فى الفكر المصرى القديم.. خلق الله الدنيا وخاف عليها من الأجرام السماوية العملاقة.. فخلق «ماعت».. ربة التوازن والعدالة، كذلك بعد أن خلق الله الإنسان.. أراد له أن يعيش فى سلام، فلا يظلم أحد أحداً.. فكان قانون الأخلاق القائم على التوازن والعدالة. «ماعت» هى ربة التوازن والعدالة على المستوى الكونى، والمستوى الإنسانى. ولدت ماعت من صلب رع «الإله الظاهر»، فتاة صغيرة جميلة تتزين بريشة من ريش النعام على رأسها، وبهذه المناسبة.. تضع النعامة رأسها فى الرمال حتى تسمع وقع أقدام الصياد من أى اتجاه، فتجرى فى الاتجاه المعاكس. كانت ريشة ماعت توضع على كفة الميزان الذى يزن قلب «الأوزير» أو المرحوم، ويوضع القلب على الكفة الأخرى، فيعرف تحوت «رب المعرفة» من ثقلت موازينه، ومن خفت موازينه وكان المصرى القديم يضع جعرانا على صدره مكتوباً عليه: لا تشهد علىَّ يا قلبى..! وقد جاء فى القرآن الكريم شهادة الأعضاء على أصحابها: «يوم تشهد عليهم أيديهم وألسنتهم وأرجلهم».. كما أن العلم الحديث اكتشف.. أن حياة الإنسان بذكرياتها مسجلة فى المخ والقلب!! أخذ العالم الميزان والريشة رمزاً للعدالة، فنجدهما فى المحاكم، والريشة على رؤوس الملوك والقضاة «فى إنجلترا».. ومن هنا جاءت كلمات: فلان على رأسه ريشة! وحين أرادوا رفع عقوبة سحب رخصة القيادة من الأمير فيليب لتجاوزه السرعة القانونية، رفض مجلس العموم البريطانى قائلاً: ليس لأن على رأسه ريشة! كان المصرى القديم يرى أن انسجام الكون قائم على التوازن والعدالة، وسلام البشر جميعاً قائم على التوازن والعدالة «العدالة الاجتماعية»، والعدالة هى المساواة واحترام حقوق الآخر. انظر إلى الخلية.. كيف تتكاثر.. ولكنها إذا تلامست مع خلية أخرى.. تتوقف.. وإلا أصبحت خلية خبيثة سرطانية، وهذا ما نطلق عليه Contact Inhibition NesGtibour Respect أى احترام الجار.. ليتنا نتعلم من الخلية. انظر إلى التوازن داخل الذرة.. ويوم أن تدخل الإنسان وهدم توازنها دمر هيروشيما ونجازاكى. خرافة كبيرة وجهل مطبق.. اتهام حضارة عاشت آلاف السنين.. بالظلم والعسف، وهى التى كان كل ملك من ملوكها يتقدم للإله بتمثال ماعت.. إقرارا بأنه عادل بين شعبه. وحين هاجم روزفلت حضارة مصر.. قائلا: إنها شيدت هذه الأهرام بالسخرة.. رد عليه أمير الشعراء أحمد شوقى: اخلع النعل واخفض الطرف واخشع لا تحاول من آية الدهر غضا «تقليلا» شاب من حولها الزمان وشابت وشباب الفنون مازال غضا «شبابا» أنا المحتفى بتاريخ مصر من يصن مجد قومه صان عرضاً حكمت المحاكم المصرية القديمة بالإعدام على اثنين من الأسرة المالكة فى عصر رمسيس الثالث، كما حكمت على اثنين من القضاة بالإعدام، فانتحرا قبل تنفيذ الحكم! لم نسمع حتى عن محاكمة مسؤول أهلك شعبه بالمبيدات الحشرية! اضطرب العالم اضطرابا شديدا لأن «ماعت» غابت! فقامت الحروب العالمية والمحلية، واضطرب الشرق الأوسط لغياب ماعت، دولة محتلة.. وشعب لاجئ، واضطربت مصر.. لغياب ماعت ربة التوازن والعدالة.. فضاعت الطبقة المتوسطة.. وتوحش «رجال الأعمال» أعمال النهب والسرقة.. فالملكيات الضخمة سرقة «سان سيمون». أعلن العالم عن تتويج ملكة.. تحكم إلى الأبد.. فتقدمت القوة.. ترشح نفسها فسقطت لأنها ابنة الظلم الرهيب، فتقدمت المعرفة فسقطت لأنها وإن كانت ضرورة إلا أنها لا توفر السعادة لكل الناس، وأخيراً تقدمت ماعت.. العدالة.. ففازت. فرح العالم كله وتقدمت مجموعة من الفتيات يمثلن القارات الست ينشدن: احكمى.. احكمى يا خير الملكات فوق عرش من نفوس وقلوب طائعات [email protected]