حورية البحر الصغيرة, البطة القبيحة, عندليب الإمبراطور, القداحة العجيبة, قصص ظلت ومازالت تمثل بوابات لذلك العالم الخيالي الساحر الذي رسمه الأديب وكاتب الأطفال الدنماركي الأشهر هانز كريستيان أندرسن الذي أدخلت كتاباته البهجة علي ملايين الأطفال والكبار. إلا أنه في هذا العمل مولد الرسول صلي الله عليه وسلم في عيون أندرسن يطل علينا الكاتب المبدع عبد التواب يوسف مترجما لنص نادر عثر عليه ضمن أعمال أندرسن الذي وصف فيه بروح إنسانية رائعة الاحتفالات بذكري مولد الرسول صلي الله عليه وسلم أثناء زيارته للقسطنطينية( اسطنبول حاليا). يرسم أندرسن في هذا العمل المميز لوحة فنية بديعة تمتزج فيها الكلمات والألوان و الأصوات; لينقل من خلالها وقائع الاحتفالات بتلك الذكري العطرة التي يخرج للمشاركة فيها حاملا مصباحا أو فانوسا كما تقتضي العادات والتقاليد في هذا البلد, فيصف المدينة التي تسبح في الأضواء و المآذن المتلألئة بالمصابيح, ويجلس مع المارة وينصت لحكاية تدور حول مولد النبي صلي الله عليه وسلم, ليصف بعد ذلك الموكب السائر في شوارع بيرا, والثياب الأنيقة الملونة للمشاركين فيه, ولحظات انطلاق المدافع عند التاسعة مساء إعلانا عن لحظة ميلاد النبي صلي الله عليه وسلم, و صدوح موسيقي روسيني المرحة في الشوارع ليأتي بعد ذلك موكب السلطان عبد المجيد وما صاحبه من احتفالات ورقص للخيول. كما رصد أندرسن حرص رجال الجيش العثماني علي مساعدة الأجانب في عبور الزحام وافساح الطريق لهم وهم ينحون مواطنيهم في أدب. ولم يصدر من أندرسن أي اعتراض علي سلوكيات وعادات البلد الذي مر به علي الرغم من اختلافه معهم حيث اتسم سلوكه بالسماحة مؤكدا كما يذكر يوسف ضرورة احترام الإنسان لأصحاب الديانات الأخري التي تختلف عنه في المعتقدات وذلك في رسالة بليغة يوجهها المترجم عبر هذا العمل إلي شعب الدنمارك ردا علي تصرفات الرسامين الذين أساءوا إلي الرسول صلي الله عليه وسلم. قدم الكتاب: د. جابر عصفور رسوم: صلاح بيصار صدر عن الدار المصرية اللبنانية