«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البحث عن منافس لمبارك علي رئاسة مصر .. يوسف القعيد
نشر في المصريون يوم 09 - 08 - 2005

بعد تعديل المادة 76 من الدستور المصري والاستفتاء علي التعديل. أصبحت المشكلة الحقيقية التي واجهت أركان الدولة المصرية. العثور علي منافس حقيقي يرشح نفسه في مواجهة الرئيس مبارك. تكون له مصداقية في الشارع السياسي. وقدر من الاحترام. ومن المستحسن أن يكون له تاريخ نضالي يفخر به. ولو أنه تعدي الثمانين أو التسعين من عمره يكون ذلك أفضل. ومع كل هذه الشروط لابد وأن يكون هذا الترشيح مصيره هو السقوط. وذلك بعد أن يقدم معركة مشرفة. أي بالتحديد لا يحصل سوي علي 20% من الأصوات التي تقدم أصحابها للانتخابات فعلاً. في حين يحصل الرئيس مبارك علي 75% من الأصوات. باعتبار أن 5% باطلة. وهذه النسبة تمثل خطوة للأمام. بعد أن كان يحصل الرئيس عادة علي 99.9%. وذلك في زمن سابق. وتكون هذه النسبة المعلنة موجهة للغرب أساساً. حتي يتأكد هذا الغرب من أن الديمقراطية المصرية منفذة بالشروط التي يراها هو، إن القول بإرضاء الغرب غير دقيق. إن أردنا الصدق نقول أن الهدف هو إرضاء أمريكا بالتحديد. وتابعتها إنجلترا. لم يعد هناك غرب يسعي العرب وفي المقدمة منهم مصر لإرضائه ولكنه أمريكا. أو ماما أمريكا. حسب عنوان مسرحية محمد صبحي. أو أمريكا شيكا بيكا حسب عنوان فيلم خيري بشارة. أو أمريكا يا ويكا. حسب عنوان كتاب محمود السعدني الذي سجل فيه رحلته لأمريكا بسخريته المعتادة التي أصبحت جزءاً من شخصيته. شفاه الله من مرضه. وأعاد قلمه إلينا. حتي نستعيد الابتسامة التي كنا نشعر بها وتنبت فوق وجوهنا ونحن نقرأه. أو أمريكا الجنة والنار حسب عنوان كتاب عادل حمودة. دعونا من حكايات أمريكا التي لا تنتهي ولن تنتهي. ونعود إلي متابعة رحلة البحث عن منافس لمبارك. كان خالد محيي الدين يمثل الشخصية المبتغاة. والدولة المصرية كانت لديها رغبة في ذلك. ولكن قرار خالد محيي الدين. كان معلقاً بأمرين: الأول موافقة العائلة. عائلة محيي الدين العتيقة والعريقة بكفر شكر بالقليوبية. والأمر الثاني موافقة حزب التجمع. الذي من المفترض أن يترشح خالد محيي الدين عنه. ما أن قال خالد محيي الدين هذا الكلام. أقصد نيته في الترشح. ووضع موقف العائلة والحزب في الاعتبار. حتي سارع الدكتور محمود محيي الدين. وزير الاستثمار والتجارة الخارجية وهو أحد أبناء عائلة محيي الدين. والقريب جداً وبدون حدود من جمال مبارك. محمود محيي الدين خرج ليقول أنه في حالة ترشح عمه خالد محيي الدين للرئاسة. فإنه أي محمود محيي الدين سينتخب الرئيس مبارك. وهو ما عد انقساماً مبكراً في عائلة محيي الدين. من ناحية حزب التجمع نفسه قيل أن التنافس الداخلي في الحزب كان يدور بين رفعت السعيد رئيس الحزب. وأبو العز الحريري نائب الإسكندرية. وصاحب جريدة التجمع التي تنافس جريدة الأهالي. أياً منهما يرشح نفسه باسم الحزب في حالة اعتذار خالد محيي الدين. ولذلك كان هناك قرار مقاطعة الانتخابات الذي استغرب له وبسببه الجميع في مصر. خالد محيي الدين الذي يوصف بأنه من القيادات التاريخية. والأب الروحي لحزب التجمع الآن كان يشكل حلاً سحرياً. ولكنه انسحب من نية الترشيح التي أعلن عنها. بل وأجري العديد