر في المصريون يوم 31 - 10 - 2009

نفتتح جولتنا اليوم في صحافة القاهرة الصادرة أمس (السبت) من صحيفة الدستور "اليومية" ومع مولد "سيدنا الوطني" الذي يحدثنا عنه إبراهيم منصور ، ويقول : نعيش هذه الأيام مولد الحزب الوطني في مؤتمره السادس.. ولا يفرق كثيراً عن مولد سيدنا إبراهيم الدسوقي الذي تم إحياؤه الخميس الماضي أو مولد سيدنا السيد البدوي في طنطا الذي أقيم الأسبوع الماضي وسط خلافات مشايخ الطرق الصوفية.. ووسط الجدل حول إنفلونزا الخنازير والزحام مما أربك القائمين عليه. لكن مولد الحزب الوطني الذي بشرنا به.. وسيزعجنا به الإعلام الحكومي من تليفزيون وصحف اغتصبها الحزب الحاكم عن طريق رئيس مجلس الشوري الذي هو في نفس الوقت أمين عام الحزب وأمانة سياسات جمال مبارك.. وكأن ذلك الإعلام وتلك الصحف ملك للحزب الحاكم علي خلاف القانون الذي يؤكد أنها ملكية شعبية.
حق الناس
ويؤكد منصور على حرص ذلك الإعلام علي تقديم جمال مبارك في المؤتمر علي أنه الفاعل والأهم وصاحب الأوراق المطروحة وقد بشرونا بأنه- أي جمال والمؤتمر- سيراعي حالة الفلاحين والفقراء في وقت كل سياسات الدولة تعمل فيه من أجل إفقار المواطنين وفرض مزيد من الضرائب.. ولعل بدء تطبيق قانون الضرائب العقارية بالتزامن مع المؤتمر وادعاءاته الحرص علي الفقراء في حين أن هذا القانون سيأتي علي الفقراء تماماً دعك من الأغنياء أصحاب الفيلات و«الكومونيدات» والشاليهات في كل مكان.. فهؤلاء يحرص عليهم بطرس غالي ويحاسبهم ضرائبياً مثل الموظفين والفقراء تماماً!! إنهم يزعمون «أن الحزب الوطني حشد طاقاته لإحداث تغيير جوهري في الإنتاج الزراعي المصري ليس لمساعدة الفلاح فقط ولكن لنهوض هذا القطاع الحيوي الاقتصادي» يقولون ذلك وهم في نفس الوقت الذي رفعوا فيه أسعار الأسمدة.. ومعظم الفلاحين مهددون بالسجن لمديونياتهم لبنك التنمية.. وسمحوا لتجار ورجال أعمال علي علاقة بالنظام بترويج مبيدات مسرطنة.. ناهيك عن سياسات زراعية تهدر حق الفلاحين.
الجذب إلى الخلف
ويأتي هذا المؤتمر الذي يحاولون فيه تقديم السيد جمال مبارك كوريث محتمل وممكن في وقت يتداول فيه الرأي العام شخصيات محترمة لها شعبية داخلية وعلاقة دولية ذات شأن وتأثير من أمثال الدكتور محمد البرادعي ود. أحمد زويل وعمرو موسي وغيرهم للتدليل علي أن المجتمع المصري به من الشخصيات البديلة التي يمكن أن تقود البلاد إلي تطور أفضل وحكم رشيد «وهو ما أزعج- ويزعج- قيادات الحزب».. بدلاً من الحكم بالطوارئ.. وجذب مصر إلي الخلف بسياسات حزب لا يسعي إلا للحفاظ علي مصالح قياداته والتجديد للرئيس وتوريث الابن. لقد ضاق صدر المواطنين بتلك السياسات الاستبدادية التي تنتج مزيداً من الفقر والتخلف.
