الدكتور محمد عمارة هو ضيفي الذي أشرف به بإذن الله في حلقة الجمعة من برنامجي الجديد-لم يتحدد اسمه- .,و و الله ما قصدت إعلانا,و ما كان لي أن أعلن ,و لكن أردت أن أقول :إن سنوات خداعات مرت علينا,و لا زلنا نعيش في تيهيها و فسادها و رويبضاتها,جعلت من الخيبة نخبة,و تركت النخبة الحقيقية في الظل,أصبح الكاتب الفلاني يتحدث عن صديقه الإعلامي العلاني العبقري المحترم,و بدوره يأتي الإعلامي الكبير,ليستضيف صديقه الكاتب الكبير العظيم,و صار هؤلاء مسيطرين على الهواء الفضائي,حتى كدنا نخشى أن يتسربوا مع الهواء في شهيقنا,و لا يخرجون بالزفير . محمد عمارة أحد الذين قُصف قلمهم, فالذين يسبون اليوم رئيس مصر على الهواء,ثم يسارعون بالقول إن مبارك كان يقبل النقد ,و هم يعلمون أنهم كذابون كاذبون,و لا يستحون و لايرجعون..هؤلاء لم يقف واحد منهم ليقول: إن محمد عمارة تم حجب مقالاته من الأهرام. محمد عمارة واحد من القامات الفكرية المصرية,أحد القليلين جدا الذين نعلم أننا غير كاذبين و نحن نطلق عليهم لفظ"المفكر"...كنا نبحث عن مقالاته كل شهر بمجلة الأزهر,و بعض ما كان ينشره هنا ب"المصريون"..فلو قدر الله لك أن تتصفح –مثلا- تحقيقه لأعمال رفاعة الطهطاوي الكاملة,لرأيت العجب..لعرفت كيف يدرك الرجال قيمة الرجال..لو عُدت بالذاكرة و أنت طفل-وقتها كنتُ طفلا- في معرض الكتاب,و رأيت كيف أدار مناظرة بين الشيخ الغزالي و فرج فودة و آخرين..لعرفت كيف يكون مدير الندوة سيفا فاصلا بين الحق و الباطل.. محمد عمارة يمكنك أن تتفق معه أو تختلف ,لكن ستجد نفسك مجبرا على احترامه,و الاستماع لكلامه..هو أحد رموز المدرسة المصرية الأصيلة..و من الأمانة أن يعود أمثاله ليحتلوا مصطلح النخبة..بعد رموز الخيبة التي صدعونا بها ,و يصدعوننا.. فشكرا للدكتور عمارة لتواضعه بالموافقة على محاورة مثلي,و شكرا لوزير الإعلام الذي اتصل بنفسه و رتب للقاء..و شكرا لجمال سلطان لمساعدته و تعبيره عن سعادته بعودة قامة فكرية, بحجم محمد عمارة للتلفزيون المصري...و شكرا جزيلا لكل الأقزام الذين يلقون بالأحجار..فبغيرها لا نعرف أن الشجرة موفورة الثمار.و الله المستعان. twitter.com/mmowafi [email protected]