أثار أشخاص بعينهم في حزب التجمع ضجة بإعلانهم خصومة مفتعلة مع حركة كفاية لأنها حسب دعواهم انتقدت خالد محيي الدين وموقفه من الترشيح لرئاسة الجمهورية ، وطالبوا الحركة بالاعتذار ، عن أي شيئ لا أعرف ، ولقد تابعت ما نشر عن مسألة ترشيح خالد محيي الدين للرئاسة أمام مبارك حيث اعتبرت غالبية المثقفين أن هذا القرار كان خطأ فادحا وتوريطا لاسم خالد محيي الدين في لعبة غير محترمة ، وانتقاد هذا الموقف كان ضرورة وطنية وكذلك انتقاد خالد محيي الدين نفسه كان ضرورة وطنية لأنه وافق من حيث المبدأ على هذا الترشيح ، لأنك تلقي طوق نجاة إلى النظام الغريق في وحل فساده وتزويره وتلاعبه بالديمقراطية ، وإذا كان خالد محيي الدين قد استقال من رئاسة حزب التجمع على محدودية همومه نظرا لكبر سنه ومتاعبه الصحية وضعف قدرته على تحمل الأعباء والمسؤوليات فكيف يترشح لما هو أخطر وأجل وهو رئاسة البلد بكاملها ، ومن يرى السيد خالد محيي الدين وهو يتحرك الآن أو يتوكأ على عصاه أو يساعده من حوله على الحركة لا يمكن أن يصدق جدية هذا الكلام ، ولما كانت الناس تثق في أمانة خالد محيي الدين ومواقفه فكان أن اتجهت سهام النقد والاتهام إلى شخصيات أخرى بارزة في قيادة الحزب اتهمت صراحة بتوريط خالد في هذه الفضيحة ، وعلى الرغم من اشمئزاز الرأي العام المصري من هذه الفكرة إلا أن هناك في الحزب فيما يبدو من لا يزال يتحين الفرصة لطرح الموضوع مرة أخرى ، ولا أظن الحملة على كفاية من قبل هذه القيادات بحزب التجمع إلا محاولة ماكرة لتحصين الموقف والرجل من أي نقد جديد ، سيكون جارحا وحاسما هذه المرة ، عندما يعلن حزب التجمع ترشيح خالد محيي الدين من جديد ، إن حزب التجمع بحاجة إلى انتفاضة تصحيح لأمور عديدة تراكمت وهمشت نخبة من أفضل القيادات السياسية المناضلة في مصر أنا واثق من أنهم لا يقبلون هذه النهايات المأساوية التي يريد البعض بها داخل الحزب أن يصلوا به إلى مستوى حزب أحمد الصباحي أو ناجي الشهابي ، وفي معركة الديمقراطية المقبلة ، معركة مصر المستقبل ، لن يكون أحد بمنأى عن سهام النقد ، إسلاميا كان أو يساريا أو ليبراليا ، مهما علا مقامه أو لمع اسمه، إذا وقف حجر عثرة في مسيرة التغيير أو قبل أن يكون محللا للحرام السياسي في ورطة نظام فاسد .