على جماهير الدراويش أن تصبر وتساند إدارتها و فريقها الجديد بقوة، لأنها تعلم جيدا وقبل غيرها أنه يمر بمرحلة تغيير الجلد ورتق الثقوب وأن من تراهم اليوم من لاعبين لا يوجد بينهم أوتاكا أو بركات أو حسنى عبدربه أو غيرهم من نجوم لطالما أمتعوا مشجعى الدراويش بل ومصر كلها، و عليها أن ترفع يديها للسماء بالدعاء أن يظهر من بين الجيل الجديد لاعب بمستوى من ذكرناهم و أن يستمروا فى الدعاء بأن يبعد عنهم عين النادى الأهلى متخصص خطف لاعبى الدراويش... الإسماعيلى سيظل هو الإسماعيلى بتاريخه، بقوته، بعراقته، بحلاوة أداءه، وعلى جماهيره أن تثق بذلك مهما طال أمد الفترة الانتقالية التى يمر بها حاليا.. بمناسبة الإسماعيلى.. أعترف أن حرصى البالغ منذ صغرى على أن أطوف كل ملاعب مصر لأجلس فى مكانى المفضل بمدرجات الدرجة الثالثة لأتابع وأرصد وأسجل وأدون كان له أكبر الأثر فى تشكيل وجدانى ككاتب وناقد رياضى كروى.. حقيقة لا أستطيع إنكارها.. وللأمانة ودون محاباة أستطيع أن أؤكد أن جماهير الإسماعيلى هى الأرقى والأفضل والأمتع فى تشجيع فريقها، وصاحبة خفة دم لا مثيل لها.. و رغم دخول ثقافة الألتراس المدرجات إلا أن لجماهير الدراويش مذاق خاص مختلف تماما عن أية جماهير كروية أخرى.. دعونى أصحبكم معى فى واقعة طريفة حدثت لى يوما فى مدرجات الإسماعيلى لعلى أستطيع أن أرسم البسمة على وجوهكم وسط تلك الأجواء العاصفة التى تشهدها البلاد.. كنت أحضر مباراة بين الإسماعيلى والزمالك بالإسماعيلية منتصف التسعينيات وفضلت أن أجلس بين صفوف مشجعى الدراويش إتقاءا لشر متوقع قد يطولنى بعدها.. كانت الجماهير قلقة للغاية من فريق الزمالك خاصة وأن الإسماعيلى غير محظوظ أمامه تماما.. فجأة ومع بداية المباراة ظهر كبير المشجعين وكان يسمى أبو أيمن.. صرخ بأعلى صوته ليطمئن الجماهير قائلا إن الحكم وكان اسمه مصطفى حمودة "تم تظبيطه" قبل المباراة.. (يا رجالة ماتقلقوش الحكم اتظبط وكل حاجة هاتبقى زى الفل).. ثم صرخ بصوته الجهورى فى الحكم ليسمعه كل من فى الملعب قائلا.. "يا مصطفى بيه يا حمودة الغدا عجبك النهاردة ولا لأ".. ثم صمت.. وبعد قليل قام من مكانه ليصرخ مرة أخرى بحرقة قائلا وهو يشير بيدية بعلامة الأوكيه.. "يا حمودة بيه زى ما اتفقنا قبل الماتش قفصين المانجة العويسى برة مستنيينك شد حيلك و نفسك معانا بقى".. وكانت المباراة تسير وكل صافرة تطلق من الحكم.. "فاوِل" على الإسماعيلى.. كورنر على الإسماعيلى.. إنذار على الإسماعيلى.. فتتململ الجماهير وتبدأ فى إعلان غضبها وتنظر ل"أبو أيمن".. فيقوم من جلسته صارخا قولتلكم "اطمنوا يا رجالة متظبط وربنا وبعدين ما هو لازم يعمل كدا فى الأول وإلا انتم عايزين الحكاية تنكشف".. ثم يلتفت ناحية الملعب صارخا وهو يجذب فانلته الصفراء التى يرتديها.. "إحنا أهو يا مصطفى بيه يا حمودة ركز معانا وزى ما اتفقنا طاولة السمك البورى موجودة برة فى شنطة العربية ومعاها اتنين كيلو جمبرى لوز".. ثم يدير وجهه للجماهير صارخا شوفتوا أهو بص ليا وأخدت الأوكيه خلاص كسبانين بإذن الله.. وتنتظر الجماهير.. بينما مصطفى بيه حمودة كل قراراته ضد الإسماعيلى.. فاول على الدراويش.. كورنر على الدراويش.. آوت على الدراويش.. ثم فجأة ضربة جزاء على الدراويش.. لتنتفض الجماهير غضبا وتكاد تفتك ب"أبو أيمن" وهى فى قمة ثورتها.. والذى ينتفض بدوره من جلسته كمن لدغه عقرب خالعا فانلته الصفراء التى يرتديها ثم يقفز ليتعلق بسور الملعب صارخا وهو يلوح به فى الهواء.. "يا مصطفى بيه يا حمودة يا ابن المرة ال.... الله يخرب بيت أبوك إحنا اللى لابسين أصفر".. لتنهار الجماهير من شدة الضحك.