لا يستطيع أحد ان يشكك في مصداقية الوحي الخاتم بعد أن شهد له رب العزة بالحفظ وصانه من العبث.. كما لا يستطيع أحد أن يجادل في أحداث الواقع التاريخي الثابت بعد أن جاءت آيات الوحي تعالجه وتصفه وتشخصه. وأول ما تستدعيه الذاكرة المؤمنة من كتاب ربها ما نبه إليه من عداوة أهل الباطل والشرك والإلحاد لأهل الحق والإيمان. وما يكنونه من حقد وشراسة وتفنن في التنكيل وتلذذ بالتعذيب ورغبة دفينة في الانتقام. ويكفينا في هذا الصدد ما يأتي. قال تعالي: "قتل أصحاب الأخدود. النار ذات الوقود. إذ هم عليها قعود. وهم علي ما يفعلون بالمؤمنين شهود" "البروج". من الحقائق القرآنية عن أعداء الإسلام والمسلمين * اليهود جبناء ضعفاء يحتاجون إلي حماية أكبر وقوة أعظم يتسللون إليها بأموالهم ونسائهم حتي يسيطروا علي جميع مراكز القرار ومواقع السلطة.. وهذا هو الحبل الخاص بالناس. * لا يستطيع اليهود ان يصلوا إلي أهدافهم إذا تمسكنا بوحدتنا وإخوتنا وتعاوننا وتكافلنا وتخلينا عن إثارة كل النعرات "القبلية".. أو "العرقية".. أو "القومية".. أو "الحدودية". ولا يستطيع أحد ان يشكك في مصداقية الوحي الخاتم بعد ان شهد له رب العزة بالحفظ. وصانه من العبث.. كما لا يستطيع أحد أن يجادل في أحداث الواقع التاريخي الثابت بعد ان جاءت آيات الوحي تعالجه وتصفه وتشخصه. ويكفينا في هذا الصدد ما يأتي: قال تعالي: "إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذاً أبداً" "الكهف: 20". وقال تعالي: "إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداءً ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون" "الممتحنة: 2". وقال تعالي: "... ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة" "النساء: 102". وقال تعالي: "والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" "الأنفال: 73". وقال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين" "آل عمران: 100". هكذا أفصحت الآيات عن حقد الكفر بجميع أنواعه علي أهل الإيمان. وهذا الحقد يدعوه إلي ارتكاب أفظع الأساليب لإيذاء المؤمنين كما عبر القرآن الكريم في موضع آخر: "لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة" "التوبة: 10". ولو تمكن الكفرة من أسباب القوة فلن يتورعوا عن هدم المساجد وسفك الدماء. وهتك الأعراض. وسب الأنبياء كما حدث في العصر الحديث في البوسنة والهرسك.. والشيشان.. وفلسطين.. وكوسوفو.. وكم نبه القرآن إلي هذه الحقيقة منذ نزوله: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً" "الحج: 40". ومن هنا جاء الحث علي امتلاك وسائل القوة الرادعة التي ترهب أعداء الله. بيد أنه قد أولي عدواً شرساً عنايته. ونبهنا كثيراً إلي ضراوة عدائه. وشدة حقده علي الإسلام والمسلمين واستمرار هذا الاتجاه لديه في المستقبل بحيث لا ننخدع إذا أعلن يوماً أنه مسالم وصديق. وأنه تخلي عن عداوته فقال سبحانه: "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا" "المائدة: 82". وهذا الفصيل من الأعداء لا يثنيه عن هدفه في تدمير قوي الإيمان إلا أن يجد فيهم قوة باطشة واعية مدركة لمراميه.. لذا جاءت وصية القرآن عقب الحديث عن هذا الفصيل بالذات بامتلاك جميع وسائل الردع الممكنة للمسلمين لارهاب هؤلاء وأذنابهم وذيولهم من المنافقين والمرتزقة والخونة فقال سبحانه: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم" "الأنفال: 60". كما ان القرآن - من فرط حرصه علي توفير الجهد المفروض ان يبذل من قبل الصف المؤمن لمعرفة عدوه وطبيعته وأساليبه وخططه - تكفل بكشف هذه الحقائق التي من المستحيل علي البشر ان يقفوا عليها بدون إرشاد الوحي حيث تتعلق بما في النيات. ولا يطمع أحد في معرفة خواطر النفوس إلا من يعلم السر وأخفي: 1- ومن هذه الحقائق ان اليهود يسيطر عليهم خلق الجبن والحرص علي الحياة: قال تعالي: "ولتجدنهم أحرص الناس علي حياة..." "البقرة: 96" ولهذا الخلق لا يستطيعون لقاء المؤمنين وجهاً لوجه.. بل يلجأون دائماً إلي بناء الحصون والاختباء خلفها قال تعالي: "لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قري محصنة أو من وراء جدر..." "الحشر: 14".