سعر الدولار اليوم الجمعة 25-7-2025 أمام الجنيه المصري    المتطرف إيتمار بن غفير: "أؤيد تجويع سكان قطاع غزة"    طقس اليوم الجمعة.. أجواء شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء    موعد عقد امتحانات الثانوية العامة الدور الثاني 2025    الفن السيناوي يضيء ليالي مهرجان جرش. .فرقة العريش للفنون الشعبية تتألق وتبهر الأردنيين بتراث سيناء (صور)    اسعار الدواجن والبيض اليوم الجمعة 25 يوليو 2025    بكام الفراخ النهارده؟.. أسعار الدواجن والبيض في أسواق الشرقية الجمعة 25-7-2025    أسعار الأرز الشعير والأبيض اليوم الجمعة 25- 7- 2025 في أسواق الشرقية    أسعار حديد التسليح اليوم الجمعة 25 يوليو 2025    نائب محمود عباس يرحب بقرار الرئيس الفرنسي الاعتراف بدولة فلسطين    تايلاند تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الاشتباكات مع كمبوديا إلى 15 شخصًا    موجة حارة شديدة تتسبب بحرائق في تونس    رفضًا لتجويع غزة| احتجاجات أمام القنصلية الإسرائيلية في شيكاغو    الأهلى يواجه البنزرتي التونسي اليوم    الزمالك يواجه وادى دجلة وديًا    نجم الزمالك السابق يوجه رسالة خاصة ل عبد الله السعيد    نائب رئيس جنوب إفريقيا: القارة السمراء تحصل على 3% فقط من الاستثمارات الأجنبية المباشرة عالميًا    إزالة فورية ل 4 حالات تعدٍّ على أراضي أملاك الدولة في قنا    خلال عمله.. دفن عامل صيانة سقط من الطابق السادس بعقار بحدائق الأهرام    حالة المرور اليوم بمحاور وميادين القاهرة والجيزة    ارتفاع أسعار النفط وسط تفاؤل بانحسار التوتر التجاري وخفض صادرات البنزين الروسية    تجهيزات خاصة لحفل عمرو دياب في لبنان    القنوات الناقلة مباشر لمباراة الأهلي والبنزرتي التونسي الودية اليوم.. والتردد والموعد    في حادث مأساوي.. مصرع أم وابنتها وإصابة 3 من أطفالها في حادث سقوط سيارة في ترعة بالبحيرة    مصطفى كامل: دعمي لشيرين مش ضد أنغام.. ومكنتش أعرف بالخلاف بينهم    رسميا، مانشستر يونايتد يمنع طباعة أسماء ثلاثة من أساطير النادي على قمصان الموسم الجديد    طريقة عمل بلح الشام، باحترافية شديدة وبأقل التكاليف    إليسا تتصدر ترند جوجل بعد ليلة لا تُنسى في موسم جدة    تظلمات نتيجة الثانوية العامة 2025.. الموعد والخطوات والرسوم (فرصة لتحسين درجاتك)    رسميا.. قائمة بالجامعات الأهلية والخاصة 2025 في مصر (الشروط والمصاريف ونظام التقسيط)    لا ترضى بسهولة وتجد دائمًا ما يزعجها.. 3 أبراج كثيرة الشكوى    الهلال الأحمر يعلن رفع قدرات تشغيل المراكز اللوجيستية لأعلى مستوياتها    هل الجوافة تسبب الإمساك؟ الحقيقة بين الفوائد والأضرار    بعد عمي تعبان.. فتوح يوضح حقيقة جديدة مثيرة للجدل "فرح أختي"    تدهور الحالة الصحية للكاتب صنع الله إبراهيم من جديد ودخوله الرعاية المركزة    الأوقاف تفتتح اليوم الجمعة 8 مساجد في 7 محافظات    نقابة التشكيليين تؤكد استمرار شرعية المجلس والنقيب المنتخب    الآلاف يحيون الليلة الختامية لمولد أبي العباس المرسي بالإسكندرية.. فيديو    محامي أسرة ضحية حادث «الجيت سكي» بالساحل الشمالي يطالب بإعادة تحليل المخدرات للمتهمة    "الجبهة الوطنية" ينظم مؤتمراً جماهيرياً حاشداً لدعم مرشحيه في انتخابات الشيوخ بالجيزة    استمرار استقبال طلاب الثانوية العامة لاختبارات العلوم الرياضية بالعريش    وزارة الصحة تنظم اجتماعًا لمراجعة حركة النيابات وتحسين بيئة عمل الأطباء    مصدر للبروتين.. 