بعد انتشارها على نطاق واسع وتسببها في وقوع العديد من حالات القتل والخلافات الزوجية، انتفض برلمانيون وأزهريون، ضد لعبة pubg ، مطالبين بمنعها وحظرها من مصر، لكن هل تستطيع الدولة القيام بذلك؟. وتنامت المخاوف بعد قتل طالب معلمته بعدة طعنات نافذة في جسدها؛ بسبب توجيهات تلك اللعبة، وذلك بحسب اعتراف الطالب الذي قال أثناء التحقيقات أنه استوحى فكرة القتل من لعبة «البوبجي». ولا يعد هذا الحادث الأول، ففي أربيل بالعراق قُتل شاب أثناء محاولته تقليد لعبة PUBG مع أصدقائه، أثناء عودته من رحلة سياحية مع 4 من أصدقائه، بعدما طلب منهم تقليد اللعبة حتى يوثق الرحلة بمقطع فيديو، دون علمه بأن السلاح الذي كان يحمله أحد أصدقائه محشو بالرصاص الحقيقي. الدكتور إسلام غانم، استشاري تقنية المعلومات، قال إن حظر تلك اللعبة في مصر لا يمكن في الوقت الحالي إلا إذا لجأت الجهات المختصة إلى بعض الأدوات والإجراءات المتطورة، مؤكدًا أنها إذا قامت بذلك يمكنها منع اللعبة. وأضاف «غانم»، في تصريحه ل«المصريون»، أن الصين اتجهت منذ عام 2005 إلى حجب عدد من مواقع التوصل الاجتماعي مثل يويتوب وغيرها، ما يعني أن الحظر والمنع ممكن، وأن هناك أدوات متطورة يمكن اللجوء إليها لتحقيق هذا الغرض. استشاري تقنية المعلومات، أشار إلى أنه في حالة الحجب سيتمكن 10 من كل 100 مستخدم من تحميل اللعبة مرة أخرى، لكن بعد استخدامهم لبعض الأدوات المتطورة. وعما إذا كان الحجب هو الوسيلة الأفضل، قال هناك اتجاهين، الأول يرى أن الحجب سينتج عنه تزايد الطلب على اللعبة حيث إن القاعدة تقول «الممنوع مرغوب»، فيما يعتقد الثاني أن قيام شركات مصرية بابتكار ألعاب وطرحها بالأسواق العالمية أفضل، خاصة أنه سيقلل الإقبال على مثل هذه الألعاب. أما، أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات بمجلس النواب، حذّر من لعبة pubg ، موضحًا أنها انتشرت في كل بلدان العالم العربي، وأن لجنة الاتصالات دائمًا ما تدق ناقوس الخطر في مثل هذه الألعاب خاصة بعد لعبة الحوت الأزرق والتي أدت إلى انتحار العديد من الشباب. وأشار «بدوي»، في تصريحات متلفزة له، إلى أن تحميل هذه اللعبة تعدى المليون ونصف في غضون شهر في مصر فقط، مؤكدًا أن هذه اللعبة ضمن حروب الجيل الرابع على مصر. وتابع: «إغلاق اللعبة صعب، وتم التواصل مع الدكتور مصطفى عبد الواحد، رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، لمطالبته بسرعة التدخل وحذف اللعبة من تطبيقات جوجل لحماية الأطفال، بجانب التواصل مع وزير الاتصالات للعمل على وضع آلية وإستراتيجية للأسر للمتابعة الدورية للأطفال والعمل على رفع درجة الوعي لحمايتهم من ألعاب الموت وحروب الجيل الرابع». الأزهر: حرام شرعًا وأصدر مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، بيانا أوضح خلاله أن اللعبة تبدو في ظاهرها بسيطة، لكنها للأسف تستخدم أساليب نفسيةً معقدة تحرض على إزهاق الروح من خلال القتل، وتجتذب اللعبة محبي المغامرة وعاشقي الألعاب الالكترونية؛ لأنها تستغل لديهم عامل المنافسة تحت مظلة البقاء للأقوى. من جهته، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن ممارسة لعبة بوبج «pubg »، حرام شرعاً؛ لأن المولى عز وجل قال في كتابه الكريم «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، وقال في موضع آخر: «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا». وأضاف «كريمة»، أن القاعدة الفقهية تقول ما أدى إلى الحرام فهو حرام، وهذه اللعبة تسبب عدوانيات وينتج عنها إيذاء إما بالقتل أو بالجرح، ولذلك تعد من المحرمات الشرعية. وأشار أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، في حديثه له، إلى أنه يحرم ممارسة اللعبة واقتناؤها واستيرادها وكل ما من شأنه الحصول عليها. فيما، قال شريف عبد الباقي، رئيس الاتحاد المصري للألعاب الإلكترونية، إن هناك ما بين 30 و40 مليون ممارس للألعاب الإلكترونية في مصر، وبعض هذه الألعاب عنيفة، لكن «هذا ليس معناه أنه إذا تصرف واحد منهم تصرف عنيف أو سيئ هذا ليس معناه أن اللعبة التي يمارسها هي السبب أو الدافع، ولكن قد تكون هناك أبعاد نفسية وأخلاقية أخرى لا نعلمها». لا يمكن حجبها وأضاف عبد الباقي «لا يمكننا حجب لعبة من متجر جوجل أو أبل في ظل التطور التكنولوجي الحالي بالإضافة إلى أن تلك المتاجر ليس لدينا سلطة عليها». وقال إن الحجب والمنع ليس الحل، ولكن الأفضل رفع الوعي لدى الشباب وتوجيههم للألعاب الالكترونية الذهنية والرياضية وكذلك توعيتهم بمخاطر الألعاب الإلكترونية. وصنّعت لعبة “PUBG ” شركة كورية في مارس 2017، وهي من أكثر الألعاب رواجًا، وحملها على متجر أندرويد أكثر من 32.34 مليون مرة، وأصبحت في مقدمة التطبيقات الجاري تحميلها في أكثر من 100 دولة حول العالم. وPUBG هي أكثر الألعاب انتشارا في العالم حاليًا خاصة في الدول العربية، وتدور اللعبة على فكرة نجاة لاعب من بين 100 آخرين، بعدما يحاول كل منهم التخلص من اللاعبين الآخرين باستخدام أنواع مختلفة من الأسلحة.