عشرات الإصابات بالخرطوش.. وتجدد محاولات إحراق "سميراميس".. وجدار خرسانى أمام "شيبرد" سادت حالة من الهدوء الحذر فى ميدان التحرير، وكل الشوارع المحيطة، التى كانت قد شهدت مصادمات عنيفة منذ الخميس الماضى فى شوارع يوسف الجندى ومحمد محمود والفلكى ونوبار وقصر العينى . ومن جانب آخر، تواصلت الاشتباكات بين قوات الأمن المركزى والمتظاهرين لليوم الخامس على التوالى على كورنيش النيل، حيث شهدت المنطقة حالات من الكر والفر بين الأمن والمتظاهرين، وسط تبادل الخرطوش وزجاجات المولوتوف والحجارة. ونتيجة لتزايد حدة الاشتباكات من إطلاق أعيرة الخرطوش وزجاجات المولوتوف على الأمن، أصيب 14 فردًا أمن بينهم ضابطان بطلقات خرطوش وجروح، تم نقلهم إلى مستشفى الشرطة فى العجوزة، واحتدمت الاشتباكات أمام فندق سميراميس الذى تمركزت قوات الأمن أمامه بعد إغلاقه تماما وإخلائه من النزلاء بعد اقتحامه من قبل مجهولين وتخريبه. وشهد ميدان سيمون بوليفار اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن المتواجدة خلف الجدار الخرسانى، بعد محاولة العشرات من المتظاهرين هدم الجدار الخرسانى بشارع قصر العينى من أمام مجلس الشورى إلا أن قوات الأمن بادرتهم بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وتبادل التراشق بالحجارة. وألقى المتظاهرون فى محيط ميدان التحرير، القبض على أحد جنود الأمن، مرتديا زيا مدنيا وسط ميدان التحرير، وتم الاعتداء عليه واكتشاف أنه ينتمى للأمن المركزى. وللمره الرابعة، قام بعض المتظاهرون بقطع طريق 6 أكتوبر، وإقامة الحواجز الحديدية وإشعال النيران فى الإطارات، لشل حركة المرور تماما، وحدثت مشادات كلامية بين المتظاهرين وقائدى السيارات تطورت إلى تشابك بالأيدى، وتدخل العقلاء منهم فى احتواء الأزمة، مطالبين قائدى السيارات بالرجوع مرة أخرى دون العبور من الطريق. وعلى جانب آخر، نظم العشرات مسيرة جابت شوارع وسط البلد من ميدان التحرير للمطالبة بإسقاط النظام والتضامن مع البلاك بلوك وكذلك التضامن مع مدن القناة ضد قرار حذر التجوال . وردد المشاركون فى المسيرة هتافات منها "الشعب يريد إسقاط النظام" و"أرحل.. أرحل "و" مش هنمشى هو يمشى "و"عيش حرية عدالة اجتماعية "و" يسقط يسقط حكم المرشد "و " وحياة دمك يا شهيد ثورة من جديد". وفور وصول المسيرة إلى ديوان محافظة القاهرة قام بعض المتظاهرين بإلقاء قنابل المولوتوف داخل ساحة مبنى المحافظة التى تتواجد بها قوات الأمن كما قاموا بإلقاء زجاجات المولوتوف باتجاه أحد أبراج المراقبة بمبنى الشرطة العسكرية بجوار مبنى المحافظة. وفى الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء، نشب حريق بفندق سميراميس المتواجد فى محيط الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين على كورنيش النيل، بعد إلقاء مجهولين زجاجات مولوتوف على إحدى أبوابه الخلفية من ناحية ميدان سيمون بوليفار، فى الوقت الذى قام فيه بعض المتظاهرين برشق زجاج الفندق بالحجارة، وتمكن أمن الفندق من السيطرة على الحريق بعد حوالى عشر دقائق من اندلاع الحريق. وفى الساعة الواحدة إلا الربع حاول مجهولون اقتحام فندق سميراميس، ولكن