المرأة لها لمساتها الخاصة التى تضفى جمالا على كل ما تستخدمه، فمثلا المسبحة التى نستخدمها فى ختام الصلاة للتسبيح، جعلتها السيدات من اكسسوارات الزينة سواء باستخدام الأحجار الكريمة فى صناعتها.. والمسابح ظهرت لأول مرة فى المدينةالمنورة فى عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وفى العصور القديمة كان يستخدمها البعض كتميمة أو تعويذة لطرد الحسد وعلاج السحر. وفى شهر رمضان المعظم تنتعش سوق المسابح بخان الخليلى بجميع أنواعها المصنوعة يدويا والمصنوعة آليا، ويتراوح سعر المسبحة العادية من جنيهين الى ثلاثة جنيهات، ومسابح رمضان ثلاثة أنواع هى الصندل ونور الصباح والأحجار الكريمة. والمسبحة الصندل مصنوعة من الخشب الطيب الرائحة. والمسبحة نور الصباح هى التى تنير ليلا، فهى مصنوعة من مادة فسفورية تجعلها تنير فى الظلام. والمسبحة المطعمة بالأحجار الكريمة وهى مثل اللؤلؤ والمرجان والفيروز ولكل مسبحة قيمتها الشرائية حسب أنواعها المختلفة. أما عن أرقى أنواع السبح فهو الكهرب والكهرمان حيث الأحجار ذات القطع النادرة والكهرب لا يضاهيه مسبحة أخرى وسعره يضاهى سعر الذهب وله الوان جميلة، والمسبحة الكهرمان يتراوح ثمنها ما بين ثمانية آلاف جنيه إلى خمسة عشر ألف جنيه وأنواعها كثيرة مثل المسبحة الروسية والبولندية والدانمركية أو دومينيكا، يجب أن يحصل المشترى على بيان أو شهادة من البائع يذكر فيها النوعية والمصدر ونوع الكهرب فهو أغلى من الذهب. المسبحة الكهرب لها مواصفات معروفة منها: خفيفة الوزن. صوتها مدغوم فهو بدون صدى للصوت، وهذا ما يميزها عن البلاستيك أو الحجر. اذا دعكت الألوان الغامقة من الكهرب بالصوف فسوف تعطيك رائحة اشبه برائحة الليمون. شكل الكهرب يختلف عن اشكال الأحجار الاخري. والكهرب هو الحجر النادر الذى أدخله العثمانيون فى صناعة المسابح واستخدمه الهنود والصينيون فى علاج الربو ولطرد الحسد ولعلاج السحر واليرقان عند الاطفال، أى ان له نوعا من القداسة عند هذه الشعوب، أما فى مصر فتصنع مسابح الكهرب فى سيدنا الحسين حيث يحضرون الكهرب كمادة أولية ثم يقطعونه كذلك مسابح المرجان التى يحصلون على مادتها الخام من الغردقة. مسابح المشاهير زوجة هارون الرشيد (زبيدة بنت جعفر) كانت تمتلك مسبحة تقدر قيمتها آنذاك بخمسين ألف دينار. المقتدر العباسى وكانت تقدر مسبحته بمائة ألف دينار. الملك السابق فاروق وكانت مسبحته من الياقوت الحر والكهرمان الأسود النادر. سبحة مصطفى باشا النحاس رئيس حزب الوفد السابق وكانت مسبحته من الماس. الملك سعود بن عبد العزيز وكانت مسبحته من الماس، وتعتبر واحدة من أغلى مسبحتين فى العالم. نورى السعيد رئيس وزراء العراق الأسبق فى العهد الملكى وكانت مسبحته من الكهرمان. الرئيس الراحل أنور السادات وكانت مسبحته من حجر النجوم والأوتكس الأسود. الشهبانو أرملة شاه إيران وكانت مسبحتها من البتزاهير وتسمى بالفارسى (شئ مقصود). الشيخ متولى الشعراوى وكانت مسبحته من الخشب الكوك القديم من النوع الأصيل النادر مكون من 99 حبة. وكانت المسبحة هى أحسن هدية تأتى من خان الخليلي، وكان الحجاج إلى بيت الله والمعتمرون يعودون إلى بلدانهم محملين بالمسابح المصرية الشهيرة، وظلت مصر قرونا عديدة تصدر المسابح للعالم الإسلامى ولكن فى السنوات الأخيرة تراجعت هذه الصناعة بمنافسة اليابان وتايوان وكوريا والصين وهونج كونج التى أنتجت مسابح أرخص ثمنا وأكثر بريقا حتى تراجعت المسبحة المصرية داخل مصر نفسها. والمسبحة الكويتية هى المسبحة الكهرمان العودى الكوك وهو خشب نادر يوجد فى تركيا، كذلك اليسر المطعم بالفيروز. أما المسبحة المغربية فهى مسابح دينية مثل مسابح السودان وهى مسبحة طرق، والمرأة فى المغرب تستخدم الكهرب كحلى مع الفضة. والمسبحة السورية واللبنانية هى المسبحة اليسر والكهرب. والمسبحة اليمنية مسابح من الكهرمان وتستخدم النساء هناك قطع الكهرمان الكبيرة مع الفضة كحلي، ويضيفون إليها قطع المرجان. وفى كربلاء والنجف توجد المسابح الكهرمان بأنواعها. أما السعودية فبها أغلى أنواع المسابح فى العالم فهى من الماس. ومن الطريف أن المسابح دخلت دنيا الديكور، فهى تستخدم لتزيين الصالونات خاصة الضخمة منها والمصنوعة من الخشب الآرو.