من الأحاديث والمقابلات الصحفية. أي أنه كانت هناك نية. يقال أيضاً في سياق انسحاب خالد محيي الدين. أنه خلال الاتصالات السرية بين الدولة والقضاة والتي قامت بها بعض الأطراف الصحفية. وهي الأطراف. التي تقوم اليوم بمثل هذه الوساطات. وإن ووجهت بها تنكر. بل تعتبر أن الإشارة إليها عيب وتهمة. ولكنها بعد فترة من الوقت تفتخر بالقيام بمثل هذه الوساطات. يقال أنه كان ضمن الرسائل السرية للقضاة. أن الرئيس يثق في النجاح في انتخابات الرئاسة. وأن هذه المسألة لا تحتاج لمناقشة. ولكن الدولة تتكلم بخصوص أمرين. الأول: منافس الرئيس. الذي كان محتملاً أن يكون خالد محيي الدين. إذ لابد من حصوله علي 20% من الأصوات. والأمر الثاني: هو انتخابات البرلمان. فمن يرضي علي حصول الإخوان علي الأغلبية المطلقة في البرلمان بمجلسيه: الشعب والشوري. يقال أن هذه القصة كانت السبب الجوهري في انسحاب خالد "المنافس المثالي علاوة علي الظروف العائلية. وأيضاً ظروف الحزب الداخلية. شكل انسحاب خالد ضربة قوية لمشهد الانتخابات الذي كانوا يحلمون به. ومن بعده بدأ البحث عن منافس آخر. بطرس غالي دخل علي الخط وذلك من خلال نفيه أن تكون لديه النية في أن يصبح أول رئيس قبطي لمصر. وحكاية أول رئيس قبطي لمصر تقال من باب الإثارة الصحفية التي ربما وصلت إلي حدود التجاوز. لأن كل المطلوب من بطرس غالي لم يكن ليتجاوز أن يكون منافساً في انتخابات الرئاسة وإن كنت أعتقد أن اسم بطرس لم يطرح. وأن كل مشكلة بطرس مع الدولة المصرية ومع شخص الرئيس كانت بخصوص ما جاء في مذكرات بطرس غالي التي كان عنوانها: بانتظار بدر البدور. حيث قال أو زعم. أن مبارك شمت به بعد تركه الأمم المتحدة. وأن بطرس غالي طلب مقابلة مبارك استرضاء له. بسبب هذه الكلمة. وأنه حرص علي أن يدلي للصحف قبل اللقاء. أنه مسئول فقط عن الطبعة الفرنسية من المذكرات حيث أنه كتبها بالفرنسية. وأنه غير مسئول عن أي ترجمة لها صدرت بعد ذلك. هذا علي الرغم من أن صديقاً لي قرأ النص الفرنسي من المذكرات. وقال لي أن ما فيها ضد مبارك بالفرنسية أكثر مما ترجم. لأن الذي كان يترجم استبعد من تلقاء نفسه الكثير جداً. ولكن بطرس غالي يعتمد علي أنه لا أحد يقرأ بالعربية. فما بالك إن كان المكتوب بالفرنسية؟ ربما كان بطرس غالي لا يمانع في الترشيح. ولكن ما هو موقفه من رئاسة المجلس القومي لحقوق الإنسان إن قبل الترشيح لرئاسة مصر؟ هل يبقي في هذا المنصب إن رشح نفسه للرئاسة أم يتركه. وأرجو عدم الاستهانة برئاسة المجلس القومي لحقوق الإنسان. ربما من يقرأ اسمه قد يتجه إلي الاستهانة به أو قد يفكر فيها. لقد شاهدت بنفسي لحظة دخول بطرس غالي إلي مقر المجلس. في المبني الضخم الذي كنا نسميه الاتحاد الاشتراكي العربي في زمن عبد الناصر. وبعد رحيل عبد الناصر أصبح اسمه: بنك فيصل الإسلامي. فتعجب من هذه التحولات المخيفة لما يجري في مصر الآن. وبعد زمن السادات. وبسبب إدراك بعض المسئولين لأهمية ما كان يمثله ناصر للجماهير أصبح اسم المكان: الحزب الوطني الديمقراطي. المقر الرئيسي. ما شاهدته بنفسي كان علي النحو التالي: قبل سيارة بطرس غالي المرسيدس التي لم يكن ينقصها سوي العلم حتي تشبه سيارة رئيس مصر ذات نفسه. كانت هناك حراسة. أما الحراسة التي أمامه والحراسة التي خلفه. وفتح أبوب المقر قبل وصوله بفترة فحدث ولا حرج. ولا ننسي أن هذا المكان فيه مكتب جمال مبارك. وفيه مقر لجنة السياسات ذات نفسها وأن فيه مكتب صفوت الشريف باعتباره أمين عام الحزب الوطني الديمقراطي. ومكتب كمال الشاذلي باعتباره الأمين العام المساعد للحزب الوطني لشئون التنظيم. وفيه مقر المجلس القومي للمرأة. وما أدراك ما المجلس القومي للمرأة؟ وفيه مقر المجلس الأعلي للصحافة. وفيه مقر المجالس القومية المتخصصة. ومع هذا كان موكب بطرس غالي. لا يقل أبهة وفخامة عن موكب الرئيس مبارك. ربما كان هذا الكلام بعيداً عن حكاية البحث عن مرشح منافس لمبارك. ولكن تعمدت إيراده حتي يدرك من يقرأ هذا الكلام خطورة حكايات السلطة وهيلمان بريقها في مصر. ولا أعتقد أن هذا الهيلمان له وجود في أماكن أخري غير مصر. يبدو أن قدر مصر وعمرها. يضفي الكثير علي فكرة السلطة لديها. أكثر من أي مكان آخر في العالم. وهذه الأبهة هي التي تدفع الكثيرين إلي تقديم تنازلات لا تقدم سوي هنا أيضاً. أعرف أن الميكيافيلية جزء من التكوين العميق لأي مثقف. في أي مكان من العالم. ولكن الأمور تزداد عندنا عن أي مكان آخر. أبو غزالة من الأسماء التي فرضت نفسها علي حكاية الترشيح. وقد فوجئ المسئول عن نقابة الصحفيين باتصال من شخص مجهول يدعي أنه موظف في وزارة الحكم المحلي. وأنه ضابط سابق في القوات المسلحة وكان يعمل مع المشير. وأن المشير يريد الحضور إلي نقابة الصحفيين ليعلن نيته في الترشيح لرئاسة مصر. وفي الوقت الذي حدده المتصل لم يصل المشير إلي النقابة. الغريب أن هذا الاتصال تكرر مرة بعد هذا. ولم يحضر المشير. فهل كان الهدف تسريب خبر أكثر من نية الحضور فعلاً إلي النقابة؟ هل كان الهدف هو التلويح بالترشيح كبديل لفعل الترشيح نفسه؟ مجرد نشر خبر عن نية أبو غزالة مسألة خطيرة. لأنها تقول للناس هذا عسكري ينوي ترشيح نفسه. وتلك مسألة من الأفضل الابتعاد عنها. نشرت صحيفة العربي الناصري خبر نية أبو غزالة. صحيح أن هناك من الصحف غيرها نشر هذا الكلام. ولكن العربي الناصري هي التي نشرت بقية القصة. وهي أن هناك من توسطوا في الأمر. محافظ سابق ومحافظ حالي. ذهبا إلي المشير أبو غزالة. وعاتباه بسبب الإقدام علي هذه الخطوة دون التنسيق مع الرئيس مبارك. خاصة أن هناك صلة إنسانية بينهما. قد ترقي إلي مستوي الصداقة بين الرجلين. وأن أبو غزالة عاتب من ذهب إليه. وقال أن لديه الكثير من الأمور التي يمكن أن تغضبه وتترك في نفسه الكثير من الرواسب الإنسانية وأنه حزين. وأنه غاضب. وكثير من الكلام الذي يقال في مثل هذه المواقف عادة. مسئول أسبق كبير أكد لي أن الرئيس مبارك استقبل أبو غزالة في لقاء غير معلن. وأنه تمت تسوية الأمر ولن يرشح أبو غزالة نفسه. وإن كانت هذه القصة الرائجة في سماء القاهرة. توجد أكثر من قرينة ضدها. أولها أن ترشيح أبو غزالة لنفسه مسألة ليست سهلة أبداً. بل ربما كانت مستحيلة. لأنه ليس قيادة حزبية راهنة. وأيضاً لاستحالة حصوله علي توقيع 250 من أعضاء مجلسي الشعب والشوري والمجالس المحلية علي مستوي المحافظات. السبب الثاني كونه من الناحية الصحية مريضاً. وأن مرضه خطير. السبب الثالث: أن أبو غزالة من جيل سابق تقليدي لا يهوي المغامرة. ويؤمن بفكرة الشرعية. ثم أن الرجل ترك