علمت "المصريون" أن هناك جهودا حثيثة تقوم بها تيارات عديدة داخل أحزاب المعارضة والقوى السياسية لتشكيل جبهة وطنية تتصدى لسيطرة الحزب الحاكم على الحياة السياسية وقيامه بممارسات تخالف جميع الأعراف السياسية والديمقراطية. وقالت مصادر ل"المصريون" إن هذه الجبهة التي يعتزم تدشينها قد تغلبت على جميع الصعوبات التي كانت تحول بينها وبين أن ترى النور. فقد وافق حزب التجمع على عدم استبعاد أي قوى سياسية في البلاد من دخول الجبهة وهو ما يعني ضمنا قبوله بمشاركة الإخوان المسلمين.. كما أسهمت تصريحات الدكتور نعمان جمعة بأن الوفد لن يتجاهل أي قوى سياسية في البلاد وستتعامل معها فيما يحقق المصلحة العامة للبلاد في إزالة جيل الجليد إلى حكم علاقته بجماعة الإخوان في الفترة الأخيرة. من جانبها قابلت جماعة الإخوان المسلمين هذه التصريحات بموقف تصالحي حيث أعلن مرشدها العام محمد مهدي عاكف موافقة الجماعة على الانضمام إلى هذه الجبهة مشيرا إلى تناسي الجماعة المواقف العدائية لأحزاب المعارضة من الجماعة وقبولها دخول حوار وطني مع الحكومة بدون مشاركة الإخوان وأن الإخوان سينضمون إلى هذه الجبهة في حالة توجيه دعوة إليهم عملا بالقاعدة الشرعية "عفا الله عما سلف"، ولم يكتف الإخوان بذلك بل إنهم تعزيزا للأجواء التصالحية أشادت الجماعة بحركة "كفاية" على لسان المرشد العام ونائبه الأول الدكتور حبيب بالتأكيد على كونها حركة وطنية تعمل لخدمة الوطن وبل ثمنوا جهودها في إثراء الحياة السياسية رافضين الإساءة إليها أو اعتقال قادتها. ولهجة الإخوان التصالحية لم تكن الوحيدة داخل القوى الوطنية حيث أكد الدكتور أيمن نور استعداده لطي صفحة الخلافات مع الدكتور نعمان جمعة بل والذهاب إليه في مكتبه إذا كان ذلك سيزيل عقبة في طريق تشكيل هذه الجبهة ورغم تجاهل حزب الوفد لهذه الدعوة إلى أن هناك اتجاها داخل أروقة الحزب خصوصا في هيئته العليا للموافقة على عرض نور. وعن موقف الإخوان من هذه الجبهة أكد الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام للإخوان دعم الجماعة لهذه الجبهة التي تستطيع أن تقدم الكثير للوطن حيث أن هناك تحديات عديدة فرضت وجودها لإنهاء حالة الاحتقان السياسي التي تعاني منها حياتنا السياسية بسبب سيطرة الحزب الوطني عليها مشيرا إلى أن الإخوان لن يفتحوا السجل القاسي لتعامل أحزاب المعارضة معهم من أجل إنجاح مهمة هذه اللجنة التي تدور حول التصدي ل"بلطجة" الوطني وفرض الإصلاح وإطلاق الحريات. من جانبه يرى الدكتور أحمد ثابت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن تشكيل هذه الجبهة ضرورة حتمية فرضتها البلطجة التي يتعامل بها الحزب الحاكم مع القوى الوطنية وسيادة نهج الاستبداد والحكم البوليسي على النظام وهو ما يوجب على أحزاب المعارضة والقوى الوطنية تناسي خلافاتها في هذه التوقيت الحاسم خصوصا إذا علمنا أن خلافات المعارضة لم يستفد منها إلا الحزب الحاكم في تكريس ديكتاتوريته وفساده واستبداده.