طالب "الإخوان المسلمون"، القوى المشاركة في مليونية "كشف الحساب" بالاعتذار عن الأحداث التي شهدها ميدان التحرير باعتبارهم "المستحقون للاعتذار بعد الاعتداء عليهم"، مشددة على أنه "لا مجال للتصالح بسبب تربص القوى الأخرى". وقال الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين معلقاً على مطالبات بعض القوى والشخصيات السياسية للجماعة بالاعتذار عن أحداث الجمعة: "الإخوان هم من تم الاعتداء عليهم وحرقت حافلاتهم وأصيب أكثر من 70 من أفرادهم، فهم أصحاب الحق في أن يعتذر لهم لا أن يعتذروا من غيرهم"، مشددا على أن "كل ما قيل بشأن اعتداء الإخوان على غيرهم كذب لا حقيقة له ولا يقدر أحد على إثباته". وأشار غزلان في تصريحات نشرتها وكالة "الأناضول" للأنباء إلى أن الجماعة "لم تعلن ابتداء النزول إلى الميدان صباح الجمعة كما حاول البعض أن يظهروا الصورة بهذا الشكل، وإنما كان الاتفاق أن ننزل في الخامسة عند المتحف المصري على أطراف الميدان ثم ننطلق في تظاهرة إلى مقر النائب العام وسط العاصمة وهو ما حدث". ورفض اتهام الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب "التجمع " بأن "الجماعة كانت مبيته النية للاعتداء على المتظاهرين بدليل غياب سيدات الإخوان عن ميدان التحرير"، قائلاً: "يحاولون إظهارنا في صورة المتربصين مع أن الواقع غير ذلك بدليل ادعاء البعض أن عدم إنزال الإخوان لنسائهم يدل على نيتهم الصدام في حين اتهم آخرون نساء الجماعة بالمشاركة في قذف الحجارة على الطرف الآخر". وفي ذات السياق، قال فريد إسماعيل عضو المكتب التنفيذي لحزب "الحرية والعدالة": "نساء الإخوان اعتدي عليهن بشكل سافر في هذا اليوم وتم نزع نقاب المنتقبات وإصابة عدد منهن بصورة تكشف المعتدي من المعتدى عليه". وأضاف "الجماعة والحزب لم يتوقعا مطلقا حدوث هذه الأزمات ولو كان لدينا أي علم بافتعال القوى الأخرى لهذه الأحداث ما كنا نزلنا هذا اليوم"، مشيرا إلى أن "الكثير من القوى المعارضة للإخوان كانت تنزل لمعارضة الجماعة في مليونيات نظمها الإخوان ولم تحدث أي احتكاكات". وعلى صعيد مطالبة بعض القوى لجماعة الإخوان المسلمين بالمبادرة لاحتواء الموقف والسعي للصلح مع القوى الأخرى، قال غزلان "المسألة تجاوزت حدود الصلح والتوافق حيث أن العداوة الآن قائمة على الحسد"، مستشهدا بقول الشاعر:"كل العداوات قد ترجى سلامتها إلا عداوة من عاداك من حسد". وتابع غزلان "هي قوى فاقدة الشعبية وهو ما يزعجهم ويدفعهم دائما لافتعال الأزمات للتأثير على شعبية الإخوان وحزب الحرية والعدالة"، مضيفا "هم يريدون شعبية.. من أين نحضر لهم شعبية؟" ونفى غزلان ما أوردته تقارير صحفية من اعتراض خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان على نزول شباب الإخوان لميدان التحرير الجمع الماضية وحدوث اجتماع جمع المرشد العام وبعض أعضاء مكتب الإرشاد لاتخاذ قرار الانسحاب من الميدان، مشيرا إلى أن قرار النزول جاء من خلال التواصل بالهاتف بين أعضاء المكتب ولم يتخذ في اجتماع الأربعاء الماضي، لأنه صدر مساء الأربعاء بعد صدور الحكم ببراءة المتهمين في القضية الخاصة بقتل متظاهري ثورة يناير المعروفة باسم "موقعة الجمل".