هذا واحد من الحكام الذين يفخر جمال الغندور بأنه قدمهم للتحكيم هذا الموسم، ويصفهم بأنهم ذخيرة مصر خلال السنوات القادمة، فيا لها من ذخيرة فشنك، ويا له من ظلم قاتل حقير، لا يختشي ولا يتحرك له جفن! هؤلاء هم غنم الغندور التي يهش عليها بعصاه في كل أحاديثه الصحفية والتليفزيونية مفتخرا بهم وبمستواهم، فما رأيه في هذا الاغتيال الفاضح الذي قام به حكم متجمد في موقعه، لا يقف في الموقف الصحيح ليرى الكرة وتكون أحكامه عادلة، كأنه يعاني من نوبة بواسير طارئة، يخشى معها أن يفتضح أمره لو تحرك من مكانه! ما فعله المدعو محمد السيد في فريق شباب الدروايش في مباراة أمس أمام الأهلي ليست أخطاء غير مقصودة كالتي نتحدث عنها ليل نهار، وكالتي يزعم الغندور أنها موجودة مع أفضل حكام العالم، إنما هي أخطاء متعمدة لمجاملة الأهلي خوفا من سطوته وجماهيره. هي رمي للعسل لعله يناله يوما من الحب جانب! الأهلي لا يلعب، يقدم واحدا من أسوأ مبارياته هذا الموسم وهو يجابه لاعبين في عمر الأحفاد، يملأون الملعب حركة ونشاطا. لكن لا يهم، فهناك حكم سيفوز لهم، سيحتسب لهم ضربة جزاء في الوقت المناسب، وسيطنش عن أي ضربة جزاء ضدهم، فهناك فقرة في قانون الكرة تقول إنه لا ضربات جزاء تحتسب على الأهلي، واللاعب الخصم الذي يتعرض للعرقلة أو الشد من فانلته في منطقة جزائه، يستحق بطاقة صفراء فورا، لأنه تجرأ وسقط على الأرض مما يوحي أنه يريد من الحكم أن يستحي على دمه شويتين ويعطيه حقه وهذا ممنوع ممنوع، ومن لا يعجبه "يتفلق" ويضرب رأسه في سور الكلية الحربية! حدث هذا والله العظيم ثلاثا، مع محمد جودة في الدقيقة 68 من الشوط الثاني، عندما جذبه لاعب الأهلي من فانلته، والصورة التليفزيونية تؤكد ذلك، وهي لا تكذب ولا تخدع ولا تتجمل، ومع هذا فبثبات يحسد عليه، أخرج هذا الحكم الاعجوبة البطافة الصفراء لجودة، رغم أنه في الدقيقة 45 من الشوط الثاني احتسب ضربة جزاء وهمية مائة في المائة على لاعب الاسماعيلي، واتحدى أي أحد أن يثبت لنا من خلال الصورة التليفزيونية أن هناك شبهة فاول ارتكب من سيد معوض ضد لاعب الأهلي محمد شوقي! المشكلة أن محمد السيد، لم يكن في الموقع السليم الذي يسمح له برؤية الكرة والفاول في الحالتين، فهو دائما في الزاوية الغلط، ويتحرك بثقل شديد، ربما من تأثير نوبة البواسير الحادة! ولكن إذا كان محمد السيد يعاني من عذر، فأين حامل الراية الذي كان في مواجهة ضربة الجزاء المستحقة لمحمد جودة، والتي نال المسكين بسببها انذارا، لتستكمل حلقة الظلم التي لفها الحكام حول عنق شباب الدراويش، ففي مباراتهم أمام الزمالك تم طرد محمد حمص بسبب ضربة جزاء مستحقة له، وفي هذه المباراة جاء الدور على جودة، ولو كان معه انذارا لرأيناه مطرودا أيضا! والغريب أن هذا الحكم وغيره من حكام جمال الغندور يعتقدون أن الأهلي في حاجة إلى مجاملاتهم الصارخة، وإلى قراراتهم الظالمة لكي يفوز ويكسب الدرع للعام الثاني على التوالي، مع أنه لا ينتظر منهم ذلك، لأنه يمتلك مجموعة من أفضل لاعبي مصر، بل هم تقريبا منتخب مصر الذي فاز بكأس الأمم الأفريقية، وقد فازوا تقريبا بالدرع قبل نهاية الدور الأول! أقول لشباب الدروايش الشجعان، لا يهم، فقد حزتم على الاعجاب، وسيطرتم على المباراة، حتى أحمد شوبير كان لسان حاله يقول، عيب يا حكم، فهذا أما ظلم فادح أو جهل عظيم. لقد كان شوبير يكرر دائما معلقا على ضربتي الجزاء، الوهمية والمستحقة، هذه هي الصورة ولا تعليق، التعليق للجمهور وللحكم! حتى الهدف الثاني للأهلي الذي جاء من ضربة ثابتة أيضا، كان فاولا وهميا احتسبه الحكم الظالم ليوقف طوفان هجوم الاسماعيلي الذي كان على وشك احراز التعادل! لقد كافح لاعبو الدروايش الصغار، وقدموا لنا فاصلا من الكرة الجميلة الممتعة، التي كست وجوه وصيحات جماهير الأهلي بالقلق على فريقها، وجعلت جوزيه يرتجف خوفا من هدف يهز شباك وحش أفريقيا عصام الحضري! لكن من أين لهم هذا وحكم ظالم يتربص بهم؟! انني اسأل جمال الغندور عن معايير اختيار الحكام للمباريات، وهل يخضعون للكشف الطبي لاختبار لياقتهم الصحية والذهنية؟! لا يجب أن يقابلنا بالتبرير المستمر بأن أخطاء التحكيم لن تختفي ما دامت هناك كرة قدم تلعب، إذن لماذا لا نجد هذه الأخطاء ضد الأهلي أو الزمالك، ولماذا يكون الاسماعيلي هو الصيد السهل لهؤلاء الذين تفتخر بأنك قدمتهم هذا الموسم؟! لا أملك سوى أن أقول للدراويش ولكل لاعبي فرق الأقاليم، كان الله في عونكم، نحن لا نملك ازاءكم سوى كلمة حق نقولها لكل سلاطين الملاعب الجائرين، أما الغندور وأغنامه فلابد أنه سيستمر في الدفاع عنهم وتبرير أخطائهم بعباراته السحرية لأن له مآرب أخرى قد نعرفها ولا نستطيع البوح بها لأسباب لا نريد أن نخوض فيها! [email protected]