أمس شكرت الشيخ النجدي محمد العريفي, على خطبته الرائعة, عن فضل مصر.. و اليوم أجدني مقصرًا على مدى مئات المقالات, في استحضار روح الكبار. فالتاريخ باب المستقبل, التاريخ يضيء الطريق. مفتاح النجاح أن تحدد هدفك بعد معرفة قدرك.. قيمتنا كبيرة مدفونة بباطن تربة سوداء عفية.. لا تنجب غير الخير, جرّفناها, وغرسناها خرسانات مشوهة, وأخلاقًا غريبة علينا, نزعنا القمح و لم نتركه في سنابله, و بذرنا الكراهية والحسد والانقسام.. فتناثرت كزرع شيطاني. فتح العريفي لنا كتاب تاريخنا.. وجدنا أنفسنا أمام شرفة فسيحة, ملأناها بكراكيب مزيفة لنا, شرفة لو أعدنا فتحها, لارتفعنا, وصارت لنا أجنحة من عطر الماضي. أمس تذكرت سيدنا أحمد شوقي. طاف أمير الشعراء بمعابد الفراعنة, نفض التراب من فوق وجه توت عنخ أمون, وخاطب مصر, أو خاطب الشمس, والشمس هي أخت نبي الله يوشع, و في الحديث:"إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ عَلَى بَشَرٍ,إِلا لِيُوشَعَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ", فيوشع دعا ألا تغرب الشمس حتى يفتح بيت المقدس: قفي يا أخت يوشع خبرينا أحاديث القرون الغابرينا زمان الفرد يا فرعون ولّى و دالت دولة المتجبرينا و أصبحت الرعاة بكل أرضٍ على حكم الرعية نازلينا. الله يرحمك يا (خال شوقي) و أنت تقف بعشرينيات القرن الماضي, أمام رئيس الولاياتالمتحدة روزفلت عند زيارته أسوان.. صدح شوقي أمامه بقصيدة, خلاصتها أننا نحن أعظم أمة, وأنه يجب التأدب عند زيارة معابد أجدادنا.. وتخيلوا لقد أمر شوقي روزفلت بأن يخلع حذاءه, وبالعامية (يحترم نفسه).. إذا أراد الدخول لتاريخنا, ثم يثبت شوقي أن العناية بالتاريخ, هي من صفات كل رجل غيور.. أيها المنتحي بأسوان دارا كالثريا تريد أن تنقضا اخلع النعل,و اخفض الطرف,و اخشع لا تحاول من آية الدهر غضا و أنا المحتفي بتاريخ مصرٍ من يصُن مجد قومه صان عِرضا.. أيها المشاهدون, أغلقوا كتاب التوك شو, فلن تجدوا غير مذيعة جاهلة تشتم الفاتح الرائع عمرو بن العاص.. أغلقوا الشاشة, وافتحوا الشرفة لشمس التاريخ.. افتحوا كتاب التاريخ.. وارفعوا رؤوسكم فأنتم الناس, لو أردتم, فيكفي أن تريدوا,... و ليت كلامي يصل, فأنا أتكلم عن عِرض وشرف... فليس سوى أن تريد مصر.هل عندك شك؟ [email protected]