... "خليك معانا هنا /يا حضرة الكامل/وانعم برأيك/على راجل فقير عاطل/ينسد رزقه/وتصبح حرمته حامل/وله(خمسين سنة)/ياكل لقمته بالدين" ... ويا عم بيرم ,بلطاي حي بلطاي ما ماتش,فلماذا يستعجل حسين رياض البحث بين الجثث,وتحسس الآذان,لعل أذنا مقطوعة في (شرم),ولا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم,ولو انتظرتم فربما يأتي المخرج من حيث لم تحتسبوا أو تتوقعوا,و كم سمعنا عند التحضير للجنازات أحدهم يقول :انتظروا ابن المرحوم يأتي من السعودية,وبعدها نسلم الأمانة,فيرد المغسلون والمجهزون:إكرام الميت دفنه,والدفن أمانة ,والأولى الاستعجال فالدنيا حر. وأما مبارك فقد أفلست فضائياتنا من قصصه التي لن تنتهي,وبحثت في دفاترها القديمة ,فوجدتها بلا إثارة,ولوالخيال فرغ من الماضي,و تشابهت حكايا الحاضر,فلا مانع من (لو )التي تفتح باب فضائيات العلوج,والمستقبل كنز للخيال,فماذا لو مات مبارك,هل سيشيع في جنازة عسكرية,أم تحمل جثمانه امرأته وزوجتا ابنيه المسجونين؟والجنازة أكيد ستكون حارة,ومن يدري فربما يتوب الله على من يشاء من عباده؟والمعترض إذن يتألى على الله,الذي غضب في سمائه سبحانه,لما سمع-وهو السميع البصير-رجلا تقيا سئم من وعظ فاسق فقال :والله لن يغفر الله لك,فغفر –من بيده الأمر- لمدمن الذنب ,وأحبط عمل المتألي-يعني المتحدث زورا باسم السماء- لو مات مبارك فقد يريح والله أعلم إن كان سيستريح أم يبدأ مشوارا هول مطلعه شديد,فالأمر بيد صاحب الأمر,والملك لك لك يا صاحب الملك,ربما ستهدأ مصر ويهدأ الشارع,وتتغير كثير من الأمور,وربما تشتعل من حيث حسبناه تخمد..,تلكمو هي المسألة التي يجب أن نعد لها المشهد,ونتقي فيها التوقعات المخيبة,لكن أن نظل ندور في أسئلة شبيهة بمضغ اللبان,أو –على رأي إخواننا الشوام-مضغ العلكة,فتلك طبيعة كل علج وعلجة وجمعهما علوج,وهؤلاء لا فرق بينهم وبين الصحاف –هل تذكرونه؟- وزير إعلام صدام حسين الذي صدعنا بمصطلح العلوج,وعلى ذكر صدام,فقد امتلأت الدنيا بنقده وشتيمته والبحث عن فضائحه,واعتقل في صورة مخزية داخل قعر قبو مظلم,وانشغل الإعلام العراقي والعربي بتوقع شكل موته,وكنت بين المتابعين الحانقين على الرجل الذي جرنا لنكسة أخرى وكذبات تتوالى وفتن لم تتوقف حتى الآن؟.. ثم كانت المفاجأة,التي قال لنا مفكرونا إنها لا تشغل غير العوام,وبما أني من العوام فقد انشغلت كيف قُدر لصدام حسين نطق الشهادتين في ثبات لحظة شنقه. مات صدام وذهب لمن لا يموت,وقضي الأمر الذي فيه تستفيان,ويا صاحبيّ في الفضائيات,أما أحدكما فيسقي شعبه خمر الثورة ويظل يسقيه حتى لا يفيق للبناء,وأما الآخر فهو من الفلول ولو قدروا عليه بالتحرير لصلبوه كما فعلوا باللص الذي أمسكوه حتى تأكل الطير من رأسه,وأما جنازة مبارك فهي قدر مقدور بأي صورة تخرج بها,ولو زاد عدد متبعيها,فلن ينقص ذلك من جرائمه في حق مصر شيئا,ولو حملت نعشه النساء فلن يزيد في عقابه شيئا,وكما ترجم لي أبي صوت الكروان في السماء إذا أعجبني وأعجبني أكثر ترجمته- التي لا دليل على صحتها- أن ذلك الصوت الشجي يقول :الملك لك لك يا صاحب الملك,وأنا أقول :وحدوه [email protected]