مطلقات يحتفلن بالحصول على حرياتهن: الطلاق نهاية ألم وبداية أمل دينا: جواز 4 أشهر و«طفل سنتين مش عارف أبوه».. آية: «سنة ضرب وخيانة وأقسام شرطة» «مديحة يسرى» صاحبة أول حقل الطلاق.. وقائمة الفنانات تطول خبير نفسى: إهانة متخفية.. خبيرة اجتماعى: محاولة لاستفزاز الطليق.. سيدات: حقها.. ورجال: أفلام جرت العادة أن يتم الاحتفال بالخطوبة وعقد القران والزفاف، لكن الجديد في الأمر هو الاحتفال بالطلاق في احتفالات لم يعهدها المصريون من قبل، تعبيرًا عن فرحة المطلقات بحصولهن على حريتهن، وبعدما كانت المرأة المطلقة في السابق تخفي خبر طلاقها عن أقرب المحيطين بها، خوفًا من تعليقات المجتمع اللاذعة. لكنها الآن أصبحت تجاهر به دون خوف من عواقبه، ويتم دعوة العشرات وأحيانًا المئات من الأهل والأصدقاء لحضور هذا النوع من الجديد من الاحتفالات، وتم تصويرها وتداولوها على مواقع التواصل بكل فخر. من هنا كانت البداية البداية كانت في عام 2017، حين نظمت فتاة آنذاك حفل طلاقها وقامت بمشاركته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وهو ما أثار موجة جدل وانتقادات عارمة بين رواد مواقع التواصل ما بين مؤيد ورافض للفكرة. "وأخيرًا خلصت من القفص الذهبي مبروك مبروك يا حياة قلبي".. هذه بعض من كلمات الأغاني في حفل طلاق "دينا عبد الله سليمان"، 28 عامًا، من مدينة قويسنا بالمنوفية، والتي أصبحت ضيفة على الفضائيات متحدثة عن تفاصيل تجربتها المثيرة للجدل. تقول "دينا"، إنها قامت بإعداد وتنظيم حفل دعت إليه أصدقاءها بعد حصولها على الطلاق بحكم قضائي من زوجها، "عقب عذاب مرير استمر لمدة عامين، بالرغم من أن زواجها الفعلي لم يستمر إلا 40 يومًا فقط". وأشارت إلي أن طليقها مهندس كمبيوتر، خلال فترة الخطبة التي استمرت 10 أشهر، لم يظهر عليه أي سوء نية أو معاملة غير طيبة، لكن بمجرد عقد القران، تُوفي والده، فقام بالانتقال إلى الإقامة مع والدته، لتتفاجأ بتغير غريب وجذري في تصرفاته. وذكرت أن "والدته (حماتها) كانت مُسيطرة عليه، وبدأت مضايقتها، كذلك تفاجأت بخيانة زوجها لها، على الرغم من أنهما في بداية حياتهما الزوجية، وحينما اعترضت على ما يحدث، خيرها زوجها ما بين الاستمرار معه في منزل والدته، أو البقاء في منزل الزوجية، على أن يتولى أهلها الإنفاق عليها". وعلى إثر ذلك، طلبت "دينا" الطلاق على الرغم من معرفتها بأنها حامل، لكنه ساومها على الطلاق مقابل التنازل عن حقوقها الزوجية وقائمة المنقولات والمهر، ومؤخر الصداق. غير أنها رفضت التنازل، وحين وضعت مولودهما، اتصلت به وأخبرته أن بإمكانه رؤية طفله وقتما شاء، فتفاجأت برده: "الطفل هدية مني لك ولا أريد رؤيته، كما أن والدتي منعتني من ذلك". وذكرت أنه "بالرغم من أن الطفل يبلغ حاليًا عامين إلا أنه لا يعرف والده ويعتقد أن خاله هو والده، كما أن والده رفض تسجيله حين ولادته ما عرضها لمشاكل"، وأنهت بأنه نتيجة للعذاب المرير الذي عاشت فيه عامين فأقل ما يعوضها هو احتفالها بالطلاق. سنة زواج.. «ضرب» و«أقسام» "سنة بحالها ما شفتش يوم عدل، سنة كاملة خيانة وضرب وخناق وعنف ورفض انفصال ودخول أقسام شرطة"، قالتها "آية حمادة"، 25 سنة، وهي واحدة من اللاتي نظمن حفلة ابتهاجًا بحصولها على الطلاق. وأضافت عبر صفحتها على "فيس بوك"، "جوازي الرسمي كان سنة وشهرين، لكن الجواز اللي بجد كان شهر واحد بس، حياة اتحولت بالتدريج لكابوس مش عارفة اخلص منه، لغاية ما اتفقنا على الطلاق وكان ردي عليه هو الرقص والغناء". وختمت بالتوجه بالسؤال إلى أصدقائها كيف تحتفل بالطلاق؟ لتنهال عليها التهاني والاقتراحات، وبدلًا من أن يكون الحفل بين أصدقائها المقربين أشار عليها البعض إلى أن يكون فرحًا كبيرًا بقاعة فخمة وفستان، لتوافق بالفعل على المقنترح، قائلةً: "لما جيت أتجوز ما عملتش فرح، ولا اتبسطت فى اليوم ده نهائى، وشفت فى التجربة دى حاجات كتير علمتنى، نفسى أفرح بجد وأبتدى حياتى الجديدة بضحك وسعادة من القلب والدعوة للجميع". حفل طلاق جماعى للأقباط ولأن المصريين في الهم سواء، كذلك هم في الفرح سواء، إذ لم تقتصر الظاهرة على المسلمات، وإنما امتدت بين الأقباط، حيث شارك عدد من الأقباط في حفل طلاق جماعي، هو الأول من نوعه للأقباط الحاصلين على أحكام طلاق نهائية من الكنيسة، وذلك بعد إتمام طلاقهم. وخلال الحفل تم إحضار "تورتة" كبيرة كُتب عليها "الطلاق نهاية ألم وبداية أمل"، معتبرين أن الحفل هو أولى الخطوات في الحصول على حقوقهم في الزواج مرة أخرى. البداية فنية كانت بداية الاحتفال بالطلاق في مصر من خلال احتفال غير مسبوق للفنانة الراحلة مديحة يسري، التي احتفلت بطلاقها من الفنان محمد فوزي في أواخر الخمسينيات، وذلك بعدما أبلغته رغبتها في الانفصال عنه لارتباطه بامرأة أخرى، وبعدما وافق على تلبية كل رغباتها، دعته إلى العشاء وفاجأته بدعوة الأصدقاء والصحفيين المقرّبين منهما؛ لتعلن نهاية زواج دام سنوات، وطلبت منه حينها الاحتفاظ بابنهما في حضانتها وهو ما وافق عليه. كما أقام المطرب محرم فؤاد والفنانة عايدة رياض، حفلًا بعد طلاقهما، وجها خلاله الدعوة إلى الأصدقاء والمقربين؛ بهدف التأكيد على أن الصداقة مستمرة بينهما. كذلك، احتفلت الفنانة إلهام شاهين، بطلاقها من المنتج عادل حسني بحفل كبير، حضره حوالي 300 شخص بأحد الفنادق الكبرى في الإسكندرية. وصعد حسني إلى أعلى مكان في القاعة وأمسك بيد إلهام، ليعلن عن انفصالهما، مؤكدًا أن الزمالة الفنّية والصداقة ستظل بينهما، وهو ما أثار دهشة الجميع، خاصة بعدما ردت طليقته عليه بتقبيله. واحتفلت الممثلة غادة عبد الرازق، بطلاقها الأول من المنتج وليد التابعي، خلال حفل عشاء جمعهما، لتأكيد الصداقة بينهما، وسرعان ما عادا مجددًا إلى الزواج، قبل أن يقع الطلاق الأخير. وشارك المخرج أنس داعية، المطربة ليلى غفران، في الاحتفال بطلاقهما بعد زواج 3 سنوات في حفل عشاء دعوا إليه مجموعة من أصدقائهما المقربين. واحتفلت الفنانة هنا شيحة بطلاقها من زوجها فوزي العوامري بقرار من المحكمة، مع مجموعة من أصدقائها. كما احتفلت الفنانة اللبنانية ميسم نحاس بطلاقها من الموزّع الموسيقي روجيه أبي عقل، بعد 4 سنوات في المحاكم بشكل مختلف وهو بإطلاق ألبوم "مهضوم". رغبة فى الانتقام وقال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إن "الطلاق قديمًا كان وصمة للمرأة المطلقة، والاحتفال بالطلاق من جانب بعض المطلقات يبرر فرحتها ورغبتها في الانتقام منه بإهانة كرامة طليقها، لتقول إليها: "أنت حاجة ما تسواش" فهي كالإهانة المتخفية"، بحسب تعبيره. وأضاف ل"المصريون": "من الممكن أن يكون الاحتفال مجرد تقليد أعمى، أو ردًا لكرامتها أمام الناس، فهي تقول لهم: "أنا شايفة نفسي كده كويسة"، والصديقات اللاتي يتم دعوتهن منهن من تريد أن "تتزوج من طليقها"، وأخرى تشاطرها الفرحة حقيقة، وأخرى "عايزة تفرح وخلاص". وقالت الدكتورة فاتن عرفة، خبير علم النفس والاجتماع: "الاحتفالات بالطلاق له أسباب مختلفة، فقد يكون احتفالها فرحة بالنصر: "انتصرت عليه وعلى عمايله معاها"، وقد تكون محاولة لاستفزازه؛ بما يعكس أنها ما زالت تحبه على الرغم من المشاكل التى حدثت بينهما، أو تحاول الطبطبة على نفسها بدلاً من أن تبكي وتصرخ وتبكي". وأكدت عرفة، أن "غالبية الصديقات اللاتي يقومن بتشجيع المطلقات على إقامة تلك الحفلات يكون ذلك بغرض "التريقة على صاحبة الحفل"، لكن هناك من يقف بجوارها ويؤازرها، وهن صديقاتها المقربات اللاتي يكن بالفعل "حاسين بيها"، ويظللن بجوارها حتى لا تخطئ في تصرفاتها". بين التأييد والرفض وانقسمت عينة من المواطنين استطلعت "المصريون" آراءهم حول الفكرة. وقالت سيدة ل"المصريون": "حقها تعمل كده، أكيد كان مبهدلها وما صدقت خلصت منه"، لكن أخرى أبدت اعتراضها، قائلة: "دي كارثة، ولو عندها أولاد تبقى مصيبة، زمان كانت الواحدة تسيب الشغل خايفة الناس تشوفها علشان مطلقة، إيه اللي بيحصل ده". وقال "أحمد معارك"، موظف ل"المصريون": "طبعًا أبغض الحلال عند الله الطلاق بس لو حصل المفروض يكون في احترام بين الطرفين مش توصل لحفلة، علي العموم ده كان بيحصل في الأفلام زمان ودلوقتي بيتعمل في الواقع".