قال محيي عيسى، القيادي الإخواني والبرلماني السابق، إن النساء هن شقائق الرجال ولسن مستودعا للغرائز، فهناك نساء بألف رجل. وكشف على حسابه ب"فيس بوك" عن أسرار عاصرها مع المفكر الإسلامي محمد الغزالي قائلا: "فى الثمانينيات من القرن الماضى كنت فى صحبة العلامة محمد الغزالى بعد رحلة دعوية ألقى فيها محاضرة بمحافظة المنيا أمام حشد كبير". وأضاف أنه كالعادة كانت الفرصة فى السؤال والاستفادة من الشيخ، حيث كانت وقتها القضايا التى يثيرها أدعياء السلفية والمتنطعون تتعلق معظمها بالمرأة، حيث أحاطوها بسياج من الحيطة والحذر فهى عندهم "إذا أقبلت أو أدبرت كانت بصورة شيطان فإذا خرجت من دارها لضرورة فيجب أن تكون كالغربان السود"، بحسب قوله. وكان الحديث وقتها عن عمل المرأة ومشاركتها فى الانتخابات تصويتا وترشحا. واستطرد عيسى في حديثه قائلا: "سألت الغزالي عن رأيه وموقفه فيما يثار كالعادة، حيث كان غضب الشيخ كبيرا وهو يقول هؤلاء لا ينفكون فى شغل الأمة بقضايا تخص طبيعتهم الشخصية ثم يسبغونها بالدين". وأكد أن الشيخ تساءل غاضبا: ما علاقة الدين برجل مريض بالغريزة لا يرى فى المرأة إلا وعاء يفضى فيه حاجته؟ فهى عنده كيان بلا عقل أو روح، ثم قال هؤلاء الأغبياء يريدون أن تفقد الأمة نصف قوتها، فى الوقت الذى يجادلون فيه حول حق المرأة فى العمل أو التصويت فى الانتخابات، نرى المرأة فى الهندوبريطانيا تصل إلى قمة الحكم، وتحكم شعبها بحرية وعدالة وقوة. وأضاف أن الشيخ الغزالي وجّه له سؤالا قائلا: دعنى أسألك لو ترشحت امرأة مثل "مارجريت تاتشر"، رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، أو غاندى أمام أي من حكام العرب وقتها من ستنتخب؟ وأكد الشيخ الغزالي وقتها أن مهمة الحاكم توفير الحياة الكريمة لشعبه وإقامة العدل بينهم ، ليس مطلوبا منه أن يسوقهم إلى جنة يعدهم بها فى الآخرة ليتغافلوا عن ظلمه فى الدنيا. تذكرت هذه الكلمات وأنا أتدبر أحوال حكامنا وأرى نساء فى حجم ميركل مستشارة ألمانيا أو رئيسة وزراء بريطانيا حتى المثال الأقرب لنا سنغافورة. ووجه القيادي الإخواني سؤالا للمعترضين على ولاية المرأة: أبعد هذا تقولون لا أفلح قوما ولوا أمرهم امرأة؟! بل أفلحوا بنسائهم وخبنا نحن بأصحاب الشوارب والكروش داخل الحركة الإسلامية. وتابع قائلا: الوضع لا يختلف كثيرا فالمرأة داخل الإخوان ليس لها حق التصويت ولا الترشح، والمكاتب الإدارية لا توجد فيها امرأة واحدة، ومجلس الشورى لا توجد فيه امرأة، ومكتب الإرشاد لا وجود للمرأة فيه، وكذلك قسم "الأخوات والزهراوات" يتولاه رجل. واختتم حديثه قائلا: "هذا هو حال أمة خلطت بين العرف وطبائع البشر والدين.. نحن فى حاجة إلى أن نعيد نظرتنا كإسلاميين للمرأة رائدة فى جميع المجالات".