ليلة هادئة شهدها محيط مبني ماسبيرو وميدان التحرير ، عقب المسيرة الدامية التي شهدها مجلس الشعب ، والتي أدت الى اصابة العشرات نتيجة اعتداء ميلشيات جماعة الإخوان المسلمين على المتظاهرين العزل امام البرلمان،وكانت حلقات النقاش التي اقيمت في الميدان وأمام ماسبيرو تتركز كلها حول الأسباب التي دفعت شباب الإخوان ومرشدها العام علي القيام بمثل هذا العمل ، الذي لا مبرر له خاصة بعد بيان الجبهة الحرة للتغيير السلمي الذي نددت فيه بعودة ما سمته ميلشيات النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين و محاولته لشغل مكان الأمن المركزي و تواطؤ مكتب الإرشاد مع المجلس العسكري بصفقة جديدة كي يكونوا ظهير سياسي لآلة القمع العسكرية بإستغلال شباب الإخوان أشقاءنا فى موقعة الجمل فى مواجهات دامية مع الشعب وشباب الثورة. وحذرت الجبهة جماعة الإخوان المسلمين من القيام بمثل هذه الأعمال أو التعدي علي حرية الرأي والتعبير خاصة انها من الممكن ان تجر البلاد الي حرب أهلية. من جانبه أكد عصام الشريف منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمي ان ما قامت به ميلشيات الاخوان المسلمين لن يثني الجبهة وكل شباب الثورة عن التوجه الي البرلمان للتظاهر في أي وقت وللمطالبة بحقوقهم المشروعة خاصة ان هذا برلمان الشعب المصري وليس برلمان الاخوان او مكتب الارشاد ، ولا يمكن منع احد من التظاهر امامه او عرض مطالبه التي يري فيها خيرا لهذا الوطن. اما محمد عبد العزيز منسق شباب كفاية فقال ل"الدستور الأصلي" علي جماعة الاخوان المسلمين أن تدرك جيدا الفرق بين ان تكون في السلطة وبين ان تعمل كشرطي حراسة للمجلس العسكري وللمنشآت العامة ، فالشباب الذين ذهبوا الي البرلمان بالأمس لهم مطالب مشروعة وكان لديهم موعد مع نواب بالبرلمان ليتقدموا بمطالبهم ، واذا اراد نواب الإخوان ان يضعوا اصابعهم في اذانهم ويستكبروا استكبارا فهذا حقهم ، ولكن ليس من حقهم ان يمنعوا المتظاهرين من الادلاء برأيهم لأن هذا هو بداية التعدي علي حرية الرأي والتعبير وهو ما لن نسمح به مرة اخري. علي الجانب الآخر استمر الاعتصام امام مبني ماسبيرو وفي التحرير وقام الشباب بطقوسهم اليومية في عرض صور الشهداء علي جدران ماسبيرو وبينما كان الجديد هذه المرة هي كتابة كلمة "اخوان كاذبون" الي جوار "عسكر كاذبون" علي مبنى ماسبيرو ، ولم تمنع الأمطار الشديدة الشباب من تنظيم المرور علي الجانب الاخر من الطريق والتأكيد في كل حلقات النقاش علي سلمية الاعتصام وعدم وجود أي نية للاقتحام كما يحاول البعض ترويج هذه الفكرة عبر أعلام الفلول الكاذب.