گوارث جديدة تنتظر مترو الأنفاق! تعد مصر أول دولة في أفريقيا والبلاد العربية التي أدخلت مترو الأنفاق علي خريطة الطرق المصرية بتكلفة حوالي 12 مليار جنيه وهو من أهم المشروعات الحضارية التي ساهمت في الربط بين أربع محافظات «القاهرة - الجيزة - القليوبية - حلوان»، وينقل المترو يوميا ما يقرب من 6.2 مليون راكب، وتم تنفيذ الخط الأول المرج - حلوان علي ثلاث مراحل المرحلة الأولي: رمسيس - حلوان وتم افتتاحها في عام 1987 بطول 29كم المرحلة الثانية: رمسيس - المرج وتم افتتاحها في 1989 بطول 14كم، المرحلة الثالثة: استكمال الجزء الشمالي من الخط الأول وتم افتتاحها في عام 1999 بطول قدرة 3.1كم. وتقع معظم محطات الخط الأول فوق سطح الأرض ويشغل النفق خمس محطات فقط ويصل عدد محطات الخط الأول إلي 35 محطة بمسافة حوالي 44كم ويبلغ طول النفق 5.4كم، أما الخط الثاني فيمتد من محطة شبرا الخيمة في محافظة القليوبية إلي محطة المنيب في محافظة الجيزة بطول 19كم و20 محطة، ويتم الآن إنشاء الخط الثالث الذي سيمتد من العبور مرورا بمدينة السلام حتي الكيت كات ويتقاطع مع الخط الثاني في جامعة القاهرة بطول 30كم، ومن المتوقع افتتاحه في 6 أكتوبر 2011، أما الخط الرابع فمازال حاليا في مرحلة الدراسة. جدير بالذكر أن مترو الخط الأول المرج - حلوان تم تصميمه لنقل 60000 ألف راكب كل ساعة بزمن تقاطر 5.2 دقيقة وبسرعة قصوي 100كم/ساعة، أما الخط الثاني فتم تصميمه لنقل 45000 راكب/ساعة وبسرعة 80 كم/ساعة وزمن تقاطر 105 ثوان.. وبالتالي يعتبر مترو الأنفاق أهم وسيلة مواصلات في شبكة النقل المصرية في العاصمة لتمتعه بالسرعة عن باقي الوسائل الأخري المرتبطة بعدد الركاب أو إشارات المرور.. لذلك يلجأ إليه ملايين المواطنين يوميا نظرا لأهميته كمرفق حيوي يعمل لتخفيف الطلب علي وسائل النقل السطحي واستغلال السائقين للركاب في ارتفاع سعر الأجرة علي عكس المترو ذي السعر الموحد لتذكرة الركوب للمواطنين. أعطال متكررة تشهد محطة المرج الجديدة يوميا ازدحاما شديدا من الركاب في انتظار المترو القادم من حلوان حتي يتكدس الرصيف الضيق بالمحطة بالمواطنين الذين ينتظرون أكثر من نصف ساعة علي الأقل، ومؤخرا شب حريق هائل بوحدة تحكم إشارات سير القطارات الأمر الذي أدي إلي تعطيل حركة سير القطارات لأكثر من خمس ساعات نتج عنه ازدحام مروري بالمنطقة حيث اندلع حريق في السابعة صباح السبت 6 نوفمبر بغرفة الكهرباء الخاصة بإشارات مرور المترو بمحطة المرج القديمة مما أدي لتوقف الحركة بالكامل في الاتجاهين، بالإضافة للفزع الذي سيطر علي الركاب وسكان المنطقة.. وفي 19 نوفمبر الحالي وقع هبوط أرضي بلغ عمقه ثلاثة أمتار وعرضه 4 أمتار بين محطتي المعادي وثكنات المعادي بالخط الأول المرج - حلوان بسبب أعمال حفر تحت القضبان لتركيب ماسورة مياه أسفل تلك المنطقة الأمر الذي أدي لتوقف حركة القطارات وحدوث شلل مروري وتكدس آلاف المواطنين علي أرصفة المحطات وسادت حالة من الارتباك والتذمر بين الركاب لمدة أيام لحين إصلاح العطل، وفي صباح الثلاثاء الموافق 23 نوفمبر بدأ المترو رحلته من حلوان متجها للمرج لمدة تجاوزت ساعتين بسبب استمرار تأثر منطقة المعادي بالهبوط الأرضي الذي وقع حيث توقف المترو بين المحطات بصورة استفزت الركاب فقد استغرقت المسافة من محطة حلوان حتي محطة دار السلام 90 دقيقة بدلا من 30 دقيقة لتثبت لنا الأجهزة المختصة فشلها في السيطرة علي الأزمة علي مدار خمسة أيام!!! كسر الأبواب وفي نفس