المسرح السياسي كمساعد لرئيس مصر. علي أثر فضيحة مدوية. هي حكاية لوسي أرتين ومازال شهود الحكاية أحياء. إذن فإن حكاية أبو غزالة كان رسالة مشفرة بعلم الوصول لمن يراد إيصالها إليه. قصة عمرو موسي كانت مختلفة. فالذي حدث أنه جري لقاء لم يعلن عنه بينه وبين الرئيس مبارك وانطلقت الحكايات في القاهرة ومن ثم في مصر. قيل أن الرئيس استقبل عمرو موسي لكي يقنعه بألا يرشح نفسه. كانت هناك أصوات كثيرة تزكيه لأن يرشح نفسه لرئاسة مصر. وعمرو موسي بصرف النظر عن آية اعتبارات أخري له كاريزما وحضور جماهيري طاغ وغير عاد. مؤهلات منحها الله له وحالة من القبول الجماهيري التي يحظي بها. وقد غني له شعبان عبد الرحيم: باحب عمرو موسي. فأبعد عن منصبه كوزير لخارجية مصر إلي أمانة جامعة الدول العربية وقد قال. شعبان عبد الرحيم عندما سئل عن الضرر الذي أوقعه بعمرو موسي: همه رقوه. ولا نزلوه؟ وذلك بطريقته المعروفة في الاستعباط. كانت هناك شائعة أخري عن لقاء مبارك بعمرو موسي. فقد قال الخيال الشعبي، أن سبب اللقاء هو إقناع الرئيس مبارك لعمرو موسي أن ينزل الانتخابات منافساً له. لأنه لا يكفي أن يرشح مبارك نفسه ولكن الأكثر أهمية. أن يكون هناك أكثر من منافس يرقون إلي مستوي المنافسة. عمرو موسي نفي كل هذا الكلام وكل تلك الشائعات. وخرج من الموضوع كله. بطريقة زئبقية بأن قال انه لن يكون في مصر كلها وقت إجراء الانتخابات. في سبتمبر القادم. وذلك بسبب ارتباطات سابقة لا يمكن التحلل منها. علي أن كاريزما عمرو موسي وسط الجماهير مسألة تحتاج إلي وقفة أخري قادمة لأنها تعكس روح الجماهير وموقفها من مسألة صنع زعامات غير تقليدية. عزيز صدقي رئيس وزراء مصر الأسبق في الفترة من يناير 72 حتي يناير 73 في زمن السادات. وهي الوزارة التي قيل عنها. الوزارة التي أعدت الدولة المصرية للحرب. وهو مؤسس الصناعة المصرية في زمن عبد الناصر لدرجة أنه يقال عنه "أبو الصناعة المصرية". ما أن ظهر عزيز صدقي علي المسرح السياسي باعتباره قد شارك مع آخرين في تأسيس التجمع الوطني للتحول الديمقراطي. حتي طغي علي سطح العقل المصري الجمعي سؤال بديهي. هل هذا الظهور مقدمة لأن يرشح عزيز صدقي نفسه لرئاسة مصر؟! ولذلك كان عزيز صدقي ينفي هذه النية في كل كلمة يقولها عن نفسه وعن تجمعه وعن نيته في العمل العام حتي لو لم يُسأل عن ذلك. ومع هذا تعرض عزيز صدقي لحملات رهيبة من بعض الصحف القومية. وكانت
موضوعات الحملات واحدة. رغم تغيير أماكن النشر. حتي لو كانت عبارة عن رسالة في البريد. من المتوقع أن تشهد ساحات المحاكم العديد من القضايا في هذه الفترة. خاصة فيما يتصل باختيار رئيس مصر القادم. الذي هو معروف سلفاً. لكن أغرب هذه القضايا. كانت القضية التي رفعت أمام محكمة القضاء الإداري لمجلس الدولة المصري. ببطلان قبول أوراق ترشيح الرئيس مبارك لرئاسة الجمهورية. أقيمت الدعوي ضد اللجنة العليا المشرفة علي الانتخابات الرئاسية. وطالبت باستبعاد مرشح الحزب الوطني لدورة خامسة. لأن هذا الترشيح باطل ومخالف للقانون. أكدت الدعوي انعدام السند الدستوري والقانوني للحزب الوطني. حيث أن هذا الحزب جاء إلي الحياة السياسية بقرار رئاسي من الرئيس السابق أنور السادات وبدون مشروعية. وقال صاحب الدعوي أنور عفيفي. ولست أدري إن