لا تستبعد شيئا
أيضا محمد أمين في صحيفة الوفد ، أكد أن الآن لا شيء‮ يعكر صفو مؤتمر الحزب الوطني‮.. ولا شيء‮ »‬يشوشر‮« علي‮ قادة الفكر الجديد‮.. لا كارثة في‮ السكة الحديد،‮ ولا جدال حول إقالة الوزير‮.. انتهي‮ كل الكلام‮.. وصدرت تصاريح الدفن لجثث الضحايا‮.. وأقيل الوزير،‮ أو استقال‮.. وأقيل بعده رئيس هيئة السكة الحديد‮.. وتم حبس‮ 7‮ حتي‮ الآن‮.. ليهدأ الرأي‮ العام‮.. أو ربما‮ »‬يستريح‮« بعد أن فرض نفسه لأول مرة‮.. واليوم‮ يجتمع‮ »‬رجال جمال‮« وسط أجواء من الهدوء‮.. ليقودوا ثورة جديدة ضد الفقر‮.. من أجلك أنت‮.. ومن أجل عينيك عشقت الهوي‮.. حالة من الإقبال لا توصف‮.. حيث‮ يرسم المجتمعون ملامح مصر في‮ السنوات القادمة‮.. أو السنوات الحاسمة‮.. ويراجع الجميع بروفات الانتخابات الرئاسية‮.. يقيمونها بطريقة أو بأخرى‮.. لأن الرأي‮ العام ليس هو الرأي‮ العام الذي‮ كان في‮ 1981،‮ ولا هو الذي‮ كان عام‮ 1970.‬‮. إنه شئ مختلف‮!‬ ربما هناك عشرات الأسباب،‮ التي‮ حركت القيادة السياسية في‮ الأيام الماضية لاتخاذ قرار‮.. وهناك عشرات الأسباب التي‮ هيأت لقرار مهم‮. لا أستبعد منها شيئاً‮.. منها ثورة الرأي‮ العام بالطبع‮.. ومنها قرب انعقاد المؤتمر‮.. ومنها أيضا عرض الأمير أندرو بالمساهمة في‮ إصلاح السكة الحديد‮.. العرض المؤلم‮.. ومنها أخطاء حكومية سابقة مثل الدويقة وزراعات المجاري‮.. وتيفود البرادعة وأخواتها‮.. فدفع‮ »‬منصور‮« الثمن مضاعفاً‮..
في اختيار الوزراء
من هنا‮ يدخل الرئيس مبارك مؤتمر الحزب وهو خالي‮ البال‮.. ويدخل الحرس القديم أيضا بشروطه‮.. ليحدث التوازن بين الحرسين القديم والجديد‮.. ويؤكد القدامي‮ أنهم قادرون علي‮ اللعب حتي‮ النهاية‮!!‬ وأظن أن ثورة النواب علي‮ رأسهم د‮. زكريا عزمي،‮ وثورة الإعلام بما فيه إعلام الحكومة‮.. كان رسالة بلا حدود‮.. تجعل الحرس الجديد‮ يسكت،‮ ولا‮ يدافع عن وزير النقل‮.. وتجعل الحرس القديم فاعلاً‮ ومؤثرًا في‮ المعادلة السياسية‮.. وإن كان قد‮ »‬تحصَّن‮« بالرأي‮ العام‮.. وهي‮ نقطة هامة جداً‮.. تراعي‮ حسابات الرأي‮ العام في‮ اختيار الوزراء وإقالتهم‮.. وربما تراعي‮ حسابات أكبر في‮ اختيار المرشح الرئاسي‮ 2011،‮ أو قبل ذلك التغيير الوزاري‮ الوشيك‮.. هذه هي‮ النقطة التي‮ يجب ألا تغيب عنا الآن‮.. وإن كان الشعار هذا العام‮ »‬من أجلك أنت‮«.. فهو ليس من أجل الفلاحين ومحدودي‮ الدخل كما قالوا‮.. إنما هو من أجل الرئيس المنتظر‮.. والذي‮ مازال في‮ علم الغيب حتي‮ الآن‮.. وإن كانت كل المؤشرات تشير إلي‮ واحد بعينه فقط‮!!‬
مستقبل "هيكل"
نتحول إلى صحيفة المصري اليوم ، حيث أكد سليمان جودة أن العاصفة قد هدأت حول اقتراح «مجلس الأمناء» الذى يدعو الأستاذ محمد حسنين هيكل من خلاله، إلى وضع دستور عصرى للبلد، ولابد أن أى متابع لما جرى من نقاش حول الاقتراح، سوف يلاحظ بسهولة، أن ما أثير ولايزال، لم يكن فى أغلبه نقاشاً حرا .. فقد شهدت الحياة العامة، طوال الأيام الماضية، مشهداً أقرب إلى «السيرك» منه إلى أى شىء آخر .. لم يكن لدى أحد، أى مشكلة، فى أن تكون فكرة مجلس الأمناء مرفوضة بنسبة 100%، بشرط أن تكون هناك لدى رافضيها فكرة بديلة، على قدر من التماسك يجعلها مقبولة، ومنطقية، وقادرة على مخاطبة مستقبلنا، لا ماضينا، ولا حاضرنا!
