لماذا يصر فاروق جعفر على الدفاع عن لاعبين أصبحوا غير صالحين لارتداء فانلة الزمالك واعادته إلى حلبة القوى الكروية العظمى؟! ليكن جعفر صادقا مع نفسه ومع جمهوره فيقر أنه يحتاج إلى اعادة بناء الفريق من الصفر، هذا إذا كان يريد الحفاظ على تاريخه كنجم سابق في الملاعب لم يأت التاريخ الكروي المصري بمثل موهبته الفذة كصانع ألعاب يستطيع أن يضع أي لاعب بلمسة سحرية واحدة في مواجهة المرمى. داهية الملاعب جعفر لم يثبت لنا حتى الآن أنه داهية في التدريب أيضا، فسجله خال من أي بطولات. تاريخه طويل بالفعل في مجال التدريب، لكنه كان مع فرق تكافح الهبوط أو تبحث عن الأداء المشرف في وسط الجدول، وعندما جاءته الفرصة ليدرب فريقا بعد حصوله على درع الدوري وهو الاسماعيلي، هرب منه عند أول عرض من دولة عربية لأنه أدرك أنه لن يستطيع الحفاظ على انجاز محسن صالح، ويومها برر ذلك باستغناء الاسماعيلي عن النجم بركات لأهلي جدة! الفرصة الآن مهيأة لجعفر ليصنع مجدا، فهو رغم شهرته الطاغية لم يصل إلى انجازات حسن شحاتة مثل بطولة أفريقيا للناشئين، وحصول فريق المقاولون العرب عندما كان يلعب في الدرجة الثانية على كأس مصر من فم الأسد وهو الأهلي بقيادة مانويل جوزيه، وهو الآن يحقق انجازات مع المنتخب الوطني. مجد جعفر لن يصنعه ببطولة فهي أبعد بمسافات طويلة عن الزمالك بمستواه الحالي، ولكنه سيرتبط ببناء فريق مجدد قوي يستطيع أن يرد الصاع صاعين للأهلي ويثبت لجمهوره أنه لا يوجد فريق لا يقهر! فعلها قبله رود كرول واستطاع بناء فريق الزمالك الذي تكهل الآن وأدركته الشيخوخة، ورغم أن المسئولين في الزمالك زهقوا سريعا من كرول ولم يتركوه يهنأ بالفريق الذي بناه، إلا أن هذا الفريق استطاع أن يأخذ بطولة الدوري ثلاث مرات ويهزم الأهلي مرات عديدة. نعم انا مع الأستاذ محمد يحيي في قوله إن الأهلي يجد دعما كبيرا لتصبح بطولة الدوري ملاكي له، وهذا الدعم ليس وليد اليوم بل يرجع لعشرات السنين، وأنه يلجأ للسطو على لاعبي الأندية التي تتجرأ على منافسته ونموذج ذلك الاسماعيلي الذي حرمه الأهلي من أفضل لاعبيه، وها هو يأخذ بهم البطولات الآن ويقهر بهم الزمالك! لكن لماذا لا يفعل الزمالك مثله.. لماذا لا يسطو أيضا على لاعبي الفرق الأخرى ويدفع فيهم مثلما يدفع الأهلي.. لماذا يخسر نجم الاسماعيلي محمد عبدالله بسهولة ليخطفه الأهلي.. وكيف تنازل بسهولة عن اسلام الشاطر بطريقة ساذجة في كتابة عقده مضيعا الهبة التي وهبها له ابراهيم عثمان نائب رئيس الاسماعيلي السابق؟! إذا كان الأهلاوية يردون على ذلك بأنه الاحتراف فليفعلها الزمالك أيضا، وليدفع الملايين لبناء فريق ننتظره في الموسم القادم ان شاء الله. إنها مسئولية جعفر ما دام مصرا على البقاء في موقعه لآخر الموسم، وهذه المسئولية لن يشعر بها إلا إذا اعترف أنه يدرب أشباح لاعبين ومن ثم عليه أن يبحث مع خبراء الكرة في الزمالك عن لاعبين جدد سوبر. وإذا كان الاسماعيلي لا يستطيع الحفاظ على نجومه، فليتدخل الزمالك ولا يجعل هذا المنجم الذهبي قاصرا على الأهلي فقط لدرجة أن جمهور الزمالك كانوا يواسون أنفسهم بأنهم لم ينهزموا امام الأهلي وإنما أمام الاسماعيلي! ليس معقولا أن يكون الطريق الوحيد للدراويش مؤديا إلى بوابة الجزيرة.. فأين الزمالك ومرتضى منصور من ذلك؟! إن جمهور الزمالك ينتظر من عين جعفر الخبيرة أن تطيل النظر في الأندية الأخرى، خاصة أنه درب الكثير منها. ذلك أسرع طريق لتجديد فريقه، وعليه ألا يتعالى عن الاستغناء عن معظم لاعبيه الحاليين وانا واثق أنه لن يندم! إن كل لاعبي الأهلي السابقين وأبناءه الذين يدربون الأندية الأخرى، أول ما يفكرون فيه هو خطف نجوم هذه الأندية ليلعبوا للأهلي، فأين أبناء الزمالك من كل هذا؟!.. لماذا يتركون كل شيء للأهلي ثم يبكون بعد ذلك على سطوته وقوته التي تجبر اتحاد الكرة على تغيير قوانين الانتقال في منتصف الموسم حتى يتسنى للأهلي ضم أبو تريكة وآخرين كما حدث في الموسم قبل الماضي! ننتظر ائتلافا بين جفعر وبقية خيراء الزمالك لتغيير المعادلة.. وهذه هي بداية بناء مجده التدريبي الذي لم نره بعد! [email protected]