4 أسباب تدفعك لتناول بيضة على الإفطار يوميًا    "قلب أبيض والزمالك".. حامد حمدان يثير الجدل بصورة أرشيفية    أحمد سعد: ألبوم عمرو دياب مختلف و"قررت أشتغل في حتة لوحدي"    يوسف حشيش يكشف كواليس صعبة بعد ارتباطه ب منة عدلي القيعي    سعاد صالح: القوامة ليست تشريفًا أو سيطرة وإذلال ويمكن أن تنتقل للمرأة    سعاد صالح: النقاب ليس فرضًا أو سنة والزواج بين السنة والشيعة جائز رغم اختلاف العقائد    تنسيق الجامعات 2025، شروط الالتحاق ببعض البرامج المميزة للعام الجامعي 2025/2026    تفاصيل صفقة الصواريخ التي أعلنت أمريكا عن بيعها المحتمل لمصر    وسيط كولومبوس كرو ل في الجول: صفقة أبو علي تمت 100%.. وهذه حقيقة عرض الأخدود    العثور على رضيعة حديثة الولادة أمام مستشفى الشيخ زويد    فلكيا.. مولد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر و3 أيام إجازة رسمية للموظفين (تفاصيل)    داليا عبدالرحيم تنعى أسامة رسلان متحدث «الأوقاف» في وفاة نجل شقيقته    «دعاء يوم الجمعة» للرزق وتفريج الهم وتيسير الحال.. كلمات تشرح القلب وتريح البال    دعاء يوم الجمعة.. كلمات مستجابة تفتح لك أبواب الرحمة    لتخفيف حرقان البول في الصيف.. 6 مشروبات طبيعية لتحسين صحة المثانة    الشيخ خالد الجندي: «ادخل العبادة بقلب خالٍ من المشاغل الدنيوية»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كان الله في عون المصريين بسياسية حزب يجذب مصر إلى الخلف ولا يسعي إلا للحفاظ على مصالح قياداته والتجديد للرئيس وتوريث الابن.. الدعوة إلى جاموسة لكل وزير كي يتم تغييره! جوهر المشكلة أن البيروقراطية المصرية اختزلت علاقات مصر بإثيوبيا في قضية المياه
نشر في المصريون يوم 31 - 10 - 2009

نفتتح جولتنا اليوم في صحافة القاهرة الصادرة أمس (السبت) من صحيفة الدستور "اليومية" ومع مولد "سيدنا الوطني" الذي يحدثنا عنه إبراهيم منصور ، ويقول : نعيش هذه الأيام مولد الحزب الوطني في مؤتمره السادس.. ولا يفرق كثيراً عن مولد سيدنا إبراهيم الدسوقي الذي تم إحياؤه الخميس الماضي أو مولد سيدنا السيد البدوي في طنطا الذي أقيم الأسبوع الماضي وسط خلافات مشايخ الطرق الصوفية.. ووسط الجدل حول إنفلونزا الخنازير والزحام مما أربك القائمين عليه. لكن مولد الحزب الوطني الذي بشرنا به.. وسيزعجنا به الإعلام الحكومي من تليفزيون وصحف اغتصبها الحزب الحاكم عن طريق رئيس مجلس الشوري الذي هو في نفس الوقت أمين عام الحزب وأمانة سياسات جمال مبارك.. وكأن ذلك الإعلام وتلك الصحف ملك للحزب الحاكم علي خلاف القانون الذي يؤكد أنها ملكية شعبية.
حق الناس
ويؤكد منصور على حرص ذلك الإعلام علي تقديم جمال مبارك في المؤتمر علي أنه الفاعل والأهم وصاحب الأوراق المطروحة وقد بشرونا بأنه- أي جمال والمؤتمر- سيراعي حالة الفلاحين والفقراء في وقت كل سياسات الدولة تعمل فيه من أجل إفقار المواطنين وفرض مزيد من الضرائب.. ولعل بدء تطبيق قانون الضرائب العقارية بالتزامن مع المؤتمر وادعاءاته الحرص علي الفقراء في حين أن هذا القانون سيأتي علي الفقراء تماماً دعك من الأغنياء أصحاب الفيلات و«الكومونيدات» والشاليهات في كل مكان.. فهؤلاء يحرص عليهم بطرس غالي ويحاسبهم ضرائبياً مثل الموظفين والفقراء تماماً!! إنهم يزعمون «أن الحزب الوطني حشد طاقاته لإحداث تغيير جوهري في الإنتاج الزراعي المصري ليس لمساعدة الفلاح فقط ولكن لنهوض هذا القطاع الحيوي الاقتصادي» يقولون ذلك وهم في نفس الوقت الذي رفعوا فيه أسعار الأسمدة.. ومعظم الفلاحين مهددون بالسجن لمديونياتهم لبنك التنمية.. وسمحوا لتجار ورجال أعمال علي علاقة بالنظام بترويج مبيدات مسرطنة.. ناهيك عن سياسات زراعية تهدر حق الفلاحين.
