قالت المعارضة السورية إن الأوضاع الإنسانية في مدينة حلب، شمال سوريا، تزداد سوءًا مع حرمان سكانها من كثير من احتياجاتها الأساسية، فيما يحقق الثوار انتصارات متواصلة على الأرض. وفي تصريحات خاصة لمراسلة وكالة "الأناضول" للأنباء، أوضح محمد الحلبي، الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب، أن النظام السوري قطع إمدادات الطحين عن المدينة؛ ما أدى إلى حدوث أزمة شديدة في رغيف الخبز، لافتًا إلى ارتفاع أسعار الخبز بشكل مبالغ فيه حيث بلغ سعر كيس الخبز "إن توفّر" 250 ليرة سورية (3 دولارات تقريبًا). وأضاف أن أسعار المحروقات ارتفعت بشكل كبير أيضاً؛ حيث وصل سعر لتر البنزين أو المازوت إلى 110 ليرات سورية (1.2 دولار تقريبا)، وارتفع سعر أسطوانة الغاز إلى 3800 ليرة سورية (44 دولارًا تقريبًا). ويقول متابعون للشأن السوري إن حرمان أهالي حلب من كثير من احتياجاتهم الأساسية يعود لسببين أولهما: النظام السوري الذي يتعمد ذلك لمعاقبة المدينة على صمودها في وجه قواته، فضلاً عن إغلاق الحدود وتقطع أوصال المدينة نتيجة القصف المكثف الذي ينفذه النظام في المدينة. وفي إطار الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها أهالي حلب حالياً، قال الحلبي: "مئات الآلاف من الأطفال واليافعين في حلب لا زالوا محرومين من الدراسة بعد أن امتلأت معظم مدارس المدينة بالنازحين، علمًا أنّهم باتوا يُغطّون أكثر من 80% من أرصفة الأحياء الآمنة ببسطاتهم التي يبيعون عليها بعض المواد ليقتاتوا من مردودها هم وأهلهم". وفيما أشار الحلبي إلى أن القصف المدفعي والصاروخي والجوي الذي تنفذه قوات الأسد لا يتوقف على المدينة، لفت إلى أن "ما يزيد الأوضاع سوءًا هو ترافق ذلك مع قطع الكهرباء والماء في أغلب أحياء المدينة لأكثر من 15 ساعة يوميًا، إضافة إلى قطع الاتصالات الخلوية والأرضية والإنترنت ما جعل الأهالي منقطعين عن العالم تماماً". وتحدث الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب عن ارتفاع "وتيرة القتل في مدينة حلب على يد عصابات الأسد في الأيام الماضية"، مشيرًا إلى أن أمس الأحد شهد فقط مقتل 35 شخصاً وإصابة 50 آخرين، منهم 20 شخصا قتلوا في حي الهُلّك وحده. وقال: "تأتي هذه الحملة ضمن القصف الهمجي الذي يطال أكثر من 23 حياً في المدينة، في الوقت الذي لا تزال كتائب الثوار تستبسل في الدفاع عن أحياء حاول النظام اقتحامها، مثل: سيف الدولة وصلاح الدين وبستان الباشا وبستان القصر والصاخور وكرم الجبل والميدان". وأكّد الحلبي أن "الجيش الحر لا يزال يتقدم يوماً تلو الآخر تجاه مقار جيش النظام، فقد استطاع خلال أسبوع واحد السيطرة على كتيبتين تابعتين للدفاع الجوي في ريف حلب، إضافة إلى سيطرته على سد تشرين الإستراتيجي في ريفها الشرقي، كما قام بتحرير حاجز عزوز في الريف الجنوبي على طريق حلب دمشق الدولي، وأخيراً استطاع تحرير المنطقة الحرة وحقل الرمي ومبنى الزراعة بالقرب من مدرسة المشاة، ولا يزال يواصل حصاره القوي على مقر المخابرات الجوية داخل المدينة وعلى مدرسة المشاة في ريفها".