فجرت صحيفة الجارديان البريطانية، مفاجأة صادمة في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، بالكشف عن تفاصيل وقوع 70 حالة اغتصاب على يد قوات الدعم السريع، أثناء فض اعتصام القيادة العامة بالعاصمة السودانية الخرطوم،الأسبوع الماضي استنادا لشهادة أطباء كانوا متواجدين في الاعتصام. وفي تقرير لها قالت الجارديان، إن تفاصيل جرائم الاغتصاب التي نفذتها عناصر قوات الدعم السريع قد انتشرت خلال الأيام الأخيرة على الإنترنت، رغم القيود المفروضة على الاتصالات في السودان. وقال طبيب لديه معلومات من لجنة الأطباء المركزية الداعمة للثورة للجارديان، إن مستشفيات الخرطوم قد سجلت أكثر من 70 حالة اغتصاب خلال الهجوم على الاعتصام وأعقابه. وقال طبيب يعمل بمشفى "رويال كاير" إنهم قد عالجوا نحو ثمانية مدنيين تعرضوا للاغتصاب (خمس نساء، وثلاثة رجال). فيما قال مصدر طبي بمستشفى جنوبالخرطوم أنهم تسلموا حالتين اغتصاب، بما في ذلك شخص هوجم من قبل أربعة عناصر تابعة لقوات الدعم السريع. وقد نشر شهود شهاداتهم حول حالات اغتصاب عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الأخيرة. وقالت طبيبة إنها قابلت الضحية لأول مرة عندما أتت مصابة إثر اقتحام الاعتصام، وقد حاول عناصر من قوات الدعم السريع اقتحام المستشفى لولا تصدي أفراد تابعين للمخابرات العسكرية لهم. وأضافت الطبيبة أنها قابلت الضحية لاحقا والتي كشفت لها عن تعرضها للاغتصاب على يد أحد عناصر القوى الأمنية المشاركة في فض الاعتصام والتي تتبع لقوات الدعم السريع وقوات الأمن المركزي. وأوضحت الطبيبة أن الضحية تخضع للعلاج النفسي الآن جراء ما تعرضت له، لكن بسبب العصيان المدني وتعطل حركة المواصلات، فإنها لا تستطيع مقابلتها ثانية. وأكدت حاجة فضل كرنديس المتحدثة باسم تجمع المهنيين السودانيين لموقع "الحرة"، أن "نقابة الأطباء الشرعية" أبلغت عن وقوع حالات اغتصاب خلال فض الاعتصام، إلا أن الأرقام لم تنشر بعد. وأشارت كرنديس إلى صعوبة إحصاء الضحايا حتى الآن بسبب انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات في بعض مناطق السودان. ولا تتبع لجنة الأطباء المركزية قوى إعلان الحرية والتغيير أو تجمع المهنيين السودانيين بشكل مباشر، بينما تنقسم نقابة الأطباء إذ ينحاز جزء منها إلى تجمع المهنيين وقوى الثورة تحت اسم "نقابة الأطباء الشرعية"، فيما ينحاز الجزء الآخر إلى المجلس العسكري. المجلس العسكري الانتقالي نفى الإحصاءات الخاصة بضحايا فض الاعتصام التي أصدرتها لجنة الأطباء المركزية، بحسب مراسل قناة "الحرة". وكانت وزارة الصحة قد أعلنت أن عدد قتلى أحداث العنف الأخيرة بالبلاد لم يتجاوز 46 قتيلا، نافية الرقم الذي أعلنته لجنة الأطباء المركزية والذي تجاوز 108 قتيل. ويدخل السودان الثلاثاء، ثالث أيام حملة العصيان المدني التي دعا إليها المحتجون للضغط على المجلس العسكري الحاكم من أجل تسليم السلطة للمدنيين.