أفرجت السلطات الأمنية المصرية ، في خطوة مفاجئة ، عن الأمين العام لمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمود عزت و 8 آخرين من معتقلي الجماعة فيما تم الإبقاء على الدكتور عصام العريان القطب الإخواني المعروف قيد الحبس الاحتياطي ، وهو ما أثار تساؤلات عن مغزى توقيت الإفراج عن عزت ودلالة استمرار حبس العريان واعتبر محللون متابعون لشئون الجماعة أن هذه الخطوة الحكومية تستهدف إغراء الجماعة ودفعها إلى تغيير موقفها الرافض لتأييد الرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية القادمة ، مشيرين إلى أن إطلاق عزت والإبقاء على العريان رهن الحبس يعطي دلالة بأن الحكومة تتعامل مع الإخوان بطريقة العصا والجزرة. وأرجع المحللون استمرار الحكومة في احتجاز عصام العريان بسبب ثقله السياسي وقدرته على خلق رأي عام مضاد للرئيس مبارك لما يملكه من قدرات سياسية وإعلامية ، كما أن العريان تم طرح اسمه في بعض الأوقات لمرشح للجماعة لمنافسة الرئيس مبارك مما جعل الحكومة تتريث في إطلاق سراحه ربما إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية. من جانبها ، استبعدت عدد من المصادر أن يكون الإفراج عن عزت قد جاء في إطار صفقة مع النظام ، لأن أوان الصفقات قد أنتهي من ناحية ولاستحالة تغيير الإخوان موقفهم وتأييد الرئيس مبارك كون هذا الموقف سيقضي على أي مصداقية لهم في الساحة السياسية. وقد نفى الدكتور محمود عزت في تصريحات خاصة ل"المصريون" عقب الإفراج عنه إمكانية تغيير الجماعة لموقفها الرفض لتأييد الرئيس مبارك ، فالإخوان لم يجنوا من حكم مبارك سوى المحاكم العسكرية والاعتقالات والعصف الحكومي بهم ، لذا فمن غير المعقول تأييد رأس النظام الحاكم أبدا . وأضاف عزت أن الربط بين إفراج النظام عني وبين وجود صفقة معه يخالف مبادئ جماعة الإخوان المسلمين التي لا تعرف من الصفقات إلا صفقة واحدة تأتي في إطار الآية الكريمة "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة". وأنتقد عزت بشدة عدم إفراج النظام عن الدكتور عصام العريان حتى الآن ورفع الظلم الذي وقع عليه وعلى كافة إخوانه مشيرا إلى أن هذا يعتبر نوعا من المقايضة التي لا يقبلها الإخوان. ورفض عزت تحديد المرشح الذي سيؤيده الإخوان في الانتخابات الرئاسية قائلا "سنؤيد من يعطينا وعودا ويصدق في تنفيذها وليس سرابا " ، وقد أصدرنا توجيهات إلى قواعد الإخوان بالتمحيص واختيار الأفضل لديننا ودنيانا ". من جانبه ، استبعد الدكتور ضياء رشوان الخبير في شئون الحركات الإسلامية حدوث أي صفقة بين الإخوان والنظام نافيا أن يستجيب الإخوان لإغراءات النظام ويعيدون النظر في موقفهم من الانتخابات الرئاسية ، ومن يقول غير هذا لا يعرف تاريخ الإخوان. وأضاف أن تغيير هذا الموقف الآن يعد شخصنة للأحداث وهو ما يرفضه الإخوان طوال تاريخهم فقد خسروا كوادر وقيادات أثقل من عزت لكنهم لم يغيروا موقفهم أبدا. وتوقع رشوان إقدام كوادر الجماعة إلى حد كبير إلى إبطال أصواتهم خلال الانتخابات الرئاسية القادمة حتى يظهروا قوتهم السياسية والتنظيمية خصوصا أنه لا توجد مصالح استراتيجية بين الجماعة وبين أي مرشح .