ولد سيمون بوليفار فى كاراكاس فى 24 تموز سنة 1783، تأثر خلال دراسته بالفلسفة ودرس بشكل خاص جان جاك روسو الذى ترك أثرًا عميقًا فى شخصيته. سافر بوليفار فى مطلع شبابه إلى فرنسا حيث التقى بالعالم الألمانى إسكندر هومبولت الذى نقل له اعتقاده بأن المستعمرات الإسبانية فى حالة استعداد للتحرر، فراقت الفكرة لبوليفار وأخذ يمعن النظر فى تحرير بلاده. فى العام 1807 عاد بوليفار إلى فنزويلا حيث اشترك فى اجتماعات وطنية عدة للتآمر على السلطات الإسبانية التى كانت تحكم بلاده، واستطاع فى 19 إبريل 1810 الإطاحة بالحاكم الإسبانى فنسينت دى امبران وإقامة حكم عسكرى. فى العام 1811 أعلن المجلس الوطنى استقلال فنزويلا فانخرط بوليفار فى الجيش وأصبح عقيدًا ثم عميدًا، إلا أن إسبانيا لم تعتبر نفسها مهزومة فقامت بهجوم مضاد على فنزويلا، وتم توقيع الهدنة معها عام 1812، وغادر بوليفار إلى كارتاجينا فى غرناطةالجديدة التى أصبحت فى ما بعد كولومبيا. ومن هناك أكد أن انقسام شعب فنزويلا هو الذى أعادها إلى العبودية، فتجاوب معه شعب غرناطة وتم تعيينه قائدًا لحملة هدفها تحرير فنزويلا، وفى العام 1813 اشتبك مع الإسبان فى ست معارك ودخل منتصرًا إلى كاراكاس بصفته منقذًا للبلاد، وحصل من جراء ذلك على لقب "المحرر" واستولى على الحكم، إلا أنه أسس حكمًا ديكتاتوريًا قويًا وأنزل أحكامًا قاسية بمعارضيه ما أدى إلى اندلاع حرب أهلية، فاستغلت إسبانيا الوضع وأعادت احتلال كاراكاس، فى حين غادر بوليفار فنزويلا والتجأ إلى كارتاجينا. واصل بوليفار ثورته وأقام اتصالات مع ثوار السهول الذين انضموا إليه، وفى مثل هذا اليوم من عام 1819 أعلن قيام "جمهورية كولومبيا" التى كانت تسمى غرناطةالجديدة، وتم الاعتراف بهذه الدولة فى 7 أغسطس من نفس العام، وتم انتخابه رئيسًا ودكتاتورًا عسكريًا، لكن هذه الدولة الفيدرالية التى ضمت فنزويلا وكيتو (الإكوادور) وغرناطةالجديدة، كانت حبرًا على ورق، لأن فنزويلا وكيتو كانتا لا تزالان تحت سيطرة إسبانيا، وشعر بوليفار أن الثورة فى أمريكا الجنوبية أصبحت حتمية، فعاد لمجابهة القوات الملكية وحرر كاراكاس فى حزيران 1821، والإكوادور فى أيار 1822، وبذلك تم تحرير جمهورية كولومبيا بأسرها، ولم يبق بأيدى المستعمرين سوى البيرو التى تمكن بوليفار من تحريرها فى ديسمبر 1824 باستثناء القسم الأعلى منها الذى حرره مساعده بعد عام فقط، واتخذت هذه المنطقة اسم "بوليفيا" تيمنًا ببوليفار.