حاجتنا الشديدة
وكشف سليمان أنه لا أزال يرى فكرة هيكل غير عملية، ثم دعى إلى أن يكون مشروع دستور 1954، هو البديل لاقتراح هيكل، فلا خلاف تقريباً على وجاهة ذلك المشروع، ولا أحد فى إمكانه أن يقلل من شأن أى واحد من الخمسين رجلاً الذين كانوا قد وضعوه بتكليف من مجلس قيادة الثورة وقتها فى يناير 1953، ولا أحد ينكر مدى حاجتنا الشديدة، فى الوقت الحالى، إلى مشروع من ذلك النوع الذى يقيم جمهورية برلمانية دعا إليها «الوفد» فى بيان مهم له مؤخراً، بحيث يضع رئيس مجلس الوزراء، فى مثل هذه الجمهورية، سياسات الدولة، وينفذها، ثم يظل الرئيس حكماً عادلاً بين السلطات الثلاث، لا حاكماً مطلق السلطات.
الجاموس
في صحيفة الشروق "اليومية" تساءل عماد الدين حسين عن كم جاموسة نحتاج للتغيير؟! نجحت جاموسة المواطن صابر عبدالتواب من قرية جزرا بالعياط فيما فشل أن يحققه كل خصوم وزير النقل المستقيل محمد لطفى منصور ومعه رئيس هيئة السكة الحديد المستقيل أيضا محمود سامى، وربما قيادات أخرى بالهيئة تنتظر دورها فى الإقالة. ربما سيتذكر كثيرون فى المستقبل أن الأقدار وضعت هذه الجاموسة أمام قضبان قطار الفيوم، فاصطدم بها وقتلها على الفور، ثم تعطل ليأتى قطار قادم من الجيزة فيصطدم به، ويموت 18 شخصا، ويهيج الرأى العام، ويصبح مطلوبا البحث عن كبش فداء، خصوصا قبل مؤتمر الحزب الوطنى الذى بدأ أمس. هذه الجاموسة بدأت تدخل الفولكلور الشعبى، ومن أطرف ما سمعته من شخصية مطلعة على التفكير الحكومى، أن بعض المسئولين بدأوا يحللون شخصية هذه الجاموسة، وقال بعضهم إنها «صاحبة سوابق»، حيث تعرضت لحادث مماثل حينما كانت تعبر القضبان، وسمعت صوت القطار الصاخب، فأصيبت بحالة ربما تكون أقرب إلى الفزع أو الهلع أو الصرع. لكنها نجت وعبرت قبل وصول القطار لكن فى المرة الأخيرة يوم حادث السبت الماضى كما تضيف الحكاية فإن الجاموسة عندما سمعت صوت القطار المزعج استعادت فى ذاكرتها كل الخبرات السلبية «وجاءتها الحالة»، وهكذا تسمرت فى مكانها على القضبان، ثم جاء القطار «المفترى» ليقطعها أربا.