الجذب إلى الخلف
ويأتي هذا المؤتمر الذي يحاولون فيه تقديم السيد جمال مبارك كوريث محتمل وممكن في وقت يتداول فيه الرأي العام شخصيات محترمة لها شعبية داخلية وعلاقة دولية ذات شأن وتأثير من أمثال الدكتور محمد البرادعي ود. أحمد زويل وعمرو موسي وغيرهم للتدليل علي أن المجتمع المصري به من الشخصيات البديلة التي يمكن أن تقود البلاد إلي تطور أفضل وحكم رشيد «وهو ما أزعج- ويزعج- قيادات الحزب».. بدلاً من الحكم بالطوارئ.. وجذب مصر إلي الخلف بسياسات حزب لا يسعي إلا للحفاظ علي مصالح قياداته والتجديد للرئيس وتوريث الابن. لقد ضاق صدر المواطنين بتلك السياسات الاستبدادية التي تنتج مزيداً من الفقر والتخلف.
لا تستبعد شيئا
أيضا محمد أمين في صحيفة الوفد ، أكد أن الآن لا شيء‮ يعكر صفو مؤتمر الحزب الوطني‮.. ولا شيء‮ »‬يشوشر‮« علي‮ قادة الفكر الجديد‮.. لا كارثة في‮ السكة الحديد،‮ ولا جدال حول إقالة الوزير‮.. انتهي‮ كل الكلام‮.. وصدرت تصاريح الدفن لجثث الضحايا‮.. وأقيل الوزير،‮ أو استقال‮.. وأقيل بعده رئيس هيئة السكة الحديد‮.. وتم حبس‮ 7‮ حتي‮ الآن‮.. ليهدأ الرأي‮ العام‮.. أو ربما‮ »‬يستريح‮« بعد أن فرض نفسه لأول مرة‮.. واليوم‮ يجتمع‮ »‬رجال جمال‮« وسط أجواء من الهدوء‮.. ليقودوا ثورة جديدة ضد الفقر‮.. من أجلك أنت‮.. ومن أجل عينيك عشقت الهوي‮.. حالة من الإقبال لا توصف‮.. حيث‮ يرسم المجتمعون ملامح مصر في‮ السنوات القادمة‮.. أو السنوات الحاسمة‮.. ويراجع الجميع بروفات الانتخابات الرئاسية‮.. يقيمونها بطريقة أو بأخرى‮.. لأن الرأي‮ العام ليس هو الرأي‮ العام الذي‮ كان في‮ 1981،‮ ولا هو الذي‮ كان عام‮ 1970.‬‮. إنه شئ مختلف‮!‬ ربما هناك عشرات الأسباب،‮ التي‮ حركت القيادة السياسية في‮ الأيام الماضية لاتخاذ قرار‮.. وهناك عشرات الأسباب التي‮ هيأت لقرار مهم‮. لا أستبعد منها شيئاً‮.. منها ثورة الرأي‮ العام بالطبع‮.. ومنها قرب انعقاد المؤتمر‮.. ومنها أيضا عرض الأمير أندرو بالمساهمة في‮ إصلاح السكة الحديد‮.. العرض المؤلم‮.. ومنها أخطاء حكومية سابقة مثل الدويقة وزراعات المجاري‮.. وتيفود البرادعة وأخواتها‮.. فدفع‮ »‬منصور‮« الثمن مضاعفاً‮..
