الاديب الدنماركي العظيم هانز اندرسون وصف ميلاد الرسول »ص« في نص ادبي خالد.. وخرج في اسطنبول بتركيا للاحتفال بالمولد النبوي الشريف حاملا فانوسا ابتهاجا بالمناسبة. اعظم واشهر ادباء الدنمارك كتب قصة منذ 051 عاما بعنوان »ميلاد محمد« تدور في فلك النبي الكريم وسيرة حياته الشريفة. الاديب الدنماركي صاحب النص الادبي المكتشف هو هانز كريستيان اندرسون.. احد اعظم ادباء الدنمارك والعالم ولعل اكتشاف هذا الامر خير رد علي رسام كاريكاتير دنماركي هز الدنيا كلها برسومه المسيئة لرسول الرحمة قبل سنوات وأدي إلي اشتعال الغضب في صدور المسلمين في العالم كله. الاكتشاف الادبي الجديد عن قصة ميلاد محمد »صلي الله عليه وسلم« يعود الفضل فيه إلي رائد ادب الاطفال في مصر عبدالتواب يوسف.. فما هي حكاية هذا الاكتشاف الادبي المهم؟ وكيف تم العثور عليه؟ في بداية حديثنا عن هذا الكشف الادبي المهم لابد ان نشير إلي ان القصة التي تم العثور عليها كتبها الاديب العالمي الدنماركي الجنسية هانز اندرسون، وقد نشرها ضمن مجموعة اعماله الكاملة عن ادب الاطفال تحت عنوان »مولد الرسول« MUHAMMAD.S BIRTHDAY والتي نشرت باللغة الانجليزية ومنقولة عن الدنماركية. هذه القصة وتكريما لهذا الكشف الادبي المهم .. تمت ترجمتها إلي اللغة العربية بواسطة عبدالتواب يوسف نفسه.. ثم كتب لها المقدمة المفكر والناقد الكبير الدكتور جابر عصفور ونشرتها الدار المصرية اللبنانية في طبعة تجمع بين اللغتين العربية والانجليزية. مضمون القصة رحل اندرسون الي تركيا ويزور العاصمة سطنبول أيام مجد الخلافة العثمانية وهي تحتفل بذكري يوم مولد النبي محمد عليه والصلاة والسلام واذا به ينبهر بنبرة الاحتفالات بل ويخرج للمشاركة فيها حاملا مصباحا او فانوسا، كما تقضي العادات والتقاليد في هذه البقعة من العالم. وبالرجوع إلي الكتاب الذي نشرت به هذه القصة وجدنا ان اندرسون بدأها بقوله: » في الرابع من ابريل من ذلك العام كانت ذكري مولد النبي.. في مساء ذلك اليوم بدأت الاحتفالات. وفي موضع آخر من مقدمة هذه القصة يقول اندرسون: في مكة تجمع حشد من التجار بسبب الزحام وكان هناك مصريون وفرس وهنود وسوريون وكل منهم له ما يطلبه في الكعبة، وهناك واحد من احفاد سيدنا اسماعيل يعطي الحجاج طعاما يشُبع جوعهم وماء يطفيء عطشهم وكل منهم في تقواه يتمني لو انه يضحي بابنه، كما فعل سيدنا ابراهيم. صاحب الاكتشاف يتحدث هذا العمل الادبي الجميل الذي خصصه الكاتب الدانماركي العملاق هانز اندرسون ليتحدث عن النبي محمد كان ضمن المجموعة الكاملة لاعمال هذا الاديب التي تم تأليفها منذ أكثر من 051 عاما. وقد اكتشفها بعد هذه الفترة الطويلة رائد أدب الاطفال الاديب عبدالتواب يوسف الذي يحدثنا عن كيفية عثوره علي هذا العمل الادبي. فيقول: لقد كان عثوري علي هذا العمل مفاجأة سارة كما ادهشني ان الذين ترجموا بعض كتابات هذا الاديب الي العربية قد غفلوا او تغافلوا عن ذكر ذلك العمل الفذ الذي جاء ضمن مجلد اعماله الكاملة وقصصه المرسومة. ويضيف: وسعادتي كبيرة بنقل هذا العمل الي لغتنا العربية، وقد التزمت في ترجمتي له روح النص، حيث حاولت بقدر المستطاع ان اكون »حرفيا«. وألا اتجاوز عبارة واحدة. هذه الصورة الجميلة والبديعة والرائعة والمضيئة والمبهرة رسمتها اصابع الفنان هانز كريستيان اندرسون للاحتفال بليلة المولد النبوي الشريف، حيث جرت في القسطنطينية »اسطنبول« ايام حكم العثمانيين المسلمين، وقد جاءت هذه الترجمة كرد حضاري علي تلك الرسوم المسيئة لهذه الشخصية العظيمة التي خرجت ايضا من الدنمارك. و صرح دبلوماسي دنماركي بأن هذا العمل هو رد قوي وأبلغ بكثير من الاحتجاجات ضد الدنمارك والصحيفة والرسام. والكتاب يلقي اهتماما كبيرا من الكبار والصغار. من هو اندرسون؟ ولاشك ان الحديث عن هذا العمل الادبي وقيمته واهميته لن يكتمل إلا بالحديث عن مؤلفه هانز اندرسون وهذه المرة يحدثنا عنه المفكر الكبير والناقد الدكتور جابر عصفور الذي يؤكد ان هذا الاديب العملاق كان يحمل في اعماقه قلبا لم يتخل عنه فأبدع ما ابدع للانسانية كلها، خصوصا ما اخترق من ابداعه الحدود القوية والازمنة ومن المؤكد ان تمسك اندرسون بهذه الجوهرة الفريدة هو الذي اعانه علي تحمل فقر اسرته وخوض الحياة وحيدا بعد وفاة والده صانع الاحذية الفقير وكان من الطبيعي ان تجذب الجوهرة الفريدة للطفولة التي انطوي عليها الوجدان الطفل لاناس طيبين من الذين اعانوه علي اكمال تعليمه والتحاقه بجامعة كوبنهاجن عام 2781 حيث اكمل تعليمه. وقد استطاع ان يقوم بالعديد من الرحلات لرؤية العوالم الجديدة ويكتب عنها. هذا الاديب العملاق ولد في عام 5081 وتوفي عام 5781.