أمس كتبت عن سليمان خاطر, ليس من أجل خاطر "سليمان خاطر", ولكن من أجل كل سليمان سوف يولد, فمن لا يملك تاريخًا, لا يملك مستقبلًا. أمس نشرت على صفحتي خبر خطبة الشيخ العريفي بمسجد عمرو بن العاص, فغضب بعض الأصدقاء, بدعوى أن مصر مليئة بالأفذاذ و بالأزهريين و بطلبة العلم, ولم يتذكروا كيف أنها مصر, مصر و كفى.., مصر التي كالشمس للزرّاع, والقمر للسائرين.. هي مصر. أمس, سألني صديقي: هل تسمح السعودية بأن يخطب شيخ مصري بالحرم؟ فتداعى لذاكرتي صوت الشيخ الشعرواي وخطبته الرائعة المحمومة بالمحبة, فوق صعيد عرفة... وترحمت على شيخنا محمد الغزالي, وصولاته وجولاته بجامعاتها ومساجدها.. وأن الشيخ عبد الظاهر أبو السمح هو أول خطيب بالحرم المكي أمام ميكروفون كان مصريًا, وأن خطبة الحرم النبوي ظلت سنوات منسوجة بفصاحة الشيخ محمد عبد الرازق حمزة, وهو مصري. أمس طالعت فيديو لأحد الشيوخ وهو يقول إنه أكرم عند الله تعالى من الصحفي حسنين هيكل, تأسفت طويلًا على ما وصلنا إليه, وشعرت بخوف كبير, فلعل هيكل أفضل عند الله مني ومن عشرة أمثالي, من يدري؟.. يا هذا لا تتأل على الله, فالله وحده أعلم من المستحق رحمته, ومن الكذاب الأشر... أمس, جاءتني رسالة من شيخ رائع, تبسمت وتلقيت إشارة بأن طريق الإخلاص, ليست موحشة كما أتخيل, بل في "مصر الجديدة"أمل رائع, وإعلام واع, وكلمة حق. أمس راجعت ما كتبه المتمكن من أدواته "باولو كويلهو", عن لغة الإشارات.. ملخص فكرتي للإشارات, أن الله تعالى يقدر لك طريقًا, ومهمتك أن تلتقط الإشارات الدالة على الطريق.. ابتسامة طفلك, تقول: إن عليك الاستمرار في الرعاية... منافسوك يلقون الأحجار, فربما أغصانك تمتلئ بالثمار, وأنت لا تعرف.... الخلاصة: "لو أردت شيئًا, فسيتآمر الكون كله, لتحقيق ما تريد"... أمس آمنت بأن: "الله المستعان". أمس, طالعت بعضًا من مذكرات عبد الرزاق السنهوري باشا, في مقال بعنوان "أومن بالله", كل خاطرة كتبها في يوم إتمامه عامًا جديدًا.. كل عام كان يحمد الله, و يقرر أن سعادته في الإيمان بالله تعالى... في كل عام ينوي مشروعًا.. ولا ينتهي العام إلا و قد أتمه... آخر ما كتب: "ربِ يسّر لي عمل الخير, واجعل حياتي نموذجًا لمن يحب بلده.." أمس, لما طالعت أمسي عرفت أن هناك غدًا... فمن لا يملك الأمس, يتخطاه الغد. فلله الحمد twitter.com/mmowafi [email protected]