في اختيار الوزراء
من هنا‮ يدخل الرئيس مبارك مؤتمر الحزب وهو خالي‮ البال‮.. ويدخل الحرس القديم أيضا بشروطه‮.. ليحدث التوازن بين الحرسين القديم والجديد‮.. ويؤكد القدامي‮ أنهم قادرون علي‮ اللعب حتي‮ النهاية‮!!‬ وأظن أن ثورة النواب علي‮ رأسهم د‮. زكريا عزمي،‮ وثورة الإعلام بما فيه إعلام الحكومة‮.. كان رسالة بلا حدود‮.. تجعل الحرس الجديد‮ يسكت،‮ ولا‮ يدافع عن وزير النقل‮.. وتجعل الحرس القديم فاعلاً‮ ومؤثرًا في‮ المعادلة السياسية‮.. وإن كان قد‮ »‬تحصَّن‮« بالرأي‮ العام‮.. وهي‮ نقطة هامة جداً‮.. تراعي‮ حسابات الرأي‮ العام في‮ اختيار الوزراء وإقالتهم‮.. وربما تراعي‮ حسابات أكبر في‮ اختيار المرشح الرئاسي‮ 2011،‮ أو قبل ذلك التغيير الوزاري‮ الوشيك‮.. هذه هي‮ النقطة التي‮ يجب ألا تغيب عنا الآن‮.. وإن كان الشعار هذا العام‮ »‬من أجلك أنت‮«.. فهو ليس من أجل الفلاحين ومحدودي‮ الدخل كما قالوا‮.. إنما هو من أجل الرئيس المنتظر‮.. والذي‮ مازال في‮ علم الغيب حتي‮ الآن‮.. وإن كانت كل المؤشرات تشير إلي‮ واحد بعينه فقط‮!!‬
مستقبل "هيكل"
نتحول إلى صحيفة المصري اليوم ، حيث أكد سليمان جودة أن العاصفة قد هدأت حول اقتراح «مجلس الأمناء» الذى يدعو الأستاذ محمد حسنين هيكل من خلاله، إلى وضع دستور عصرى للبلد، ولابد أن أى متابع لما جرى من نقاش حول الاقتراح، سوف يلاحظ بسهولة، أن ما أثير ولايزال، لم يكن فى أغلبه نقاشاً حرا .. فقد شهدت الحياة العامة، طوال الأيام الماضية، مشهداً أقرب إلى «السيرك» منه إلى أى شىء آخر .. لم يكن لدى أحد، أى مشكلة، فى أن تكون فكرة مجلس الأمناء مرفوضة بنسبة 100%، بشرط أن تكون هناك لدى رافضيها فكرة بديلة، على قدر من التماسك يجعلها مقبولة، ومنطقية، وقادرة على مخاطبة مستقبلنا، لا ماضينا، ولا حاضرنا!
حاجتنا الشديدة
وكشف سليمان أنه لا أزال يرى فكرة هيكل غير عملية، ثم دعى إلى أن يكون مشروع دستور 1954، هو البديل لاقتراح هيكل، فلا خلاف تقريباً على وجاهة ذلك المشروع، ولا أحد فى إمكانه أن يقلل من شأن أى واحد من الخمسين رجلاً الذين كانوا قد وضعوه بتكليف من مجلس قيادة الثورة وقتها فى يناير 1953، ولا أحد ينكر مدى حاجتنا الشديدة، فى الوقت الحالى، إلى مشروع من ذلك النوع الذى يقيم جمهورية برلمانية دعا إليها «الوفد» فى بيان مهم له مؤخراً، بحيث يضع رئيس مجلس الوزراء، فى مثل هذه الجمهورية، سياسات الدولة، وينفذها، ثم يظل الرئيس حكماً عادلاً بين السلطات الثلاث، لا حاكماً مطلق السلطات.
الجاموس
في صحيفة الشروق "اليومية" تساءل عماد الدين حسين عن كم جاموسة نحتاج للتغيير؟! نجحت جاموسة المواطن صابر عبدالتواب من قرية جزرا بالعياط فيما فشل أن يحققه كل خصوم وزير النقل المستقيل محمد لطفى منصور ومعه رئيس هيئة السكة الحديد المستقيل أيضا محمود سامى، وربما قيادات أخرى بالهيئة تنتظر دورها فى الإقالة. ربما سيتذكر كثيرون فى المستقبل أن الأقدار وضعت هذه الجاموسة أمام قضبان قطار الفيوم، فاصطدم بها وقتلها على الفور، ثم تعطل ليأتى قطار قادم من الجيزة فيصطدم به، ويموت 18 شخصا، ويهيج الرأى العام، ويصبح مطلوبا البحث عن كبش فداء، خصوصا قبل مؤتمر الحزب الوطنى الذى بدأ أمس. هذه الجاموسة بدأت تدخل الفولكلور الشعبى، ومن أطرف ما سمعته من شخصية مطلعة على التفكير الحكومى، أن بعض المسئولين بدأوا يحللون شخصية هذه الجاموسة، وقال بعضهم إنها «صاحبة سوابق»، حيث تعرضت لحادث مماثل حينما كانت تعبر القضبان، وسمعت صوت القطار الصاخب، فأصيبت بحالة ربما تكون أقرب إلى الفزع أو الهلع أو الصرع. لكنها نجت وعبرت قبل وصول القطار لكن فى المرة الأخيرة يوم حادث السبت الماضى كما تضيف الحكاية فإن الجاموسة عندما سمعت صوت القطار المزعج استعادت فى ذاكرتها كل الخبرات السلبية «وجاءتها الحالة»، وهكذا تسمرت فى مكانها على القضبان، ثم جاء القطار «المفترى» ليقطعها أربا.
حالة الجاموسة الاكتئابية
كما لم يستبعد حسين أن يفكر البعض بمثل هذه الطريقة العبثية، ولا نصادر على حريته، لكن مثل هذا التفكير هو الذى يعيد إنتاج الكوارث، بمعنى أن يتم اتهام الجاموسة القتيلة بأنها كانت مريضة نفسية، وأن طبيها المعالج فشل فى إخراجها من حالتها الاكتئابية، أو حتى أن أبقارا وجواميس معادية فى إيران وسوريا وإسرائيل جندت هذه الجاموسة أثناء مؤتمر جرى عقده فى برارى السودان، لكى تشوش على الاستقرار الذى ينعم به الوطن فى ظل الحزب الوطنى. ومن التهريج إلى الجد فشىء جيد أن تتم محاسبة المسئولين فى السكة الحديد من عامل التحويلة ومراقب الإشارات نهاية برئيس الهيئة، لكن ذلك وحده لا يكفى. وشىء أكثر من جيد أن تتم إقالة محمد منصور، لأننا بصدد تكريس مبدأ المسئولية السياسية للوزير، بغض النظر عن شخصيته.. لكن ذلك أيضا لا يكفى بمفرده. ما نريده هو التغيير الشامل. تغيير العقلية ووضع معايير محددة نحاسب عليها الجميع، من كمسارى القطار إلى رئيس الجمهورية. للأسف الشديد، وحتى نكون صرحاء مع أنفسنا، وكما يقول «الأسطى برايز» فى ختام «فيلم ثقافى» فإن المشكلة موجودة فى «السيستم» هذا «السيستم» دهس فى طريقه آلاف الأبقار والجواميس وسائر أنواع الحيوانات.. ومعهم بالطبع البشر.. ولم يستطع أحد أن يضغط على فرامله حتى كى يهدئ قبل أن يتوقف.
القدرة الفائقة !!
من صحيفة الأهرام نطالع ما كتبه مكرم محمد أحمد عن التواصل ورحلة النوايا الحسنة التي قام بها وفد مصري إلى أثيوبيا ، كاشفا أن المتابعة الدقيقة لتفاصيل الدور المصري في هذين الحدثين اللذين يتعلقان بشريكين استراتيجيين لمصر من دول حول النيل‏,‏ أحدهما إثيوبيا أهم دول منابع نهر النيل وربما أكثرها تأثيرا علي دول الحوض‏,‏ ثم السودان الذي يشكل مع مصر دولتي المصب وتربطه بمصر علاقات دم وتاريخ ورحم وجوار أبدي ومصلحة مائية واحدة‏,‏ تكشف المتابعة الدقيقة لهذين الحدثين قدرة مصر الفائقة علي النهوض بمسئولياتها في مواجهة التحدي‏,‏ وغلبة احساسها الراهن بأهمية انتمائها الافريقي الذي ساعد علي بلورته في مسئوليات وواجبات محددة أزمة التفاوض الأخيرة مع دول حوض النيل‏,‏ حول حصة مصر من مياه النهر‏,‏ التي أيقظت داخل مصر شعورا قويا بضرورة إعادة بناء علاقاتها مع دول الحوض علي أساس من الثقة والمشاركة المسئولة والمنفعة المشتركة‏,‏
طلمبات المياه
وأطلعنا مكرم على بعض الأرقام التي أثلجت صدره ، وهي أن يتجاوز حجم أعمال مستثمر مصري في صناعة الكابلات في عدد من الدول الافريقية مليار دولار‏,‏ وأن يتمكن آخر يعمل في صناعة طلمبات المياه في اثيوبيا من مضاعفة استثماراته خلال ثلاثة أعوام‏,‏ وأن ينجح ثالث في اقامة مشروعات زراعية وصناعات اسمنت جاوزت قيمتها مليارا ونصف المليار دولار في دولة إفريقية واحدة‏,‏ ولا يقل أهمية عن ذلك حجم التغيير الإيجابي الذي يمكن أن يطرأ علي صورة مصر اذا اكتشف الأفارقة جدية الجهد المصري وصدق مسعاه ودقة التزامه‏,‏ يجسد ذلك ما حدث في اثيوبيا أخيرا‏,‏ عندما اكتشف المسئولون هناك أن الوفد الذي رأسته الوزيرة فايزة أبوالنجا يضم‏87‏ من رجال الأعمال والبنوك المصريين‏,‏ موزعين علي أربع مجموعات متخصصة في صناعات المقاولات والبتروكيماويات والدواء واللحوم واستثمارات الزراعة وتوليد الكهرباء‏,‏ جميعهم جاءوا وفي حقائبهم رؤي واضحة ومشروعات مدروسة‏,‏ وفهم صحيح لاحتياجات إثيوبيا ورغبة جادة في أن يفيدوا ويستفيدوا‏.‏ وأظن أنه لم يعد سرا الآن‏,‏ أن واحدا من أهم أسباب توتر العلاقات المصرية الإثيوبية في الفترة الأخيرة‏,‏ التي ظهرت انعكاساتها السلبية في مفاوضات دول الحوض حول حصة مصر من إيراد نهر النيل‏,‏ إلغاءمصر لاتفاق سابق علي استيراد لحوم من اثيوبيا بقيمة‏250‏ مليون دولار في العام تحت ضغوط بعض أصحاب المصالح في مصر‏,‏ الذين يؤثرون استيراد بقايا المستهلكين الأوروبيين من المجازر الأوروبية وتحريض البيروقراطية المصرية التي روجت لادعاءات غير صحيحة بأن استيراد اللحوم الاثيوبية يمكن أن يشكل خطرا علي صحة الإنسان والحيوان في مصر‏,‏ حتي تمكنت من وقف العمل بهذا الاتفاق‏
اختزال العلاقات
وأجمل دلالات النجاح لهذه الزيارة أن الوفد المصري لم يثر من جانبه سؤالا واحدا حول قضية حصة مصر من مياه النيل‏..‏ كان الإثيوبيون هم الذين تحدثوا مؤكدين للوفد المصري أن القضية ليست في جوهرها قضية مياه‏,‏ لأن إثيوبيا تملك أربعة أحواض لأربعة أنهار أقلها ايرادا نهر النيل‏,‏ لكن جوهر المشكلة أن البيروقراطية المصرية اختزلت علاقات مصر بإثيوبيا في قضية المياه وضيقت نطاق العلاقات بين البلدين الي حدود هذه المشكلة‏,‏ وربما لا يقل أهمية عن هذه الدلالة‏,‏ سعي الجانبين الي إعادة العلاقات بين الكنيسة القبطية المصرية والكنيسة الإثيوبية الي سابق ازدهارها في إطار زيارة قريبة يقوم بها البطريرك الأكبر رأس الكنيسة الاثيوبية الي مصر بدعوة من البابا شنودة‏.‏ وقد تختلف الصورة بعض الشيء في علاقات مصر مع حكومة جنوب السودان التي يرأسها سيلفاكير‏;‏ لان مصر أكدت منذ زمن وعلي نحو عملي واضح لكل من شمال السودان وجنوبه انحيازها الأساسي لوحدة السودان‏,‏ باعتباره الخيار الأفضل والأكثر ضمانا لمستقبل السودان‏,‏ وشاركت بجهد مهم يكاد يكون الجهد الوحيد في تنمية جنوب السودان كي تجعل خيار الوحدة جاذبا للجنوبيين عندما يحل موعد الاستفتاء علي حق تقرير المصير في يناير عام‏2011,‏ وسعت بنزاهة الي حل المشكلات العديدة المثارة بين شريكي الحكم في السودان حزب المؤتمر والجبهة الشعبية‏,‏ وأكدت في مباحثاتها الأخيرة مع سيلفا كير أهمية أن تلتزم حكومة الجنوب بإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في موعدها‏2010,‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.