(1) يفتتح متجر الملبوسات الشهير فرعه الجديد في تلك المدينة الصغيرة: في البداية، يُراعى ذوق المجتمع المحافظ بما يجلبه من ملابس.. بعد فترة، يتم تمرير ما يشاء من الملابس، وتبدأ سلطة الموضة بالتحكم بالمزاج العام والذائقة. يتسلل المتجر إلينا بهدوء ليحدد ملامحنا وأشكالنا الخارجية. بعد سنة، يحدد هذا المتجر ما يلبسه أولادنا! (2) في نفس تلك المدينة الصغيرة، وفي إحدى زوايا الشارع الرئيسي فيها: يفتتح المطعم الشهير فرعه الجديد الذي يقدم الوجبات السريعة. تتغيّر عادات الناس الغذائية. يفقدون مع الوقت بعض طباعهم الطيبة وعاداتهم: شكل السُّفرة، اجتماع العائلة حول وجبة واحدة في توقيت واحد، المشاركة. بعد فترة : تكتشف أن المطعم العالمي هزم تاريخ المطبخ المحلي بكل ما يعنيه بعلبة مايونيز وشطّه حارة! (3) هذه المدينة الصغيرة، في خطابها ومواعظها وأحاديثها اليومية، تتباهى كثيراً بهويتها. مطعم صغير، ومتجر ملابس: في ليلة وضحاها يغيران ما تأكله وتلبسه.. يلغيان عاداتها ويمنحانها عادات جديدة، ولا تزال تتباهى بهويتها! مجتمع هش، ومدينة "معولمة" بلا معالم، يتم تشكيلها كل يوم بشكل مختلف، وعبر أدوات صغيرة!.. تُرى.. ما الذي يمكن أن تفعله بهما تلك "القناة الفضائية" الموجهة؟! (4) مدينة صغيرة.. أشبه بطفلة صغيرة في غياب أمها وقعت في يدها علبة الماكياج. تظن أنها تتزيّن.. وملامحها أقرب إلى ملامح مُهرج! twitter | @alrotayyan