ذهبت بي الظنون طوال يوم أمس بأن هناك تنظيما طليعيا للأهلي يشبه التنظيم الطليعي اياه في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وانني أوقعت نفسي أمام قوة سرية رهيبة هبت بفزعة رجل واحد تشتم بأفظع الألفاظ وتهدد بأبشع أنواع التهديد، بل وتدعوك إلى الظهور والمبارزة بالسيف رجلا لرجل! والله هكذا دعاني بعضهم لأنني تجرأت ونقدت المنظومة الكروية والسياسية التي تعطي للأهلي كل شئ لأنه يملك بطنا وظهرا وأظفارا وأنيابا كما قلت في مقالي أمس! أحدهم وصف نفسه بأنه رئيس لرابطة مشجعي الأهلي في استراليا، حث كل جماهير الأهلي على التضامن معه لرفع دعوى قضائية ضد العبد لله، بل طلب من مسئولي مجلس ادارة الأهلي ومحاميه التضامن معه، وأنه على استعداد للذهاب إلى آخر مدى قضائيا لكي يوقفني ويعلمني الأدب عندما اتحدث عن رمز مصري عملاق، يقصد الأهلي بالطبع! عموما شكرا يا سيدي، التهديد بالذهاب للقضاء حوار حضاري على الأقل وليس مثل أصحاب السيوف الذين ينادونني "اظهر لنا أبا بلتعة لتعرف حجمك"! أنا اعرف حجمي جيدا، لست أكثر من كاتب ولا أملك غير قلمي ورأيي أقوله بصراحة شديدة وبموضوعية، دون أن أهاب أحدا، لا أخاف على "جوز الجنيهات" الذي أقبضه على حد رسالة لصديق أهلاوي ثائر، فالأرزاق بيد الله! لم يشهد بريدي مثل يوم أمس. عشرات الرسائل الغاضبة بسبب وصفي لمباراة الأهلي والاسماعيلي وقولي ان أحمد عودة حكم منحاز وأنه سلب الاسماعيلي حماسه ومقاومته بمنح الأهلي ضربة جزاء غير مستحقة. كل أصحاب الرسائل يتحدونني أن أنشرها، وقد فعلت مع الرسائل التي تقزم رأيي وتشتم كتاباتي ولكنني أبدا لن أفعلها مع هؤلاء الذين يتعرضون لشخصي بأدبهم الجم الذي فاق كل الحدود. لا أملك سوى أن أقول لهم شكرا على أدبكم وحسن خطابكم وتربيتكم العالية! أنا أحب الرأي الآخر واحترمه واقاتل من أجل أن يجد طريقه.. والرأي الآخر هو كلمة تواجه كلمة ورأي يواجه رأيا وليس شخصا يقاتل آخر ويغتاله أدبيا ومعنويا! الذين طلبوا مبارزتي بالسيف لأعرف حجمي، أنا لست مبارزا ولا استطيع ذلك، وربما لم أر سيفا في حياتي رغم انني صعيدي. أملك فقط رأيا حرا لن اتنازل عنه أو ابيعه! لكني اتساءل ما الذي يتعب الأهلاوية من قلم فقير يمكنهم الاعراض عنه وعدم القراءة له، فهم يملكون آلة اعلامية ضخمة جبارة تملكها الدولة تكتب وتمدح ليل نهار في المارد الأحمر الذي لا يغلبه غلاب! اقرأوا ماذا كتب الناقد محمد القوصي أمس في الاهرام المسائي وكيف تهجم على أهل الاسماعيلية وراح يتكلم عن الأهلي كأنه مصر، وكأن ما فعله في الاسماعيلية وصل بنا إلى كأس العالم، وكل الآخرين تلامذة ومشاغبون وغير مؤدبين! انه كتب ذلك في الاهرام بكل سطوتها.. كما كتب غيره في الجمهورية والمساء والاخبار.. ألا يكفيكم ذلك، أم أن ما يكتبه العبد لله هو الذي يعكر مزاجكم وهو الذي سيهدم المعبد الأحمر! الآن أكرر ما قلته.. لقد فاز الأهلي لأن الحكم أحمد عودة كان منحازا وارتكب اخطاء اعترف بها جمال الغندور رئيس لجنة الحكام لرئيس الاسماعيلي يحيي الكومي ولم يفصح عنها كما جاء في حديث الأخير لمجدي عبدالغني في الفضائية المصرية! ضربة الجزاء ضد محمد فتحي لم تكن صحيحة وقد شرب عودة بمزاجه وضميره مقلب محمد بركات الذي كان يجب أن يكون مطرودا لأنه ضرب أحمد خليفة بالبوكس بدون كرة، وقد اكتفى عودة بانذاره عندما اخبره مساعده بالواقعة، مع انه يستحق عليها البطاقة الحمراء! الثلاثي المرح بركات والشاطر والنحاس تعمدوا استفزاز جمهورهم السابق وولي نعمتهم، وقد ظهر ذلك بوضوح على بركات الذي أعرف انه لاعب مهذب ومحترم فما الذي حوله في هذه المباراة تحديدا الى هذه العصبية التي لم نعتدها منه، ولماذا تعمد اهانة الاسماعيلية التي اعطته الكثير؟! الأسماعيلية استقبلت الأهلي بالورود، واحتفلت معه بالدرع، وقدم يحيي الكومي مصحفا كريما هدية لطارق سليم، فلماذا عكر بركات والشاطر والنحاس ومتعب هذه الروح الرياضية، ولماذا بدأ جمهور الأهلي بتوجيه الشتائم والبذاءات لجماهير الاسماعيلية دون أن يحترموا حق الضيافة، وهل كان مطلوبا يا محمد القوصي ان تصمت تلك الجماهير وتقول لهم شكرا فانتم الاعلون! سأزيدكم أكثر.. الأهلي يفوز بمنظومة رياضية وسياسية تسانده وتعطل غيره. وما يعيشه الزمالك حاليا دليل واضح على ما تفعله هذه المنظومة. فالحكومة هي التي تسير أمور الزمالك وتعطله بواسطة ثمانية معينين! سأزيدكم أكثر وأكثر.. الذي يهاجمونني ويربطون بيني وبين مرتضى منصور، يكفي هذا الرجل أنه شريف لم يدخل الحرام جيبه، ويقف بكل قوة أمام منظومة فاسدة تسيطر على الرياضة بأكملها. كونه رجل شريف، هذه حقيقة شهد بها شوبير نفسه في برنامجه التليفزيوني أثناء حوار بينه وبين النائب الحكومي المعين رؤوف جاسر! إن سر تأخرنا الرياضي هو الأهلي.. ففي كل العقود ينظر إليه على أنه مصر.. وفي كل العقود تسانده القوانين والاتحادات الرياضية، وليس امام باقي المصريين سوى أن يشربوا من البحر المتوسط أو الأحمر أو حتى من مياه المجاري! [email protected]