الأسبوع تعطل أحد القطارات القادم من الجيزة باتجاه شبرا بعد خروجه من محطة حسني مبارك وقبل وصوله لمحطة مسرة بمسافة قصيرة فوجئ الركاب بانقطاع التيار الكهربائي عن جميع العربات الأمر الذي اضطرهم لكسر الأبواب والخروج والسير علي القضبان حتي محطة مسرة ليفاجأوا بأن المترو خلفهم مما تسبب في حالة هلع شديد وفزع للركاب.. وفي واقعة طريفة في أكتوبر الماضي فوجئ ركاب المترو المتجه من المرج لحلوان بين محطتي ثكنات المعادي وطرة البلد بسقوط طفاية الحريق الخاصة بالعربة الرابعة - المخصصة للسيدات - الأمر الذي ظهر للبعض بأن الصوت الصادر عن السقوط هو انفجار في العربة وتصوروا أن التراب الكثيف الناتج عن ذلك هو دخان فانفجر صراخ الراكبات وأسرعن إلي آخر العربة لكسر بلف الطوارئ لفتح الأبواب تلقائيا في مثل هذه الظروف الغريب في الأمر أن الأبواب لم تفتح بعد كسر البلف إلي أن وصل المترو للمحطة التالية - طرة البلد - ليكتشف الركاب أن ما حدث هو سقوط للطفاية وليس حريقا.. فماذا لو كان هناك شخص جالس علي الكرسي الموجود أسفل الطفاية مباشرة. وفي سبتمبر الماضي تسببت أعمال الحفر التي تتم في الخط الثالث لمترو الأنفاق في حدوث هبوط أرضي بشارع الجيش بالموسكي مما أثار حالة من الهلع بين سكان المنطقة الذين تركوا منازلهم خوفا من سقوطها عليهم وقد شهد نفس الشارع الهبوط الأرضي ثلاث مرات بسبب الحفر. وفي أغسطس أيضا توقفت حركة المترو في اتجاه المرج - حلوان ما يزيد علي ساعة ونصف الساعة بين محطة دار السلام حتي حلوان نتيجة خروج إحدي عربات القطار عن القضبان بين محطتي طرة البلد وكوتسيكا الأمر الذي أدي لتكدس الركاب علي أرصفة المحطات ونتج عن ذلك تذمر الركاب الشديد وشكواهم المتكررة من الأعطال والخلل في أجهزة الصيانة.. وفي يونيو الماضي تسبب خروج قطار الخط الثاني من علي القضبان عند شبرا الخيمة إلي تعطل حركة القطارات لمدة تزيد علي ثلاث ساعات مما أدي لتكدس الركاب في المحطات الأخري وفي الوقت الذي توقف فيه المترو بين محطة كلية الزراعة وروض الفرج أجبرت شرطة المترو الركاب علي الخروج من المترو واستقلال وسائل المواصلات السطحية الأمر الذي دفع الركاب إلي التجمهر داخل صالة مترو شبرا والتظاهر أمام شباك التذاكر مطالبين موظف الشباك باسترجاع ثمن التذكرة مما تسبب في وقوع العديد من المشادات والمشاجرات.. وفي يونيو أيضا تعطل السيمافور الخط الأول الواقع بين محطة المعصرة وطرة الأسمنت الأمر الذي أدي إلي إبطاء حركة القطارات أكثر من ساعتين إلي أن تم إصلاح السيمافور المتعطل. رحلات موت وفي 22 أكتوبر 2008 كان الحادث المؤسف الذي راحت ضحيته هالة رجب حسن حيث لقيت مصرعها تحت عجلات المترو في الثامنة مساء عند نزولها من العربة - المخصصة للسيدات - حيث أغلق السائق الباب علي قدميها وتحرك لاستكمال رحلة الموت ليسحبها من علي القضبان مسافة 15 مترا وتمر علي جسدها عربتان هذا وقد حاول الركاب باستخدام فرملة الطوارئ ليتوقف المترو وتفتح الأبواب.. ولكن كالعادة المترو لم يتوقف والأبواب لم تفتح والسبب هو أن أجهزة الصيانة والأمان بالمترو خردة ولا تعمل. وفي حادث آخر في 21 ديسمبر 2007 حين اصطدم المترو رقم 5797 A بمصدات المحطة - بحلوان - مخترقا غرفة دورات المياه بالمحطة، وأصيب عدد من الركاب ووصل ل 43 مصابا نتيجة الاندفاع المترو بقوة عند دخوله المحطة دون تحكم في السيطرة الأمر الذي أثار رعب الركاب المنتظرين علي الرصيف.. أعطال وفصل تيار كهربائي وخروج عن القضبان وبطء حركة