"ومنين أجيب ناس بمعناة الكلام يتلوه / الاسم خاطر.. ولجل خاطر العدا قتلوه.." .. فيا ناس.. يا خلق.. يا كل المصريين.. اسمعوا و عوا.. وارفعوا أصواتكم بالتكبير, وقولوا للتاريخ: نحن أبناؤك الملخصون, وللجغرافيا: نحن أسياد الخرائط والجبال.. وأعيدوا كشف حقيقتكم كالرجال. الثامن والعشرون من ديسمبر عام خمسة وثمانين, تمت إدانة سليمان خاطر بالأشغال الشاقة, وفى السابع من يناير العام التالي, أعلنوا لنا فيلم انتحاره.. ويا مولانا قلت لك: لا تحزن.. مصر لا تعرف الشيب,, هى تعرف السواد فى الحقول.. والذهب فى السنابل.. والصبر فى الصدور.. والرباط بالثغور.. مصر التى فى خاطرى وفى فمي, أحبها من كل روحى بضخامة روح سليمان خاطر.. وبعمق شهيق صدر سليمان خاطر عند قتله.. أحبها بعرض غيرة سليمان خاطر ليلة رباطه.. سليمان خاطر, يا أيها الجدع الذى قتلوه بين أيدينا, وداخل أعتى سجوننا, ولم نحرك ساكنًا, يا أيها الصبر المتصل بالنصر, يا أيها الفجر الذى قال عنه مبارك: "إن فعلته مخزية".. فقال أحمد بخيت: "لدموع أمك أن تجف قليلاً / ولصمتنا أن يستحيل صهيلاً // هذا سحاب النار يهطلُ بينما / يجد الفؤاد إلى الفؤاد سبيلا// نحن الذين يصادقون جراحهم / ويرتلون عذابهم ترتيلا// فى كل عاصمة سحبنا ظلنا الدامى / ومازال الطريق طويلا // وتساءل الأغوات: لم عجّلْتُمو؟/ قلنا: لأن الموت صار عجولا// سحبوا الخناجر فالتفتُ لصاحبى: // بشراكَ طبت مقاتلا.. وقتيلاً". ست وعشرون مضت على إدانة سليمان خاطر بعقوبة مشددة.. ثم مقتله.. ولم يطالب أحد بإعادة فتح التحقيق, وإعادة المحاكمة, حتى نمنح البطل بعض وفاء,, السجلات الرسمية حتى اليوم تثبت أنه "مجرم مدان".. فهل نظل ساكتين, حتى يكتبوا لنا تاريخنا - كما فعلوا فى الحملة الفرنسية مع سليمان الحلبى - من واقع سجلاتهم الرسمية.. ثم تأتى أجيال, تشمئز من كل "سليمان" وتقرأ أنه مجرم.. أعيدوا فتح كتب التاريخ, وأعيدوا تلك المحاكمات التى حولت شمسنا الذهبية جمرًا, وغضبنا الطاهر جرمًا.. أعيدوه فإنا نغار, ولهم أن يعجبوا من غيرتنا.. والله أغير وأكبر. لا تعلنوا براءة سليمان, فهو مدان بالعشق, ولا تناموا, فعيون سليمان باتت تحرس فى سبيل الله.. فلا نامت أعين الجبناء. twitter.com/mmowafi [email protected]