توقعت قوى سياسية احتفاظ الإسلاميين بالأغلبية فى البرلمان المقبل، إلا أنها ستكون بنسبة أقل عن سابقتها، نتيجة لما وصفوه ب"تناقص شعبيتهم"، مع زيادة مرتقبة لحصة التيار المدنى من ليبراليين ويساريين فى البرلمان الجديد. وتوقع أحمد عودة مساعد رئيس حزب الوفد محافظة الإسلاميين على الأغلبية مع استخدامهم "الشعارات الدينية" مثلما حدث فى استفتاء 2011 واللعب على وتر الجنة والنار، حسب قوله، مشيرًا، فى الوقت ذاته، إلى أن نسبة الليبراليين سوف تزداد وأكثرية الإخوان المطلقة لن تتكرر. ودعا الشعب إلى اختيار الأكفأ بعيدًا عن العواطف. الأمر ذاته، أكده، أحمد حسن أمين الحزب الناصرى، مشيرًا إلى أن الإسلاميين سيحصلون على أغلبية فى البرلمان المقبل رغم أنهم فقدوا كثيرًا جداً من رصيدهم بسبب ممارساتهم إلا أن قدرتهم فى الحشد كبيرة جدًا مع استخدامهم الشعارات الدينية، و"خداع البسطاء"، حسب تعبيره. إلا أنه أكد سعى القوى الليبرالية للتحالف والقتال من أجل خوض الانتخابات المقبلة، موضحًا أن القوى الناصرية تنسق للتوحد وستلجأ للتحالف مع القوى الوطنية الأخرى التى تتفق معها فى الأهداف لمواجهة "غول جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين". فيما توقع محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، زيادة نسبة التيار المدنى فى البرلمان الجديد، خاصة مع محاولاته تغيير نظرة الشارع السلبية له، متوقعًا فى الوقت ذاته، أن يقل تمثيل الإخوان والسلفيين فى البرلمان الجديد وإن كانوا سيحصلون على الأغلبية أيضاً. وأشار إلى أن التحالف الأوفر حظًا سيكون من نصيب تحالف الدستور والمصرى الديمقراطى مع الكرامة والتيار الشعبى وهو ما يتم التنسيق له الآن، ثم تحالف الأمة المصرية مع حزب الوفد، معتبرًا أن أى حزب سوف يرفض التحالف سوف يحكم على نفسه بالانتحار. فى المقابل نفى جمال حشمت القيادى بحزب الحرية والعدالة ووكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، تناقص شعبية الإخوان، أو حصولهم على نسبة أقل فى الانتخابات المقبلة، مشيرًا فى الوقت ذاته، إلى أن الحزب يتمنى تمثيلا مناسبا لكل القوى السياسية تحت قبة البرلمان الجديد. وأشار إلى أن حزبه يعيد ترتيب البيت من الداخل استعداداً للانتخابات البرلمانية المقبلة، موضحاً أنه وضع خطة الاستعداد للانتخابات عن طريق تأهيل الأعضاء بعد حسن اختيارهم. وكشف حشمت عن نية حزب الحرية والعدالة فى خوض الانتخابات منفرداً دون أى تحالفات، مشيرًا إلى أن الحزب سينافس بقوة على كل دوائر الجمهورية. وتوقع الدكتور ضياء رشوان، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية، أن خريطة تمثيل الأحزاب والقوائم السياسية فى البرلمان القادم ستكون مغايرة تمامًا عن سابقتها ولن توجد أغلبية لحزب معين أو تيار معين وستكون النسب متقاربة جداً بين القوى السياسية خاصة بعد خوض أحزاب جديدة قوية الانتخابات لأول مرة. أيده فى الرأى الدكتور ياسر كساب، الخبير فى الشئون البرلمانية ورئيس المركز الإقليمى للدراسات، متوقعًا صعود التيار المدنى بنسبة أكبر بعد التحالفات الكثيرة فى الآونة الأخيرة والنزول إلى الشارع أكثر مع صعود أحزاب جديدة مثل مصر القوية والدستور وغيرهما. وأضاف أن الأغلبية الإسلامية فى البرلمان المنحل أضرت بالتيار الإسلامى بسبب الأداء البرلمانى الضعيف، مشيرًا، فى الوقت ذاته، إلى أنهم سيحتفظون بنصيب وافر.