واصطدام بالمصدات في المحطات.. صورة تتكرر يوميا في وسيلة مواصلات المفترض أنها آمنة وسهلة وسريعة تخدم ما يقرب من ثلاثة ملايين مواطن يوميا، لكن تحول المترو إلي صورة من صور معاناة المواطنين شبه اليومية حيث تبدأ رحلتهم ابتداء من ماكينات التذاكر المعطلة في بعض المحطات.. وهنا قامت «الأهالي» برصد أوضاع محطات الخط الأول في حذر شديد نظرا للمضايقات التي يتعرض لها الصحفيون من قبل رجال الأمن والموظفين العاملين بالمترو. ماكينات التذاكر ابتدأت رحلتنا من الماكينات حيث تحدث إلينا مهندس مختص بتصليح أعطال ماكينات التذاكر رفض ذكر اسمه وانتقلت «الأهالي» معه من محطة لأخري، قائلا إن جميع System الماكينات فرنساوي الصنع إلا أن هناك بعض المكونات البسيطة الداخلية مصرية الصنع وأن الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو هي المسئولة عن توفير قطع الغيار وتتعاون شركة «صان مصر» في صيانة الماكينات، بالإضافة لشركة «تراس وفاز» في صيانة المترو عامة، وبسؤال مهندس الصيانة عن الأعطال الموجودة ببعض الماكينات منذ سنوات أجاب أن بُعد المسافة وحمل الأجهزة كبيرة الحجم واللازمة لإصلاح العطل في محطة ما هو السبب في استمرار الأعطال هذا بالإضافة إلي تخلي البعض عن واجباته تجاه عمله مما يؤدي لاستمرار الأزمة. جولة داخل المترو وفي أثناء التجول في محطة المرج الجديد وجدنا إهمالا شديدا للماكينات فهناك ماكينات بلا غطاء خارجي وأخري بلا «ذراع» - الذي يدفعه الراكب بعد وضع التذكرة في الماكينة للمرور - وبعد التقاط بعض الصور بالمحطة تعرضت محررة «الأهالي» بالتهديد من قبل رئيس المحطة بالتحفظ علي الكاميرا وإلا القيام بمسح الصور التي تم التقاطها من المحطات المختلفة ومن ثم قام المسئول بمسح جميع الصور الموجودة بالكاميرا والخاصة بالتحقيق الذي بين أيدينا!! وقمت بنفس المغامرة مرة أخري في محاولة لالتقاط صور أخري لأن الإهمهال والفساد موجودان يوميا داخل عربات المترو وعلي أرصفة المحطات، هذا بالإضافة للتهديد بالحبس بحجة عدم وجود تصريح من قبل المسئولين بإدارة المترو للتصوير، في الوقت نفسه كان هناك اثنان من الأجانب في محطة أنور السادات في نفس اليوم - الخميس الماضي - قاموا بالتقاط عدة صور للركاب والمحطة داخل المترو دون تعرضهما لأي مساءلة قانونية كما حدث مع محررة «الأهالي»!! وبداية من محطة حلوان وفي محاولة لركوب عربة المترو نظرا للزحام الشديد في وقت الذروة كانت المراوح الهوائية داخل العربة متوقفة تماما لا تعمل علي الرغم من وجود ركاب كبار السن يتصبب منهم العرق بصورة مرضية أما عند الاقتراب من المحطات ذات الكثافة السكانية العالية مثل محطة حدائق المعادي ودار السلام والسيدة زينب، ومحطات قلب العاصمة سعد زغلول وأنور السادات وعرابي وحسني مبارك والتي يتكدس بها الركاب فيتصادمون ويبدأ الاحتكاك بين المواطنين عند النزول والركوب نظرا لعدم اتباع الإرشادات الخاصة بالصعود والنزول، وداخل بعض العربات هناك الأبواب الموجودة في أطراف كل عربة وبعض من هذه الأبواب بلا زجاج نهائيا بالإضافة لخلو بعض العربات من طفاية الحريق. دعاة دينيون ومتسولون وانتشر الدعاة الدينيون داخل المترو وخاصة في عربات السيدات «الرابعة - الخامسة بالمترو» حيث زاد وبصورة مرعبة تواجد الفتيات المحجبات والمنتقبات فيبدأن بالتبشير ودعوة الفتيات لارتداء النقاب والبعد عن أدوات التجميل والملابس الحديثة مع توزيع كتب دينية مثل كتاب تم توزيعه الأسبوع الماضي تحت اسم «البنات