أكد قيادي إخواني بارز صحة ما انفردت به " المصريون" أمس حول وجود جهود حثيثة تقوم بها تيارات عديدة داخل أحزاب المعارضة والقوى السياسية لتشكيل جبهة وطنية تتصدى لسيطرة الحزب الحاكم على الحياة السياسية وقيامه بممارسات تخالف جميع الأعراف السياسية والديمقراطية. وقال الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، في تصريحات صحفية اليوم إن الجماعة بدأت اتصالات وتحركات مكثفة من أجل تشكيل جبهة وطنية موحدة تعمل من أجل تحقيق الإصلاح ومواجهة الحزب الوطني الحاكم وإصراره، على انتهاك حرية الشعب وحقوقه في اتخاذ مواقفه. ومع أن حبيب رفض الإفصاح عن تفاصيل تشكيل الجبهة المزمعة، لكنه لم يستبعد أن ينضم إليها بعض الأحزاب والحركات التي أعلنت مقاطعة الاستفتاء علي تعديل المادة 76 في ظل تلاقي أهداف الجانبين ، مؤكدا أن الجبهة ستضم رموزا وطنية معبرة لنقلها في الشارع المصري. وحول اتجاه الإخوان لتشكيل هذه الجبهة رغم إصرار بعض القوى المعارضة على استبعاد الإخوان من أي إطار تنسيقي للمعارضة ، أوضح حبيب أن الجماعة ليس لديها خصومة سياسية مع أحد ولكن هناك لحظة فارقة في مستقبل هذا الوطن وهذا ما يحمل الجماعة على أن تكون بعيدا عن أي خلافات شخصية . وأضاف " نحن بحاجة ماسة للتفكير بشكل مبدع لتشكيل هذه الجبهة حتى تتمكن من سد هذا الفراغ لإيجاد فصيل سياسي لان من يصر على العمل منفردا لن يحصد شيئا " . وحول الخطوات التي تعتزم هذه الجبهة القيام بها للضغط على الحكومة ، قال حبيب سيكون للجبهة أجندة يتفق عليها الجميع وسوف يمارس العمل بديمقراطية ولن يفرض احد رأيه على الآخرين واتخاذ آليات العمل داخل الجبهة سيكون بالاتفاق، مؤكدا أن تشكيل هذه الجبهة يأتي في محاولة لتحريك المياه الراكدة وتحقيق الإصلاح بعد تعديل الدستور الذي افرغ الوضع من مضمونه وأعاد الأمور إلي الموقع صفر من جديد. وحول طبيعة العلاقة ما بين الإخوان وحركة كفاية ، أوضح نائب المرشد العام للإخوان إن الجماعة لديها نوعا من التواصل مع "كفاية" رغم أن لهم أجندتهم المختلفة وحساباتهم المختلفة، ولكن ما حدث معهم مثل ما يحدث مع الإخوان بلطجة تجاوزت كل الخطوط الحمراء فضحت الحزب الحاكم وأساءت لسمعة مصر دوليا وداخليا، مؤكدا أن الإخوان وكافة القوى الوطنية يجب ألا تعول علي تصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش بشأن الأوضاع في مصر لان الأمريكيين لا يعنيهم مصلحة مصر أو أي بلد عربي أو إسلامي وإنما يجب التعويل علي تحرك الشعب بايجابية وفاعلية وبشكل حضاري للضغط علي النظام للكف عن أساليبه القمعية.