حذرت دراسة حديثة من أن مكيف الهواء يمكن أن يساهم في انتشار فيروس كورونا ببعض الأماكن العامة، في أعقاب دراسة 10 حالات مصابة بالفيروس من ثلاث عائلات مختلفة تناولوا العشاء في نفس المطعم في "قوانجتشو"، جنوبي الصين، أواخر يناير. وقالت الدراسة التي نشرت في وقت مبكر من طبعة يوليو من مجلة الأمراض المعدية الناشئة، التي نشرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة، إن "تدفق الهواء القوي من مكيف الهواء يمكن أن يؤدي إلى انتشار القطرات التي تنقل العدوى". غير أنه ووفق الدراسة التي قادها "جيانيون لو" من مركز "قوانجتشو" للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن انتقال القطرات وحده لا يمكن أن يفسر العدوى. ووأصوا بأن تزيد المطاعم المساحة بين الطاولات وتحسن التهوية من أجل تقليل مخاطر إصابة عملائها بالعدوى. وعاد المريض الأول من الحالات العشر التي تمت دراستها من "ووهان"، معقل المرض، قبل يوم واحد من تناول الغداء مع ثلاثة أقاربه في مطعم بدون نوافذ، حيث يتواجد مكيف هواء في كل طابق. وجلست عائلتان أخريان على طاولات قريبة، يفصل بينهما حوالي متر، وكان هناك تداخل في وقت تناول الطعام للعائلات لنحو نصف ساعة. وأصيب المريض الأول بالحمى والسعال في وقت لاحق من ذلك اليوم وذهب إلى المستشفى حيث جاءت نتائج اختباره إيجابية للفيروس، وفق ما نقلت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية. في غضون أسبوعين، أصيب أربعة أفراد آخرين من أسرتهم وثلاثة أفراد من العائلة الثانية واثنان من الأسرة الثالثة بالفيروس. ووجد البحث أن المريض الأول كان المصدر الوحيد المعروف الذي تعرضت له العائلتان الثانية والثالثة. وقالت الدراسة": "من فحصنا لمسارات انتقال العدوى المحتملة خلصنا إلى أن السبب الأكثر احتمالاً لانتشار المرض هو انتقال القطرات. "نستنتج أن مكيف الهواء هو السبب في انتقال القطرات. وكان العامل الرئيسي للعدوى هو اتجاه تدفق الهواء". وكان هناك أيضلا 73 آخرين تناولوا الطعام في نفس الطابق، لديهم اتصال وثيق مع المريض الأول، لكن لم يصب أي منهم بالعدوى ولم يصاب أي من موظفي المطعم. يعترف فريق البحث بأن الدراسة محدودة لأنهم لم يجروا دراسة تجريبية تحاكي مسار النقل المحمول جوًا، كما أنهم لم يجروا دراسات على الأجسام المضادة لأفراد الأسرة السلبيين عينة المسح وآخرين للتأكد من عدم إصابة أي منهم ولكنهم بدون أعراض ظاهرة.