إلي أين» كانت تحمله فتاة منتقبة وتقوم بتوزيعه علي الفتيات المحجبات المستخدمات أدوات التجميل ومن المشاهد التي اعتاد عليها الركاب صعود شاب مبتور القدمين العربة ويبدأ في المناداة والدعاء واستخدام آيات قرآنية كنوع من التسول أيضا صعود فتاة خرساء تقوم بتوزيع ورقة صغيرة لكل مواطن فحواها «أنا أرملة ولي ثلاثة أبناء بلا عمل أريد مساعدتي»، وأيضا الباعة الجائلون الذين يحملون أدوات تجميل مجهولة المصدر وأدوات مطبخ وأدوات مدرسية وملابس و.. و.. وغيرها كثير، ومن مظاهر التسول الحديثة داخل المترو أن تجد أحد المواطنين يطلب منك إعطاءها نقودا للسفر بحجة ضياع حافظته. ومن الطريف أنه بعد انتشار أعطال وحوادث المترو زاد الدعاة الذين بمجرد صعودهم المترو يبدأون في تلاوة بعض الأدعية المبتكرة وتذكير الركاب وتهويلهم بيوم القيامة وفي شهر رمضان تنتشر هذه الصور بكثرة حيث تشغيل الأغاني الدينية بصوت مرتفع في التليفونات المحمولة مما يؤدي لإزعاج البعض. المركزي يرصد وفي تقرير صدر حديثا عن الجهاز المركزي للمحاسبات عن ورش مترو الأنفاق رصد مخالفات جسيمة وعربات معطلة منذ 2005 وتساءل الجهاز في تقريره عن أعمال ورشتي طرة وشبرا الخيمة التابعتين للشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق بمعرفة أسباب عدم استغلال معدات بقيمة عشرة ملايين جنيه منذ ورودها لورشة شبرا في عام 1997، 1998 كما طالب تحديد مدي صلاحيتها الفنية للتشغيل من عدمه، ورصد التقرير أوجه القصور في بعض وحدات عربات المترو معطلة بورشة طرة البلد لأسباب مختلفة ولفترات طويلة ترجع لعام 2005 ومازالت متوقفة حتي الآن، بالإضافة إلي عدم استفادة ورشة طرة البلد من ماكينة غسيل البواجي، التي تقدر ب 7.4 مليون جنيه والتي تم توريدها منذ 2005. وطالب التقرير بضرورة تحديد قواعد لشراء المعدات الفنية حيث تبين أنه يتم الشراء بصفة مستمرة عن طريق الورشة بالأمر المباشر بخلاف ما يتم شراؤه عن طريق إدارة المشتريات والمخازن بالشركة وطالب المركزي للمحاسبات بموافاته بأسباب عدم استخدام الأصناف الموجودة في ورشة طرة، بالإضافة إلي وجود بعض الأرصدة من المشتريات الجديدة التي تمت بناء علي طلب الشركة المسند إليها أعمال الصيانة «صان مصر» ولم يتم استخدام سوي نسبة ضئيلة منها ووصلت نسبة الكميات المتبقية منها إلي 73%. وطالب التقرير بسرعة التحقيق في عدم توافر قطع الغيار اللازمة لإجراء العمرات الجسيمة لقطارات الخط الثاني مما أدي لقيام شركة الصيانة «MGC» بنقل قطع غيار من قطار لآخر منذ أول أغسطس 2008 مما يؤثر علي كفاءة قطع الغيار نتيجة الفك والتركيب فضلا عن تأثير ذلك علي تعطل قطارين بالورشة في وقت واحد، كما أكد التقرير عدم قيام شركة الصيانة «MGC» بإجراء عمرات جسيمة للقطارات كل 9 أو 12 سنة طبقا للعقد المبرم واكتفت بعمل عمرات بسيطة كل 3 أو 6 سنوات فقط، وذلك بسبب عدم توافر قطع الغيار التي تتطلبها العمرات الجسيمة مما أثر علي كفاءة التشغيل. وطالب الجهاز بضرورة إبداء مبررات عدم إصلاح جهاز «Opis Tester» المختص باختيار الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالوحدات المتحركة وكشف الأعطال رغم أهميته القصوي وذلك لمدة 8 سنوات تقريبا، كما طالب بسرعة اتخاذ اللازم في إصلاح الجرارين الديزل اللذين تحملت الشركة 50 ألف جنيه مقابل معاينة الخبير الفرنسي لهما لمعرفة العطل بهما في 2008 إلا أنه لم يتم إصلاح الجرارين حتي الآن، ولم يتم استخدامهما في جر وحدة واحدة في المترو.