لا يكفى الابتسام عند قراءة رسائل المحبة الخليجية، المحبة تسكن الأوردة، وتعطر الأفئدة، وتعود اليوم مشرقة على وجوه نحبها وتحبنا، ومصر أمنها القومى تاريخ وجغرافيا، لسان وأصابع مُسبحة. مصرنا يريدها البعض ساحة لتصفية حسابات إقليمية، ونريدها خالصة كما يجب أن تكون نابضة بالحزن لشرايينها الممتدة بالشام والحجاز والمغرب، فحينما نهاجم إيران لمواقفها الطائفية – خاصة بالأزمة السورية -، فليس بالضرورة أننا نفعل ذلك من أجل عيون دول الخليج، لكن طالما الاتهامات ورسائل التخوين العمالة لم تتوقف-، فما رأى السادة المنفجرين غضبًا- لا نفث الله عنهم الغضبا- أن أزيدهم من الشعر بيتا: وهو أنى لو خيرت بين علاقات مع إيران، وعلاقات مع السعودية، فلن أختار الأولى، وسأتمسك بالثانية. فيا أيها الجهلة، لقد جاءنا من شبه الجزيرة الخير محمولاً بقلوب ثلاثة آلاف رجل، على رأسهم قرشى رائع، اسمه سيدى عمرو بن العاص. نعم هناك بعض ملاحظات على مواقف بعض سعوديين تجاه ما يجرى بمصر، لكن ليس من العدل أن نختزل كل العلاقة مع المملكة، فى مزاعم بعرضها ملاذًا آمنًا على الرئيس المخلوع، وهو أمر نفاه السفير أحمد القطان فى حوار معى قبل سنة، ودُرت وناورت حتى أضيق عليه المسألة، فكاد الرجل أن يقسم على ذلك. كما لا يمكن أن تختزل المملكة كل علاقاتها بمصر فى حفنة قامت بمحاولة الاعتداء على السفارة السعودية قبل عام، وتمت إدانتهم والحكم بحبسهم، فالحزم مفتاح العدل، والعدل أساس الملك، وقطع الطريق والاعتداء على الضيوف من شيم المتخلفين عقليًا وذيول جنوب المخدرات. هناك أسرار عن العلاقات السعودية المصرية لم تُتح بعد للنشر والإذاعة، لو قُدر لبعضها الظهور، فسنفاجأ بالكثير، ولو تكلم – مثلاً- الأمير سلمان بن عبد العزيز- ولى العهد حاليًا- لعرفنا كيف زار مصر والتقى مبارك بعد زلزال عام اثنين وتسعين، ليقدم شحنة قمح تعوض خسائر الصوامع وأزمة الخبز وقتها، والمفاجأة أن مبارك رفض، وبغرابة معروفة طلب أموالاً بدلاً من القمح، رفضت المملكة، وخرج بعض صبيان النظام وقتها، وكالوا قصائد الهجاء ضد السعودية. المفاجأة الأكبر، هى أن صبيان النظام الذين هاجموا المملكة وقتها، لم يكونوا فى الصحف القومية، بل كانوا من المعارضة اليسارية المتطرفة.. وما زالوا معارضين لكل شيء له علاقة بأرض الحجاز، فبعض المعارضة فى العلن صارت مهنة كل جعظرى جواظ امتلك صحيفة - ما رأيك فى جعظرى جواظ؟-. ستظهر الأيام حقائق كثيرة، وستقطع أمام الجماهير حمالات مهرجين، يأتيهم رزقهم المسموم من طهرانوالجنوب. [email protected]