في ذكرى ثلاثاء الإصرار الذى ابتدعه ثوار الخامس والعشرين من يناير - ومن بينهم شباب الإخوان المسلمين - عنوانا لإصرارهم علي إزالة نظام فاسد قبع علي رأس سلطته الرئيس المخلوع مبارك، ومحاربتهم لرجاله من البلطجية والفلول، تغير المشهد كثيرا ليصبح الإخوان شركاء الثورة في مواجهة الثوار. فبعد مناوشات استمرت بين الإخوان والثوار فى ذكرى ثورة 25يناير فى ميدان التحرير ومحاولات الثوار المستمرة لإحراج الإخوان أمام الجميع، بعد أن اقتنع الثوار بسعي الإخوان للسلطة، وتركهم عرضة لانتهاكات المجلس العسكري في أحداث الوزارء، كان لهم موقف آخر أمس خاصة بعد محاولتهم فرض سيطرتهم علي تظاهرات بعض القوي السياسية السلمية أمام مجلس الشعب. حيث نجح المتظاهرون فى إجبار أنصار الإخوان على الانسحاب من أمام مجلس الشعب بعد قيامهم بعمل دروع بشرية ومنع المتظاهرين من الوصول إلى باب المجلس. تطور الأمر إلى عمليات الكر والفر التى نشبت بين الثوار ومطاردة شباب الإخوان فى الشوارع الجانبية فى تكرار لمشهد لم يحدث إلا بين المتظاهرين المطالبين بالحرية وبين قوات الأمن المناهضة لفكر الثوار والمتظاهرين والتى تكررت فى أحداث ثورة يناير ومنها أحداث محمد محمود ومن ثم أحداث مجلس الوزراء الأخيرة. وبهذا استطاع الثوار تحقيق مالا يستطيعون تحقيقه فى ميدان التحرير من إحراج الإخوان المسلمين والفتك بهم فى عقر دارهم وهو مجلس الشعب الذين حصلوا على أغلبية كاسحة فيه. وقام الثوار بإصدار أوامر بمنع دخول الإخوان إلى ميدان التحرير مرة أخرى وأيضا التهديد بإحراق مقرات حزب الحرية والعدالة على مستوى الجمهورية تماشيا مع ماحدث مع الحزب الوطنى المنحل. وكانت المناوشات والاحتكاكات قد بدأت بعد أن اعترض شباب الإخوان المسلمين المسيرة القادمة من جامعة القاهرة المطالبة بالقصاص للشهداء وتسليم السلطة إلى مجلس رئاسي مدنى. حيث قاموا بعمل دروع بشرية لحماية البرلمان مثل جنود الأمن المركزى لمنع دخول أى متظاهر إلى محيط مجلس الشعب مما اعتبره المتظاهرون والثوار استفزازا لهم ومنعم من حقهم فى التظاهر السلمى والتعبير عن آرائهم فى المجلس العسكرى. مما أدى إلى تطور الموقف من تراشق بالألفاظ إلى اشتباكات بالأيدى إلى أن تزايدت أعداد الثوار واستطاعوا أن يجبروا شباب الإخوان على التراجع واختراق الدورع البشرية ومطاردتهم إلي أن انسحبوا بشكل سيئ لا يتماشى مع حزب حاز على أغلبية البرلمان. بعدها استطاع الثوار احتلال محيط مجلس الشعب والتأكيد على مطالب الثورة والمطالبة بتحقيق مطالبها وتسليم السلطة فورا للمدنيين ورحيل المجلس العسكرى، ليسدل ثلاثاء الإصرار ستارته بمسيرة من مجلس الشعب إلى مبنى ماسبيرو للمطالبة بتطهير الإعلام والتضامن مع معتصمى ماسبيرو. إلا أن هطول الأمطار حالت بينهم وبين وصولهم إلى ماسبيرو والتى كانت المحطة الأخيرة لثلاثاء الإصرار.