قوات الأمن قامت بالتصدى لمحاولات الاقتحام، ومطاردتهم عبر السيارات المصفحة، وإطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع، كما عززت من تواجدها أمام وخلف الفندق، الذى يلقى عليه مجهولون قنابل المولوتوف من الواجهة. ونتيجة لحدة الاشتباكات وتبادل طلقات الخرطوش، أصيب عدد من متظاهرين فى الاشتباكات بعدد من طلقات الخرطوش فى الوجه ومناطق متفرقة بالجسم، وتم نقلهم إلى المستشفيات الميدانية القربية من موقع الاشتباكات، لإجراء الإسعافات الأولية لهم . وفى حوالى الساعة الثانية والنصف، وللمرة الثانية بعد محاولة الفشل الأولى، قام بعض الملثمين باقتحام فندق سميراميس من الباب الخلفى، وسرقة بعض محتوياته وبعض الأجهزه الإلكترونية التى استطاعوا أن يحملوها . وقامت قوات الشرطة بمداهمة هؤلاء الملثمين بإطلاق طلقات الصوت والغازات المسيلة للدموع ناحيتهم، مما أدى إلى إلقاء القبض على البعض منهم، فيما لاذ البعض الآخر بالفرار. وقام بعض المتظاهرين بمساندة قوات الأمن فى جمع المسروقات، بعد إجبار سارقيها على تركها وقاموا بتسليمها إلى مسئولى الفندق، وأكد المتظاهرون أنهم لا يعرفون هوية هؤلاء الملثمين، وفى الوقت ذاته قام بعض المتظاهرين بميدان التحرير إلقاء القبض على ملثمين يحملان خزينة صغيرة، وقاموا باقتيادهما إلى إحدى الخيام بالصينية الوسطى وإبراحهما ضربا واتهامهم بسرقتها من الفندق . وفى الساعه الرابعة، قامت قوات الأمن المركزى بإقامة الجدار الخرسانى أمام فندق "شيبرد" بشارع كورنيش النيل، وسط حالات من المناوشات بين أفراد الأمن وبعض المتظاهرين، وذلك لعدم تجدد الاشتباكات مرة أخرى ووضع فاصل بين قوات الأمن المتمركزة فى محيط السفارة الأمريكية، وبلغ طول الحاجز حوالى 5 أمتار، بعدما شهد الشارع حالات من الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن فى الأيام الماضية. وفى الساعة الخامسة إلا الربع، تزايدت حدة الاشتباكات مرة أخرى فى شارع سيمون بوليفار، بين المتظاهرين وقوات الأمن المتواجدة بداخل مدرسة قصر الدوبارة، مما أدى إلى اشتعال أجزاء منها، وكثفت قوات الأمن من إطلاق الغاز المسيلة للدموع، حتى وصلت إلى وسط ميدان التحرير الذى غطت سماءه بالأدخنة، أدى إلى حالة من الهلع داخل الميدان نتيجة تدافع البعض وراء البعض. وعلى الجانب الآخر، وسط إطلاق الغازات المسيلة للدموع ناحية المتظاهرين لإبعادهم، تقدمت قوات الأمن المتواجدة على كورنيش النيل إلى أعلى كوبرى قصر النيل لإبعاد المتظاهرين عن محيط الفندق، بعد إلقاء المولوتوف فى حديقة الفندق، واشتعال النيران بكثافة. وقام بعض المتظاهرين بالهجوم على إحدى المصفحات التى تطاردهم داخل ميدان سيمون بوليفار، وإلقاء زجاجات المولوتوف والحجارة، وسط حالات من الكر والفر بين الطرفين واشتعال الاشتباكات. وفى الساعة السادسة، سادت حالة من الهدوء الحذر على كورنيش النيل، بعد توقف الاشتباكات فى ميدان سيمون بوليفار، بعد ليلة من الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، وتراجعت قوات الأمن إلى محيط السفارة الأمريكية، وسط تعزيزات أمنيه مشددة، وسادت أيضا حالة من السيولة المرورية على الكورنيش .