استنكرت الجبهة الحرة للتغيير السلمي منذ 3 أيام ما حدث من محاولة شباب جماعة الإخوان المسلمين منع المتظاهرين من الوصول لمجلس الشعب، لعرض مطالبهم على نواب الشعب ووصفت الجبهة في بيان لها، تحرك شباب الإخوان ب "عودة ميليشيات النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين، ومحاولته لشغل مكان الأمن المركزي". طبعاً الكلام السابق يعني أن نسأل : لماذا لم تظهر هذه الميليشيات – إن كانت موجودة أصلاً – للدفاع عن وزارة الداخلية مثلاً خلال الأيام الماضية ؟! . ظهر مصطلح "ميلشيات الأخوان" لأول مرة في عام 2006 وتحديدا في شهر ديسمبر، عندما تداولت وسائل الإعلام صورا لعدد من طلاب الأزهر التابعين لجيل النصر المنشود، والمحسوب على جماعة الأخوان المسلمين، وهم ملثمون ويرتدون أزياء شبه عسكرية، لونها أسود، وأقنعة كتبت عليها عبارة "صامدون"، وقدموا عرضا تمثيليا يحاكي الأعمال القتالية لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وذلك في أثناء الاعتصام أمام مكتب الدكتور أحمد الطيب رئيس الجامعة وقتها، وذلك احتجاجا علي فصل ثمانية طلاب من زملائهم. وقتها تعرضت الجماعة التي كانت ممثلة في مجلس الشعب ب88 مقعدا، لحملة شرسة من قبل وسائل الإعلام، وخرجت تحليلات وتفسيرات كثيرة، منها أن الجماعة ستعود مرة أخرى للتنظيم السري، وأن ما حدث مؤشر لحدوث حرب بين التيارات المختلفة داخل الجماعة، وأن ما حدث ما هو إلا استعراض قوة، وأن الجماعة أرادت بذلك إيصال رسالة للدولة والنظام. ورغم نفي الجماعة في ذلك وقت أنها ليس لديها ما يسمى بالمليشيات، إلا أنها لم تسلم من الهجوم والنقد، حتى بعد أن أصدر طلاب الجماعة بجامعة الأزهر بيانا، قالوا فيه حرفيا "هذا الاعتذار أولا لجامعتنا وأساتذتنا وزملائنا، عن هذا العمل الذي قمنا به، وهو ما أساء لشكل الجامعة، وأيضا ما شكل إساءة لأنفسنا نحن بوصفنا بأننا ميليشيات عسكرية، وهو على غير الحقيقة مطلقا إذ إننا طلاب أردنا أن نجذب الأنظار إلى قضيتنا، ولكن أخطأنا في تقدير حركتنا، ولهذا وجب علينا الاعتذار". الأمر لم يتوقف عتد حد اعتذار طلاب الأخوان، بل إن المرشد العام وقتها محمد مهدي عاكف، قال "ليست عندنا ميليشيات في الجماعة، ونرفض اللجوء للعنف والقوة في حل المشكلات". ولكن الجماعة لم تسلم من حملة أمنية شنتها الداخلية، واعتقلت النائب الثاني للمرشد محمد خيرت الشاطر وعشرات من قيادييها، وأيضا نحو 200 من طلاب الإخوان في القاهرة، ولاحقت عددا من طلاب الجماعة في الأقاليم. ورغم اختفاء الحديث عن المشيليات بعد الأزمة بفترة، إلا أنها تجددت مرة أخرى بعد أكثر من 5 سنوات، عندما شكل يوم الثلاثاء 30 يناير، حائط صد لمنع وصول المتظاهرين إلى مجلس الشعب وحدوث اشتباك بينهم وبين حرس المجلس، وتعرض الأخوان لهجوم آخر، وظهر مصطلح الميليشيات مرة أخرى، لدرجة أن البعض وصفهم بأن هذه الميلشيات تقوم بالدور الذي كان يقوم به الأمن المركزي لخدمة الحزب الوطني، وذلك بعد أن حدثت اشتباكات بين شباب الأخوان وشباب المتظاهرين والتي أسفرت عن عدد من الإصابات. لكن يبق السؤال.. هل هناك فعلا ما يسمى بميلشيات الأخوان؟ وهل تجميع شباب الأخوان بهذه الكيفية يتم بأسلوب منظم وبتعليمات من الجماعة، أم أنه عمل تلقائي من قبل شباب الجماعة؟ الدكتور أحمد طاحون، وهو أحد شباب الأخوان الذين تواجدوا أمام مجلس الشعب أثناء الأحداث، قال، فكرة الميليشيات العسكرية هذه وهمية، وليس لها أي أساس من الصحة، مؤكدا أن الفكرة كلها تتلخص في أنه كان هناك حديث عن قيام متظاهرين بمنع وصول نواب البرلمان لمجلس الشعب في الجلسة الأولى التي عقدت في 23 يناير، وتعطيل عمل المجلس، وبالتالي شكل شباب الأخوان لجانا شعبية لتأمين المجلس، فالتواجد أمام مجلس الشعب لم يكن في جلسة 30 يناير، وقال، نحن متواجدون أمام المجلس منذ الصباح والمتظاهرون هم الذين جاءوا إلينا، ثم أن مصطلح ميلشيات معناه مجموعات مسلحة منظمة، والسؤال، أين هي هذه المجموعات؟، وأين هذه الأسلحة؟، إذا أطلقنا على شباب الأخوان المتواجد أمام مجلس الشعب ميليشيات، فبهذا المنطق يمكن أن نطلق على اللجان الشعبية التي شكلها الأخوان وغيرهم في الأيام الأولى للثورة وقت الإنفلات الأمني أنها ميليشيات، ولكن كل هذا ليس حقيقة فالميليشيات مصطلح إعلامي ليس أكثر أو أقل، فما ينقل صورة مغلوطة ومحاولة إعلامية لتشويه صورة الأخوان، بدليل أنه عندما تعرض بعض المتظاهرين لحالات إغماء كان شباب الأخوان يقوم بإسعافهم دون أن يصيبهم أي ضرر. ويقول المهندس بلال وهب، وهو أحد شباب الأخوان، الجميع يعرف أن الجماعة لا يوجد بها أي ميليشيات، وأن الكلام عن وجود ميليشيات إخوانية تميل للعنف كلام لا قيمة له، حتى الذين يرددون هذا المصطلح أنفسهم يعلمون أنه ليس له أي صحة، والناس في الشارع تعرف ذلك أيضا، وما يقال ما هو إلا ترديد للنغمة التي كان يتبناها النظام السابق، وأكد أن شباب الأخوان الذي تواجد أمام البرلمان، بعضهم نزل بدافع شخصي، والبعض الآخر نزل بناء على تعليمات من الجماعة، ونزولهم لم يكن بقصد العنف، فهناك رأي يتبناه المتظاهرون، ورأي آخر يتبناه الأخوان، والنزول كان بشكل سلمي، لإبداء وجهة النظر، ونحن لم نبادر بالعنف ولم نستخدمه، بدليل أن هناك 40 حالة إصابة بين شباب الأخوان، على عكس الناحية الأخرى، ولكن شباب الأخوان مارس حالة من ضبط النفس رغم الاعتداء عليه، أيضا عندما دافع الأخوان عن الميدان في موقعة الجمل لماذا لم يطلق عليهم ميليشيات وقتها؟. الدكتور محمد أبو زيد، وهو أحد شباب الأخوان، قال إن شباب الأخوان عندما نزل كان دافعه ألا يتكرر ما حدث في شارع محمد محمود، وأحداث مجلس الوزراء، وألا يوجه لوماً للأخوان بأنهم لم يحموا الثوار من قبل اعتداءات الأمن، وأكد أن تواجد شباب الأخوان كان لتشكيل حائط صد بين المتظاهرين وقوات الأمن، وحتى لا تكون هناك فرصة للطرف الثالث الذي دائما يشعل الأزمة ويثير المشاكل في البلد، وحفاظا على أرواح المصريين، وهذا الدور قمنا به أيضا في الاحتفالات بالثورة، وأوضح أيضا أن هناك شباباً من الأخوان تواجدوا بشكل شخصي وأن البعض منهم تواجد من خلال مجموعة منظمة يكون لها منسق.