اعتاد الكادحون منذ قرابة السنة ، أن تعيّد عليهم الحكومة في أيام الأعياد بربع جنيه ، والله برده مش وحش ، أهو يجيب حاجة للعيل ، بتخفيض تذكرة القطار ومترو الأنفاق ، فيصبح ثمن تذكرة المترو خمسون قرشًا (موحدة) ، وذلك في أيام أعياد الفطر والأضحى . كما شعر المصريون بدفء الوحدة الوطنية رغم التهابها وقتها عندما تعاملت شركة المترو مع عيد الميلاد المجيد ، مثلما تتعامل مع الفطر والأضحى . وفي كل هذا معان وأحاسيس تصل بالطبع إلى المواطن البسيط في يوم عيده سواء كان مسلمًا أم مسيحيًا . لكن الغريب ما فاجئت به شركة مترو الأنفاق اليوم 5 يونية 2005 الناس ، كان مثيرًا للدهشة ، حيث فوجئ المواطنون بأن التذكرة بخمسين قرشًا ، واليوم لا هو فطر ولا أضحى ولا ميلاد ولا نسيم ولا حتى تحرير سيناء !! ولكنه يوم البيئة العالمي ، كما أوضحوا ذلك في اللافتات . والسؤال هنا هل احتفلت وزارة النقل في مصر بكل الأعياد ، حتى تحتفل بعيد يصادف يوم 5 يونية ، حيث أنني (والله على ما أقول شهيد) ما شعرت بمرور مثل اليوم من قبل ، وذلك لأنني لست من مواليد قبل النكسة ، التي ستكون علامة محفورة لمن رأها ووعاها ، أما أجيال بعد النكسة (على حد علمي) فهم ممن لم يصطلوا بنيران هذا اليوم العصيب الذي تحتفل به إسرائيل سنويًا وكرنفاليًا ، ولهذا فلربما عز على حكوماتنا أن تكون الاحتفالات من نصيب إسرائيل وحدها ، فراحت تلهث وراء يوم البيئة العالمي حتى لا تُشعر إسرائيل بانعزالها في الاحتفال بذلك اليوم !!