حالة الجاموسة الاكتئابية
كما لم يستبعد حسين أن يفكر البعض بمثل هذه الطريقة العبثية، ولا نصادر على حريته، لكن مثل هذا التفكير هو الذى يعيد إنتاج الكوارث، بمعنى أن يتم اتهام الجاموسة القتيلة بأنها كانت مريضة نفسية، وأن طبيها المعالج فشل فى إخراجها من حالتها الاكتئابية، أو حتى أن أبقارا وجواميس معادية فى إيران وسوريا وإسرائيل جندت هذه الجاموسة أثناء مؤتمر جرى عقده فى برارى السودان، لكى تشوش على الاستقرار الذى ينعم به الوطن فى ظل الحزب الوطنى. ومن التهريج إلى الجد فشىء جيد أن تتم محاسبة المسئولين فى السكة الحديد من عامل التحويلة ومراقب الإشارات نهاية برئيس الهيئة، لكن ذلك وحده لا يكفى. وشىء أكثر من جيد أن تتم إقالة محمد منصور، لأننا بصدد تكريس مبدأ المسئولية السياسية للوزير، بغض النظر عن شخصيته.. لكن ذلك أيضا لا يكفى بمفرده. ما نريده هو التغيير الشامل. تغيير العقلية ووضع معايير محددة نحاسب عليها الجميع، من كمسارى القطار إلى رئيس الجمهورية. للأسف الشديد، وحتى نكون صرحاء مع أنفسنا، وكما يقول «الأسطى برايز» فى ختام «فيلم ثقافى» فإن المشكلة موجودة فى «السيستم» هذا «السيستم» دهس فى طريقه آلاف الأبقار والجواميس وسائر أنواع الحيوانات.. ومعهم بالطبع البشر.. ولم يستطع أحد أن يضغط على فرامله حتى كى يهدئ قبل أن يتوقف.
القدرة الفائقة !!
من صحيفة الأهرام نطالع ما كتبه مكرم محمد أحمد عن التواصل ورحلة النوايا الحسنة التي قام بها وفد مصري إلى أثيوبيا ، كاشفا أن المتابعة الدقيقة لتفاصيل الدور المصري في هذين الحدثين اللذين يتعلقان بشريكين استراتيجيين لمصر من دول حول النيل‏,‏ أحدهما إثيوبيا أهم دول منابع نهر النيل وربما أكثرها تأثيرا علي دول الحوض‏,‏ ثم السودان الذي يشكل مع مصر دولتي المصب وتربطه بمصر علاقات دم وتاريخ ورحم وجوار أبدي ومصلحة مائية واحدة‏,‏ تكشف المتابعة الدقيقة لهذين الحدثين قدرة مصر الفائقة علي النهوض بمسئولياتها في مواجهة التحدي‏,‏ وغلبة احساسها الراهن بأهمية انتمائها الافريقي الذي ساعد علي بلورته في مسئوليات وواجبات محددة أزمة التفاوض الأخيرة مع دول حوض النيل‏,‏ حول حصة مصر من مياه النهر‏,‏ التي أيقظت داخل مصر شعورا قويا بضرورة إعادة بناء علاقاتها مع دول الحوض علي أساس من الثقة والمشاركة المسئولة والمنفعة المشتركة‏,‏
طلمبات المياه
وأطلعنا مكرم على بعض الأرقام التي أثلجت صدره ، وهي أن يتجاوز حجم أعمال مستثمر مصري في صناعة الكابلات في عدد من الدول الافريقية مليار دولار‏,‏ وأن يتمكن آخر يعمل في صناعة طلمبات المياه في اثيوبيا من مضاعفة استثماراته خلال ثلاثة أعوام‏,‏ وأن ينجح ثالث في اقامة مشروعات زراعية وصناعات اسمنت جاوزت قيمتها مليارا ونصف المليار دولار في دولة إفريقية واحدة‏,‏ ولا يقل أهمية عن ذلك حجم التغيير الإيجابي الذي يمكن أن يطرأ علي صورة مصر اذا اكتشف الأفارقة جدية الجهد المصري وصدق مسعاه ودقة التزامه‏,‏ يجسد ذلك ما حدث في اثيوبيا أخيرا‏,‏ عندما اكتشف المسئولون هناك أن الوفد الذي رأسته الوزيرة فايزة أبوالنجا يضم‏87‏ من رجال الأعمال والبنوك المصريين‏,‏ موزعين علي أربع مجموعات متخصصة في صناعات المقاولات والبتروكيماويات والدواء واللحوم واستثمارات الزراعة وتوليد الكهرباء‏,‏ جميعهم جاءوا وفي حقائبهم رؤي واضحة ومشروعات مدروسة‏,‏ وفهم صحيح لاحتياجات إثيوبيا ورغبة جادة في أن يفيدوا ويستفيدوا‏.‏ وأظن أنه لم يعد سرا الآن‏,‏ أن واحدا من أهم أسباب توتر العلاقات المصرية الإثيوبية في الفترة الأخيرة‏,‏ التي ظهرت انعكاساتها السلبية في مفاوضات دول الحوض حول حصة مصر من إيراد نهر النيل‏,‏ إلغاءمصر لاتفاق سابق علي استيراد لحوم من اثيوبيا بقيمة‏250‏ مليون دولار في العام تحت ضغوط بعض أصحاب المصالح في مصر‏,‏ الذين يؤثرون استيراد بقايا المستهلكين الأوروبيين من المجازر الأوروبية وتحريض البيروقراطية المصرية التي روجت لادعاءات غير صحيحة بأن استيراد اللحوم الاثيوبية يمكن أن يشكل خطرا علي صحة الإنسان والحيوان في مصر‏,‏ حتي تمكنت من وقف العمل بهذا الاتفاق‏
اختزال العلاقات
وأجمل دلالات النجاح لهذه الزيارة أن الوفد المصري لم يثر من جانبه سؤالا واحدا حول قضية حصة مصر من مياه النيل‏..‏ كان الإثيوبيون هم الذين تحدثوا مؤكدين للوفد المصري أن القضية ليست في جوهرها قضية مياه‏,‏ لأن إثيوبيا تملك أربعة أحواض لأربعة أنهار أقلها ايرادا نهر النيل‏,‏ لكن جوهر المشكلة أن البيروقراطية المصرية اختزلت علاقات مصر بإثيوبيا في قضية المياه وضيقت نطاق العلاقات بين البلدين الي حدود هذه المشكلة‏,‏ وربما لا يقل أهمية عن هذه الدلالة‏,‏ سعي الجانبين الي إعادة العلاقات بين الكنيسة القبطية المصرية والكنيسة الإثيوبية الي سابق ازدهارها في إطار زيارة قريبة يقوم بها البطريرك الأكبر رأس الكنيسة الاثيوبية الي مصر بدعوة من البابا شنودة‏.‏ وقد تختلف الصورة بعض الشيء في علاقات مصر مع حكومة جنوب السودان التي يرأسها سيلفاكير‏;‏ لان مصر أكدت منذ زمن وعلي نحو عملي واضح لكل من شمال السودان وجنوبه انحيازها الأساسي لوحدة السودان‏,‏ باعتباره الخيار الأفضل والأكثر ضمانا لمستقبل السودان‏,‏ وشاركت بجهد مهم يكاد يكون الجهد الوحيد في تنمية جنوب السودان كي تجعل خيار الوحدة جاذبا للجنوبيين عندما يحل موعد الاستفتاء علي حق تقرير المصير في يناير عام‏2011,‏ وسعت بنزاهة الي حل المشكلات العديدة المثارة بين شريكي الحكم في السودان حزب المؤتمر والجبهة الشعبية‏,‏ وأكدت في مباحثاتها الأخيرة مع سيلفا كير أهمية أن تلتزم حكومة الجنوب بإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في موعدها‏2010,‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.