مقصرٌ أنت إن لم تشاهد المضيء الدكتور محمد العريفي, فسبحان من الخطابة عربية, والفصاحة قرشية, وسبحان من ألقى على العريفي محبة.. واختار جزيرة العرب منبرًا للنبوة. لو تكلمنا عن السعودية, فإن من الظلم أن نختزلها في قناة العربية.. أرض الحجاز كبيرة .. أكبر من كل هؤلاء.. السعودية التي رأينا وجوه أهلها السمحة بالمدينة... أرض الحجاز.. الصحراء المزروعة أشجار محبة في قلوب تهفو إلى البيت العتيق.. لم أتمالك نفسي وأنا أستمع لخطبة العريفي عن فضل مصر, والفضل يعرفه أهل الفضل.. تكلم العريفي بأشياء يجهلها أغلبنا عن مصرهم.. تحدث العريفي عن مصره.. عن القائد حسام الدين, وسيدي أحمد الدردير... أبكانا برائحة الشاطبي. العريفي, له من اسمه نصيب, وعرف عنا ما لم نعرفه, عين العدل عمرية كاشفة, وعين المحبة عريفية حجازية.. شكرًا أيها الرجل الجميل.. وليس جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ فمن أرضكم جاءتنا الهداية, جاءنا ثلاثة آلاف رجل, على رأسهم رأس ٌ تزن بلدًا, واسمه عمرو بن العاص, لولاه لظللنا نحن الأقباط في الظلام و ذل الروم.. فشكرًا يا أجداد العريفي.. من حجازك أيها العريفي, جاء مصرنا شاب قرشي ملأ العالم علمًا, فصار كالشمس للدنيا و كالعافية للناس, وقف الشافعي بمسجد عمرو, وبعده وقف العز بن عبد السلام, فوقفت عقارب ساعة الدنيا إجلالًا لنا.. فشكرًا يا كل أجداد العريفي. يغضب كثيرون حينما نذكر السعودية.. لا يعلمون أن هناك قلعة ممتدة بعرض البحر الأحمر من الأزهر و حتى مكة, أسوراها تحرس عقيدة الحق, فهل قلعة كتلك تؤثر فيها سهام سفاهات تفاهات حمقى لا يعلمون قيمة مصر, ويجهلون عمق تاريخ الحجاز. شكرًا يا العريفي على ترديدك: قَارَنْتُ مِصْرَ بِغَيْرِهَا , فَتَدَلَّلَتْ وَعَجِزْتُ أَنْ أَحْظَىَ لَهَا بِمَثِيْلِ هَذِيْ الْحَضَارَةُ مُعْجِزَاتٌ فيِ الوَرَىَ عَقِمَ الزَّمَانُ بِمِثْلِهَا كَبَدِيْلِ مَنْ فِيْ الشِّدَادِ سِوَاكِ مِصْرُ تَكَفَّلَتْ بَيْتَ النُّبُوَّةِ مِنْ عَطَاءِ نَبِيْلِ ؟ يَكْفِيْكِ يَا أَرْضَ الكِنَانةِ هَاجَرٌ مِيْلِىْ بِتِيْهٍ , يَا كِنَانَةُ مِيْلِي ! يَا ( أُمَّ إِسْمَاعِيْلَ) : وَصْلُكِ وَاجِبٌ مَنْ عَقَّ مِصْرَ فَقَدْ أَتَىَ بِجَلِيْلِ و أنا أقول: من عق مصر فقد عق السعودية, ومن يكره السعودية, فهو عدو لمصر.. رأسك أقبلها يا شيخ. [email protected]