علمت المصريون من مصادر مطلعة داخل مؤسسة "الأهرام" أن حالة من الاحتقان تسود كافة قطاعات المؤسسة ، خاصة بين الصحفيين ، احتجاجا على ما أسموه حملة النهب المنظم داخلها ، حيث يتقاضى بعض قيادات الأهرام مرتبات شهرية تتراوح ما بين 600 إلى 700 ألف جنيه ، في حين يعاني معظم صحفيي المؤسسة من أوضاع مالية متردية ، فاقم منها قرار رئيس مجلس الإدارة الأخير بصرف العلاوة الاجتماعية التي قررتها الحكومة ب 20 % بحد أقصى 60 جنيها . وأشارت المصادر إلى أن قائمة " المرتبات المليونيرية " تتركز بشكل رئيسي في قطاعات الإعلانات والمطابع والتوزيع ، حيث يأتي على رأس القائمة محمد تيمور عبد الحسيب مدير عام المطابع وإبراهيم نصر مدير عام التوزيع . وأضافت المصادر أن وكالة الأهرام للإعلان تضم غالبية أعضاء قائمة " " المرتبات المليونيرية " ، ويأتي على رأسهم حسن حمدي ( رئيس النادي الأهلي ) وهو مدير عام الوكالة ، ونائبه محمد محمدين ، وصفوت أباظة أحد مديري الإعلانات بالوكالة ، ومحمود الخطيب ( نائب رئيس النادي الأهلي ) ومدير عام النشاط الرياضي بالمؤسسة . وأوضحت المصادر أن القائمة تشمل أيضا حسن توفيق مدير شئون العاملين بالمؤسسة ، مشيرة إلى أن العديد من مندوبي الإعلانات في وكالة الإعلانات يتقاضون مرتبات وعمولات ما بين 150 و 200 ألف جنيه . ولفتت المصادر إلى أن رئيس مجلس الإدارة الجديد حاول بعد توليه قيادة المؤسسة وضع سقف لمرتبات مندوبي الإعلانات ، لكنهم رفضوا ذلك بشدة وهددوا بالإضراب عن العمل والتوقف عن جلب الإعلانات ، التي تعد المصدر الرئيسي لدخل المؤسسة . كما حاول الغمري وضع سقف لمرتبات المديرين الشهرية بحدود عشرة آلاف جنيه ، وأبلغهم بأن من لا يعجبه الراتب الجديد يقدم استقالته فورا ، لكنه فشل في تطبيق ذلك أيضا. وطلب الغمري من كل من يرغب في الاستقالة أو ترك الخدمة لتجاوزه سن المعاش أن يأتي بإقرار بسلامة تصرفاته المالية والإدارية من الجهاز المركزي للمحاسبات أو أن ينتظر لحين إخلاء طرفه بعد مراجعة تصرفاته . من جانبه ،قال أسامة غيث رئيس التحرير وعضو مجلس إدارة مؤسسة الأهرام أن اقتطاع هذه الأموال من أجور الصحفيين في المؤسسات القومية تم توجيهه على امتداد السنوات الطويلة الماضية لصالح فئة محددة استولت على أجور فلكية بغير حق وقد ساهمت هذه الفئة في الحفاظ على مناخ الفساد المالي والقهر الإداري لإنجاز عمليات النهب المنظم لأرباح هذه المؤسسات بل بلغ النهب مدى رهيبا بسطوة هذه الفئة على أموال دمغة الإعلانات والجمارك وضرائب الدخل وتأمينات العاملين بخلاف السفه في إنشاء المطابع والمباني وتأسيس شركات لم يكن لها أدنى مبرر غير تحديد مصادر النهب. وضرب غيث مثلا بمؤسسة صحفية كبرى تتبعها 29 شركة تحقق خسائر كبيرة باستثناء شركة واحدة فقط ومع ذلك يحصل مديروها على حوافز وبدلات وأجور فلكية في الوقت الذي يملك فيه بعض هؤلاء المديرون شركات خاصة مماثلة يسندون إليها العمليات المربحة على حساب شركات المؤسسة التي يتم تمويل خسائرها من أجور العاملين. وقال غيث إنه كعضو مجلس إدارة معين لمؤسسة الأهرام بادر أكثر من مرة بطلب مقابلة صلاح الغمري رئيس مجلس إدارة الأهرام للتحقيق فيما يتردد عن الانحراف والفساد التي يتحدث عنها كل العاملين بالمؤسسة لكن الغمري لم يحدد له موعدا حتى الآن. في سياق متصل، أبدى الصحفيون بمختلف إصدارات المؤسسة غضبهم من القرارات الأخيرة للغمري ، خاصة قراره بقصر بدل السفر الممنوح للصحفيين على يومين فقط ، مهما كانت مدة السفر ، كما أنه قرر صرف العلاوة الاجتماعية للعاملين بالمؤسسة بحد أقصى 60 جنيها ، مع أن العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة تركت العلاوة بدون حد أقصى . وفي المقابل ، علمت "المصريون " أن الغمري وافق على شراء سيارة حديثة لعصام رفعت رئيس تحرير مجلة الأهرام الاقتصادي تقدر قيمتها بأكثر من 260 ألف جنيه ، كما وافق على شراء سيارة " ألفا روميو " تقدر قيمتها ب 260 ألف جنيه لمرسي عطا الله رئيس تحرير الأهرام المسائي ، بينما طلبت أفكار الخرادلي رئيس تحرير مجلة " نصف الدنيا " من الغمري شراء سيارة " بي إم دبليو 720 " . في المقابل ، أوقف الغمري الاتفاق الذي توصلت إليه وكالة الأهرام للإعلانات مع عدد من الشركات ومعارض السيارات ، وكان يتيح للصحفيين الشبان بالمؤسسة شراء سيارات بالتقسيط على أن يتم خصم ثمنها من الإعلانات التي تنشرها هذه الشركات .