"مقال منشور سلفا, وممهور حبا" "يَا يَوْمَ وَقْعَة ِ(أكتوبرَ) انْصَرَفَتْ منكَ المُنى حُفَّلاً معسولةَ الحلب" ..فى صبيحة السادس من أكتوبر قبل أربعة أعوام, شرفت بإجراء حوار مع ضابط متقاعد كان برتبة نقيب وقت العبور. ويومها أشار بيده على الهواء مباشرة أنه بهذه اليد أغمض عين قائده, بعد أن سمع أمنية القائد الشهيد بأنه لو استطاع نزع علم إسرائيل المرفرف فوق القنطرة شرقا لاحتفظ به حتى يضعه ملصقا بكفنه حينما يلقى وجه رب كريم. أشار الضابط بيده وأكمل: "استشهد سيدى وقائدى، وبعد أسبوعين عبرنا وذهبت لنفس العلم ونزعته واحتفظت به وكتبت عليه بدمى (الله أكبر) وفى أول إجازة ذهبت لامرأة سيدى واستأذنتها وفتحت القبر ووضعت علم إسرائيل إلى جوار الجثمان الطاهر". انتهى اللقاء وأنا مشلول اللسان, وخرجت معه حتى باب المصعد ودون عزم مسبق ولا ترصد ولا تعمد, أمسكت بيد الرجل وأردت تقبيلها, فرفض.. وكتبت بمفكرتي: "يا وقعة أكتوبر. لو أنى حبة رمل متعطنة بالماء المالح من قناة السويس عالقة بنعل بيادة شهيد, إذن إنى ورب الكعبة لسعيد". هيه وحدوه... وكبروه, و يا يوم وقعة أكتوبر, ارتفعت قامتك فى نظر المتأملين, واحتارت فى حسن طلعة صباحك الممزوج بعزم الرجال عقول المفكرين, ويا يوم وقعة أكتوبر هل أحاطك نثر أو ارتقى إليك شعرٌ يا هدية الزمن لمحروسة الزمن. أقول قولى هذا وما توفيقى إلا بالله عليه توكلنا وباسمه كبرنا فعبرنا ودسنا فوق رقاب صهيون العنيدة الذليلة. ولو لى بعض عشر معشار ما أوتيه أبا تمام لغنيت أكتوبر شعرا ونثرا ودموع فرح, وعاش من قيل له عاش، ورحم الله السادات وسعد الدين الشاذلى والجمسى وأحمد إسماعيل وعبد المنعم رياض, ومحمود ابن خالتى. وبسم الله، الله أكبر باسم الله باسم الله, أبعث برسالة إلى أسيادى العابرين ممن قضوا، وأسيادى العابرين ممن بقوا على قيد الحياة, شكرا لكم ألف شكر, على ما نحن فيه من عزة وكرامة وذكرى شهامة, يا من أمسكتم بالبنادق والمدافع، "وما رميتم إذ رميتم ولكن الله رمى", فأعمى وأصم وشل وأقعد كلابا لا عهد لهم ولا ذمة, ظنوا بارليف وحصونهم مانعتهم من الله, فأتاهم الله بكم من حيث لم يحتسبوا. فيا سعدكم ويا حسن جدكم, ويا طيب ذكراكم. مٌدوا أياديكم. فقلمى ينتظر بأدب وقزامة تقبيل يد كل صاحب فضل. [email protected]