كان هو صهر الرئيس السابق أنور السادات أم أن الأسماء تشابهت علي. قال صاحب الدعوي وهو أحد المرشحين لرئاسة مصر بالمناسبة أنه لا يجوز دستورياً لرئيس الجمهورية أن يصدر قرار بإنشاء حزب سياسي يتولي رئاسته. وأشارت الدعوي إلي أن الشخصية الاعتبارية للحزب الوطني والتي اغتصبها من حزب مصر عام 1978 يدمجه فيه قسراً وجبراً قد زالت برحيل رئيسه وبعد صدور حكم محكمة جنوب القاهرة بإلغاء قرار الدمج. وأشارت الدعوي إلي أن احتفاظ الرئيس مبارك برئاسة مصر ورئاسة الحزب الوطني الديمقراطي مخالف للدستور والقانون. وطالبت عريضة الدعوي بتنازل مبارك عن رئاسة الحزب الوطني الذي جاء كتنظيم سياسي بقرار سيادي وليس بقرار شعبي من القاعدة إلي القمة كما هو معروف ومنصوص عليه في قانون الأحزاب الذي شدد علي ضرورة تمتع الحزب بقاعدة شعبية. وبالتالي فإن الحزب الوطني لا يحق له خوض انتخابات الرئاسة القادمة. ولا يعرف مصير مثل هذه الدعوي في قابل الأيام. هذه الانتخابات تحولت إلي أزمة في نقابة الصحفيين. حتي قبل أن تبدأ. فقد أعلنت شبكة تابعة للسفارة الأمريكية في القاهرة منذ شهر تقريباً أنها ستنظم دورات تدريبية للصحفيين لتدريبهم علي رفع مستوي التغطية الخبرية لديهم علي الانتخابات. ولا تسأل لماذا الانتخابات بالذات؟ لأن الإجابة ستأتيك فوراً. حتي دون سؤال من جانبك. لقد بدأت هذه الدورة الأسبوع قبل الماضي. وبعد أن تم ترشيح الصحفيين من الجرائد اليومية والأسبوعية. لكن المفاجأة أن بعض هؤلاء الصحفيين المشاركين انسحبوا احتجاجاً علي تكليفهم بأعمال يمكن أن تندرج كالعادة؟ تحت نطاق التجسس. حيث تم تكليفهم بإجراء أبحاث واستطلاعات ميدانية بين الفقراء من سكان الأحياء الشعبة والعشوائية في كل من القاهرة والإسكندرية. وهذا العمل يخرج عن إطار دورة يفترض أن الهدف منها. تدريب الصحفيين وليس باحثين اجتماعيين علي تغطية انتخابات. واحتجاجاً علي هذا التكليف المشبوه. انسحب عدد من الصحفيين المشاركين. مما جعل فكرة الدورة تصبح محل نقاش ساخن. المفترض والمتوقع أن الأمريكان يعرفون عن سكان العشوائيات في مصر من المعلومات ما هو أكثر من تلك التي طلبوا من الصحفيين جمعها. ولهذا فإن هذا الطلب يعد تدريباً علي الولاء والطاعة. أو طلباً هدفه السيطرة علي هؤلاء الصحفيين. وقد نجح - للأسف الشديد - عدد قليل في هذا الاختبار وذلك بالاستجابة التامة للطلبات الأمريكية ومن المتوقع أن يكون من الذين استجابوا بعض القيادات القادمة في الصحافة المصرية. وهناك الكثرة الغالية التي رفضت هذا العرض. وانسحبت رغم الإغراء المادي الحالي وإغراء المناصب في الأيام القادمة. أيضاً فإن هذا التكليف الأمريكي ضل طريقه هذه المرة لأنه حاول استخدام الصحفيين هذه المرة. يتم الأخذ به في كافة مناصب الحياة المصرية. هناك شبكة معلومات كاملة متكاملة عن مصر. عبر هذه القنوات المدنية التي لا تشبهه فيها أبداً. إن السؤال الذي يدور في أوساط الصحفيين المصريين هو عن دور النقابة. هل كانت نقابة الصحفيين المصريين تعرف علي هذا الذي يجري؟ وهل اطلعت علي مثل هذه البرامج المشبوهة؟! وهل وافقت علي مثل هذا الاختراق للصحفيين المصريين. ------- صحيفة الراية القطرية في 9 - 8 -2005

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة