دعا الدكتور محمد حبيب، النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين، إلى تشكيل جبهة تضم جميع القوى السياسية والوطنية والشرفاء فى مصر، لمواجهة استبداد وفساد النظام، داعياً كل القوى، فى مداخلة لقناة الجزيرة الفضائية، إلى تجاوز خلافاتها وأن تضع مصلحة مصر فوق كل اعتبار. ويأتى ذلك فى الوقت الذى دعا فيه الدكتور محمود عزت، أمين عام جماعة الإخوان المسلمين، إلى الحوار مع السلطة ورؤوس النظام دون شرط، ضمن تصريحات خاصة نشرت ب«المصرى اليوم»، أمس. التناقض بين الموقفين خلق حالة من الجدل السياسى حول موقف الإخوان من الحوار مع السلطة ومواجهة فسادها. وقال حبيب ل«المصرى اليوم»: «إن النظام حريص على تحقيق ثلاثة أشياء، وهى أن ينشأ نوع من العزلة بين الإخوان والقوى السياسية والوطنية لتدمير أى أرضية مشتركة يمكن من خلالها أن تتصل بأحزاب المعارضة، بالإضافة إلى تدمير أى حزب يظهر فيه نوع من الحراك والتواصل، عن طريق تدميره من الداخل كما حدث فى (الغد)». وتوقع نائب المرشد استجابة محدودة لدعوته، مشيراً إلى وجود حالة من الاحتقان لدى الشعب المصرى نتيجة لإصابته بالإحباط واليأس بسبب الضغوط التى تمارس عليه من جانب السلطة، واتهم حبيب النظام بالفشل فى إدارة حياة المصريين، مما أدى إلى إدخال مصر فى حالة من التخلف وتهميش دورها الإقليمى والدولى. وتوقع حبيب استمرار حملات الاعتقالات ضد كوادر الجماعة لتنفيذ ملف التوريث. قال الدكتور محمد جمال حشمت، عضو مجلس شورى الجماعة: «إن الدعوتين لا تتناقضان، وكثيراً ما طالب الإخوان بفتح حوار مع النظام، وقديماً طالبوا بجبهة تجمع جميع الأحزاب لمواجهة فساد النظام، وهى دعوة علنية وليست سرية». وأضاف أن الدعوة الثانية لتشكيل جبهة، الهدف منها مواجهة فساد النظام الحاكم، وهو أمر لا يتعارض مع إقامة حوار مع النظام، إذا ما ثبت انحيازه للإصلاح وقضايا الشارع، لافتاً إلى أن الحزب الوطنى يعتمد سياسة تهدف لإقصاء العقلاء، وترفض التواصل مع المعارضة، رغم أن الأخيرة تمد يديها للحوار، وفى القلب منها جماعة الإخوان المسلمين. وأكد حشمت أن النظام لا يريد الحوار مع الإخوان، ويستخدم الجماعة «فزاعة» بزعمهم أن الإخوان يهددون الأمن القومى، وكأن الأمن القومى يتمحور حول كرسى الرئاسة والسلطة، رغم أن الإخوان لا ينشغلون مطلقاً بالحكم، لأننا نريد حكماً رشيداً وإن كان بغيرهم. وأضاف الدكتور عمار على حسن، المتخصص فى شؤون الحركات الإسلامية، أن الإخوان جادون فى فتح قناة حوار مع النظام، رغم تسلطه واستبداده وممارساته تجاه الجماعة، إلا أنهم ليسوا جادين فى فتح قناة حوار مع الأحزاب السياسية الأخرى. وقال عبدالعزيز النحاس، المتحدث الإعلامى لحزب الوفد: «الإخوان يسعون لتحقيق مصالحهم، ومسألة تضارب تصريحاتهم أو قراراتهم يسأل عنها الإخوان». وقال الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، إن دعوة الإخوان لتشكيل جبهة جديدة تحارب فساد النظام موجودة منذ فترة، وأن التحالفات القائمة تدرس إمكانية محاسبة النظام على أخطائه وفق أسلوب منظم ومنهجى، وعن تضارب موقف الإخوان المسلمين حول محاسبة النظام وعقد صفقات معه، قال حرب: «إن كل شىء وارد عند الإخوان».