طلقات الخرطوش تشعل الاشتباكات في "سيمون بوليفار" ومحيط الشورى.. وحريق في مبنى أثرى بجوار كنيسة قصر الدوبارة شهدت الليلة الأولى من جمعة "الخلاص" التي دعت إليها القوى السياسية والثورية، للمطالبة بتعديل الدستور، وإقالة حكومة هشام قنديل، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، وإقالة النائب العام، والتحقيق في أحداث العنف الأخيرة بين قوات الأمن والمتظاهرين في محيط مجلس الشورى وميدان "سيمون بوليفار" اشتباكات عنيفة. بدأت الأحداث بقيام العشرات من المتظاهرين بقطع طريق كورنيش النيل من أمام فندق سميراميس، ثم الهجوم على قوات الأمن المتواجدة في محيط السفارتين الأمريكية والبريطانية بالحجارة وزجاجات المولوتوف، وإطلاق الخرطوش، وهو ما دفع الأمن إلى إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع والخرطوش لتفريقهم، واستمرت حالات الكر والفر لمدة ساعة، قبل أن يتدخل بعض المتظاهرين لعقد هدنة مع الأمن. وفي الوقت نفسه خرجت مسيرة تضم المئات من متظاهري التحرير تتقدمها الفتيات والسيدات إلى مقر مجلس الشورى للاعتصام حتى إسقاط الرئيس، ورددوا هتافات منها: "الشعب يريد إسقاط النظام"، "اصحى يا مرسى وصح النوم النهاردة آخر يوم"، "ثوار أحرار هنكمل المشوار". وشهدت المسيرة أثناء مرورها أمام فندق سميراميس حالة تحرش بفتاة وقعت على أثرها اشتباكات بين المتظاهرين والمتحرشين بالأسلحة البيضاء والأحزمة، كما شهد الميدان ثلاث حالات تحرش أخرى تسببت في حالة من الذعر بين المشاركين في التظاهرات من السيدات وانسحاب بعضهن، وذلك رغم إعلان حملة "ضد التحرش" و"هتتحرش هنتحرش بيك". وقامت قوات الأمن بفتح طريق الكورنيش أمام المسيرة حتى تصل إلى مجلس الشورى، متراجعة إلى مدخل السفارة البريطانية من ناحية الكورنيش وانسحبت مصفحات الأمن من الطريق وتمركزت في محيط السفارة تحسبًا لتجدد الاشتباكات. وردد المشاركون في المسيرة هتافات "سلمية سلمية"، وبعد وصولهم إلى شارع قصر العيني بالقرب من مجلس الشورى ردد المتظاهرون هتافات مناهضة للرئيس والداخلية، وألقى بعضهم الحجارة على قوات الأمن المتواجدة خلف الأسلاك الشائكة التي تم غلق الشارع بها، ورددت عليهم قوات الأمن بإطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لصد الهجوم، ما دفع المتظاهرين للانسحاب مرة أخرى إلى كورنيش النيل. وأثناء عودة المتظاهرين إلى ميدان التحرير قاموا بإلقاء الحجارة على قوات الأمن خلف الجدار الخرساني بأول شارع عبد القادر حمزة بميدان "سيمون بوليفار"، ما تسبب في اشتباكات عنيفة تبادل الطرفان إطلاق أعيرة الخرطوش. فيما تمركزت 15 سيارة إسعاف بشارع الشيخ ريحان بالقرب من مركز الاشتباكات لعمل الإسعافات الأولية للمصابين، وتم نقل اثنين فقط إلى مستشفى المنيرة جراء الإصابة بالخرطوش، وذلك بعد أن تمكن المتظاهرون من إسقاط ثلاث كتل خرسانية من الجدار بشارع عبد القادر حمزة، ما أدى إلى إصابة العشرات باختناقات وطلقات خرطوش وجروح نتيجة التراشق بالحجارة. وأعلن المتظاهرون بميدان التحرير عن مسيرتين الأولى إلى قصر الاتحادية، مقر رئاسة الجمهورية، لمساندة المتظاهرين في الاشتباكات التي اندلعت مع قوات الأمن، والأخرى إلى ماسبيرو الذي شهد تعزيزات أمنية تحسبًا لمحاولة اقتحامه. وأكدت الدكتورة إيفا بطرس المشرفة بالمستشفى الميداني بكنيسة قصر الدوبارة أن أحداث الجمعة شهدت 65 حالة منها 29 إصابة بطلقات خرطوش و9 بجروح قطعية وباقي الإصابات متنوعة ما بين اختناقات وكدمات. وفى الواحدة صباحًا نشب حريق هائل بأحد المباني الأثرية في موقع الاشتباكات بميدان "سيمون بوليفار" بجوار كنيسة قصر الدوبارة إثر قيام بعض المتظاهرين بإلقاء زجاجات المولوتوف عليه، ما تسبب في اشتعال النيران به، وسط محاولة بعض المتظاهرين السيطرة على الحريق ولكنهم فشلوا، ووصلت سيارات الحماية المدنية بعد مرور ما يقرب من ساعة وتمكنت من السيطرة على الحريق بعد أن التهم المبنى كاملاً. وفى الثانية والنصف احتدمت الاشتباكات في محيط ميدان "سيمون بوليفار"، بعدما بدأ متظاهرون في إلقاء زجاجات المولوتوف والشماريخ على جنود الأمن المركزي، وكثفت قوات الأمن من قنابل الغاز، ما أدى إلى تراجع المتظاهرين إلى شارع عمر مكرم وفى الثالثة صباحًا انخفضت حدة الاشتباكات وقامت قوات الأمن بإعادة بناء الجزء الذي تم هدمه من الجدار الخرساني مرة أخرى. وفى الرابعة فجرًا توقفت الاشتباكات بعد أن تراجع المتظاهرون إلى ميدان التحرير وقاموا بإشعال النيران للتدفئة من برودة الجو، فيما تجمع العشرات أمام شاشة عرض بوسط التحرير لمتابعة تطورات الأحداث والاشتباكات الدائرة بين قوات الأمن والمتظاهرين أمام قصر الاتحادية بمصر الجديدة.