أكدت مصادر سياسية رفيعة للمصريون أن الأسبوع الحالي شهد حالة من الضبابية الشديدة في أروقة المطبخ السياسي ودوائر الحزب الوطني فيما يتعلق بملف انتخابات الرئاسة والمرشح المفترض للحزب فيها ، المصادر أشارت أن تطورات أخيرة جعلت كل الاحتمالات واردة ، وبما يجعل المستقبل القريب في مصر مفتوحا على مفاجآت قد تكون من العيار الثقيل ، المصادر أشارت إلى اجتماع خاص عقد بين مجموعة مصغرة من أعضاء المكتب السياسي للحزب الوطني ضمت كلا من صفوت الشريف وكمال الشاذلي والبلتاجي وجمال مبارك وزكريا عزمي ناقش عددا من الأفكار المستقبلية كان من أهمها فرضية أن يتنازل الرئيس مبارك عن الترشيح لصالح جمال ، إلا أن الأمر لم يتعد المشاورات المبدئية ، المصادر أشارت إلى تصريح جمال مبارك منذ أيام بأن الحزب الوطني سيكون له دور كبير وحاسم في اختيار مرشحه للرئاسة ، وهو تصريح بالغ الغرابة ويعزز من الهواجس بأن الكواليس قد تشهد مفاجآت من العيار الثقيل ، المصادر لفتت أيضا إلى أن الحديث عن تنازل الرئيس عن الترشيح تناثر بشدة بعد التصريحات التي نشرت للرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن رغبته في عدم الترشيح للانتخابات المقبلة ، وكذلك التسريبات التي نشرت عن لقاء مبارك مع نائب وزيرة الخارجية الأمريكي روبرت زوليك والتي أبدى فيها عدم ممانعة في أن يتم " التوريث " بصورة ديمقراطية على حد تعبيره ، كما أن هناك مشاورات خاصة مع بعض الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة أبدت فيها مرونة كبيرة في القبول بفكرة " التوريث " على خلفية وعود بتصحيح أوضاع قانونية أو قطعة كافية من " كعكة " البرلمان المقبل ، إلا أن المصادر أشارت إلى أن " تقارير سيادية " حذرت الرئيس من استعجال هذه الخطوة على خلفية أن الظرف السياسي المتوتر في مصر الآن غير مؤهل لقبولها وأنها ستفتح البلاد على المزيد من التوترات الحادة والخطيرة ، وأن مثل هذه الخطوة تحتاج إلى " تبريد " الساحة السياسية ببعض الخطوات الإصلاحية التمهيدية . مصادر " المصريون " أشارت إلى أن القيادة السياسية دعت أعضاء المكتب السياسي للحزب الوطني وبعض المقربين من الأمانة العامة لعقد اجتماع خاص في إحدى استراحات رئاسة الجمهورية بعد ظهر الاثنين القادم لبحث قضية ترشيح الوطني في الانتخابات القادمة وإن كانت كفة الترجيح في الترشيحات ما زالت تصب في خانة إمكانية استمرار مبارك الأب مرشحا وحيدا للحزب لكن لفترة محدودة تواكبها عملية تصعيد سياسي حاسم لوضعية جمال مبارك ودوره إذ من المرجح وفق هذا السيناريو أن يتخلى الرئيس مبارك عن رئاسة الحزب الوطني الحاكم لنجله بدلا من تخليه عن رئاسة الدولة في هذا الظرف ، باعتبار أن توسد جمال رئاسة الحزب أقل إثارة للرأي العام من توسده لرئاسة الدولة .