اليهود والذين أشركوا هم أشد الناس عدوة للذين آمنوا،وذلك بنص القرآن الكريم:" لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا"،وهنا يحدد المولى عز وجل سبب عداوة اليهود وهو الإيمان،وبسبب هذه العداوة نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وآمنوا بأساطير غامضة، بعيدة عن الحق والواقع،ونقضوا المواثيق والعهود،وقتلوا الأنبياء..إلى غير ذلك من الأوصاف والأفعال التي بينها لنا ربنا في كتابه العزيز،ولكن هل هناك من هو أشد عداوة من اليهود قتلة الأنبياء ؟! رغم التوضيح القرآني بأن اليهود والذين أشركوا هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا فإن القرآن ذكر كذلك طائفة ليست أشد عداوة من اليهود فحسب بل هي العدو نفسه،وهي طائفة المنافقون،قال تعالى :" هم العدو فاحذرهم قتلهم الله "؛ فهم أخطر من الشيوعيين واليهود والذين أشركوا وغيرهم ؛لأنهم السم القاتل والسرطان الخبيث الذي يسري في كيان المجتمع من عهد رسول الله إلى قيام الساعة ،فهم يهددون الإسلام والمسلمين والأوطان من الداخل، فهم يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ؛ لذلك فهم يركنون إلى الكافرين ويسعون إليهم مع التربص بالمؤمنين وتحين الفرص والمخادعة والخداع بشتى صوره وصولا لأغراضهم ومصالحهم ولو كان ذلك على حسب دماء الأبرياء والشرفاء،فهم يسعون للسلطة ولو على حساب المجتمع كله،ولقد نصب العداء ابن سلول للنبي صلى الله عليه وسلم عندما كان مجيء النبي صلى الله عليه وسلم سببا في انتزاع الملك منه؛حيث كان قومه سيتوجونه ملكا ورئيسا عليهم.ومن أجل وصول ابن سلول - الذي له نسخ كثيرة في عصرنا- إلى السلطة التي حرم منها فإنه جند معه طائفة من الذين يذعون الخوف وينقلون الأخبار الكاذبة ويشعون الفاحشة والسوء في الذين آمنوا؛ولذلك حذر الله تعالى المؤمنين من المنافقين أكثر مما حذرهم من الكافرين، ونهاهم عن اتخاذهم بطانة، وكان هذا النهي في إثر أول خيانة للمنافقين في غزوة أحد بعد أقل من عام واحد على ظهور النفاق في هذه الأمة؛ ومما يدل على عظيم خطر المنافقين وفداحة جرمهم ، يقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون". إن خطر المنافقين على الأمة في القديم والحديث كبير، وفتنتهم شديدة؛ فما تمكن الكفار من بلدان المسلمين سواء من الناحية العسكرية أو الفكرية إلا عن طريق المنافقين، الخادعين الخائنين لدينهم وأمتهم، فالواجب الحذر منهم وفضحهم والتصدي لهم بكل الوسائل. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]